دبي - المغرب الرياضي
يترقب عشاق لعبة الملوك 20 ديسمبر\كانون الأول المقبل، والذي تجرى فيه انتخابات اتحاد الإمارات للشطرنج لدورة 2016/ 2020، وتتطلع الأندية ومنتسبوها إلى فتح صفحة جديدة خالية من المشاكل والهموم، في إدارة جديدة قادرة على مواجهة التحديات، ووضع الشطرنج الإماراتي في موقعه المناسب على الخارطة الآسيوية والعالمية.
يوسف أحمد باصليب أحد المرشحين على مقعد الرئيس خص "المغرب اليوم" بحوار مطول تناول خلاله محاور برنامجه الانتخابي، ورؤيته المستقبلية للتطور وتذليل العقبات التي تمر بها اللعبة، وأبرزها توفير الدعم المادي للأندية واللاعبين، وإعداد أساتذة دوليين، مع تقديم الحلول لظاهرة التسريب، كذلك تطويع التكنولوجيا الحديثة لخدمة الشطرنج، وإلى نص الحوار:
بداية ماذا يمكن أن تضيف إلى شطرنج الإمارات؟
بالتأكيد لدي الكثير كي أضيفه، خصوصًا أنني ابن هذه الرياضة التي مارستها في عمر 9 سنوات، مما أكسبني خبرات طويلة امتدت إلى 30 عامًا، سواء كلاعب أو في العمل الإداري في اللجان الفنية في الاتحاد، ولذلك فإنني أمتلك تصورًا كاملًا عن مشاكل اللعبة ورؤية مستقبلية لتطورها.
وما هي المشاكل التي تمر بها اللعبة والرؤية التي تود طرحها؟
أهم العقبات هي ترك اللاعبين للرياضة في عمر معين، وأعتقد أن السبب الرئيس هو غياب الحافز المادي، وانشغال منتسبي اللعبة بالأمور الحياتية من عمل أو دراسة، الاحتراف طبق لدينا لكنه ليس كاملًا، وهنا تأتي أهمية التواصل والتنسيق بين الاتحاد والأندية، ومن ضمن برنامجي الانتخابي عقد توأمه بين الاتحاد والأندية خصوصًا مشاركة الأندية في صنع القرار، مما يسهل على الاتحاد تطبيق ما يصبو إليه.
هل تعدد أوجه التنسيق بين الاتحاد والأندية؟
بلا شك الأندية هي مؤسس القاعدة والرافد للمنتخبات الوطنية، ودمجها في وضع القوانين واللوائح الداخلية، مع التنسيق الدائم، ينعكس بالإيجاب ويسهل عملية التطور.
هناك أندية غير فاعلة وتكتفي بالمشاركة الظاهرية فقط؟
الأندية غير الفاعلة في منظومة مسابقات الشطرنج قليلة، لأنني أرى كل أندية الإمارات المتعددة تحاول أن تخلق جوًا من التنافسية، ربما البعض يحتاج إلى الدعم المالي، وهنا أتحدث عن دور الاتحاد في تقديم الدعم المادي بما يتناسب مع إمكانيات الاتحاد، وتنظيم مسابقات داخلية تثري النطاق الإقليمي للنادي.
دائمًا قضية الدعم المالي مشكلة تؤرق الاتحادات.. هل لديكم رؤية تسويقية لزيادة الموارد المالية؟
تضع الدولة في الفترة الجارية والمستقبلية الاتحادات والأندية محط المسؤولية في تدبير متطلباتها المالية، ومن جانبنا لدينا خطة تسويقية، تكون قاعدتها الشركات من خلال برنامج تسويقي غير تقليدي، ولن ننتظر إلى نهاية العام حتى تحدد المؤسسات الفائض من ميزانيتها بل ستكون لدينا توجهات في منتصف العام.
وهذه الأموال ستوظف للنهوض باللعبة في الأندية، مع الأخذ في الاعتبار إيجاد آلية لمراقبة ميزانيات الأندية المخصصة للإنفاق سواء التدريب، أو تنظيم مسابقات، وبشكل عام يأتي على رأس أولوياتنا تواجد مدربي الاتحاد بصفة دورية في الأندية من أجل صقل اللاعبين، واكتشاف الخامات الجيدة.
بالعودة إلى معركة الانتخابات كيف ترى حظوظك بين المرشحين؟
لا شك أن قوتي نابعة من برنامجي الانتخابي وتاريخي الطويل، ونحن بصدد إعداد دراسة عن كل ناد، وما هي المشاكل التي يعاني منها، ورؤيته المستقبلية بشكل عام، وهذا البحث بطبيعة الحال سيقرب وجهات النظر، مع الاتحاد ويدعم التنسيق الفاعل بين الطرفين.
وفور الانتهاء من الدراسة سنقوم بجولات ميدانية للأندية خصوصًا أن لدينا متسعا من الوقت، ونأمل أن برنامجنا الانتخابي يتلاءم مع التطلعات، والزيارة ليست فقط للرئيس ولكن لأعضاء مجلس الإدارة، لأن انتقاء الأعضاء يضمن للجميع إنسيابية العمل واتخاذ القرار المناسب.
وما إنطباعك عن قائمة المرشحين من الأعضاء؟
راض تمام الرضا عن الأسماء المرشحة إلى شغل عضوية مجلس الإدارة، وما يميزهم أنهم لاعبون قدامى، ولديهم من الخبرات الكثير، وتواجدهم في مركز صنع القرار سيسهل عمل رئيس الاتحاد، سواء أنا أو غيري.
وما رأيك في نظام التصويت الحالي بأحقية النادي في صوت واحد؟
نظام التصويت الحالي هو العادل، بصوت واحد لكل ناد، على عكس النظام القديم والذي يجعل الثقل في ناديين أو ثلاثة وباقي الأندية تهمش نسبيًا، وكان اعتماد المرشح على هذا العدد القليل من الأندية وعدم الاكتراث نسبيًا بالباقين، أما النظام المعتمد الحالي وهو صوت وحيد لكل ناد فيجبر المرشح على وضع برنامج مثالي يرضي الجميع.
دور الأندية
وما تقييمك لما وصل إليه الشطرنج الإماراتي على الساحتين المحلية والآسيوية؟
أي رياضة تأخذ منحنى سواء بالصعود أو الهبوط، والنجاح يأتي من الأندية فهي التي تخرج الأجيال تلو الأجيال من اللاعبين، مع دعم وصقل الاتحاد لها، الآن لدينا في الإمارات رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلطان بن خليفة بن شخبوط آل نهيان، وإبراهيم البناي رئيس الاتحاد العربي، راض عن الشطرنج الإماراتي لكن هناك طموحات، بدأنا قديمًا منذ 1986، ومازال الشطرنج الإماراتي يقدم الكثير.
وماذا عن الألقاب القارية والتصنيفات العالمية؟
في الإمكان أن يصبح أفضل مما هو عليه الآن إذا اهتممنا بالمراحل السنية على أساس منهجي، وأنا أرى أن الشطرنج الإماراتي متواجد على الساحتين الآسيوية والعربية، ولدينا سالم عبدالرحمن، الأستاذ الدولي والمصنف رقم 96 عالميًا، وهناك لاعبون آخرون موجودون على الساحة، وبطبيعة الحال هدفنا في المرحلة المقبلة، تقديم العديد من هذه النماذج المشرفة.
الإدارة السابقة
في سياق حديثك لم تحمل الإدارة السابقة المسؤولية، واعتبرت شخصك مكملًا لهذه الإنجازات وحلقة من حلقات التطور، على عكس البعض الذي حمل إدارة الاتحاد السابقة بعض المسؤولية وأشار إليها بأصبع الاتهام، حول تراجع المستوى؟
لا نهضم حق الإدارات السابقة ولا جهودهم وإلا ما وصلنا إلى هذه النجاحات، وخلال الفترات الماضية تمتع الشطرنج الإماراتي بصيت كبير خارجيًا.
ولذلك أقول لهم "يعطيكم العافية" نحن نكمل المسيرة وبطبيعة الحال التجديد والتطور سنة الحياة، سنقيم الأمور ونضعها في نصابها الصحيح، هناك بعض الأمور سنقرها إذا كانت تتلاءم مع التطلعات، وأمور أخرى ستحذف إذا كانت عائقًا أو لا تخدم اللعبة، وسنتواصل معهم ونستفيد من خبراتهم السابقة، ونبني على ضوئها الأفضل.
الأساتذة
الساحة الشطرنجية تطالب بعدد من الأساتذة الدوليين يتوافق مع التطلعات والطموحات، مع مراعاة أن إعداد الأستاذ الدولي يتطلب وقتًا وجهدًا، وإعدادًا منهجيًا، هل في حال فوزكم سيفرز عملكم أكثر من أستاذ دولي؟
بالعمل المدروس والتوأمة مع الأندية نستطيع تقديم أكثر من سالم عبدالرحمن، لكن القضية تتطلب إعدادا ودراسة، ولذلك أطالب بأن يتواجد مدرب الاتحاد بصفة دائمة في الأندية، من أجل عملية الانتقاء وتحديد الخامات الجيدة التي سنعمل عليها، بجانب اللجنة الفنية التي تعد برنامج تبني هؤلاء اللاعبين، ودورنا في الاتحاد أن ندعم هذا البرنامج، ونوفر له سبل النجاح، وإذا نجح هذا التصور سنقدم أكثر من أستاذ دولي.
سنبدأ مع الأعمار 8 و10 سنوات، والاتحاد والنادي مسؤولان مسؤولية كاملة عن متابعة البرنامج المعد، بالإضافة إلى ضرورة تكملته من جانب الإدارات التي تتولى مسؤولية القيادة فيما بعد، فالاستمرارية مطلب أساسي، فلعبة الشطرنج تبدأ من 8 سنوات وإلى 60 عاما، لكن إذا فقدت حلقة من تسلسلها الزمني فإن المجهود كاملًا سيهدر.
وما الفترة الزمنية التي تحتاجونها لإعداد أستاذ دولي؟
في غضون أربع سنوات نستطيع تقديم أكثر من أستاذ دولي، في حال التزام الاتحاد والأندية بالدراسة والتصورات الإعدادية، لدينا خامات جيدة، لكنها مهدرة وهناك البعض لا يكمل ويغادر اللعبة نهائيًا، وأعتقد أن غياب الحافز المادي سبب أصيل في الظاهرة، سنسعد كثيرًا أنا والأعضاء المتقدمون عندما نقدم إلى الساحة أساتذة دوليين، وهم لاعبون قدامى ولهم تاريخ يمتد لسنوات طويلة.
هل تتضمن أجندتكم نيل شرف استضافة أولمبياد الشطرنج 2020؟
بالتأكيد نسعى إلى نيل شرف الاستضافة، وبطبيعة الحال ستكون هناك عقبات وتنافس كبير، لكن من عناصر قوتنا أن الإمارات مؤهلة لما تحويه من بنية تحتية قوية، وكوادر إدارية قادرة على إخراج الحدث العالمي بأبهى بصورة، وقد كان لنا تجربة متميزة في عام 1986، وفي حال فوزنا نحن بصدد دعم قيادتنا الرشيدة وبالتنسيق مع اللجنة الأولمبية، لدعم ملف الإمارات.
الاعتزال المبكر أبرز التحديات
يرى باصليب أن توقف اللاعبين عند عمر معين غالبًا 18 عامًا هو أكبر تحد، والسبب الرئيس كما ذكرت هو عدم توفير الحافز المادي، لذلك نسعى إلى توفير الدعم المادي بناءً على خطة تسويقية، مع الاستفادة من خبرات الإدارة السابقة في علاج الظاهرة، والتي تضيع الكثير من المواهب بالإضافة إلى إهدار مبالغ كبيرة صرفت على إعداد اللاعب حتى وصوله إلى هذا العمر، ولذلك يأتي ضمن أولوياتنا توقيع عقود احتراف مع اللاعبين.
التحدي الآخر هو تحسين النتائج وتطورها، من أجل حصد الألقاب وتحسين التصنيفات، وأنا على يقين أن الدولة ستدعم اللعبة إذا ما رأت مردودًا إيجابيًا، بالإضافة إلى استقطاب لاعبين جدد، ويشمل المقيمين على أرض الدولة، والباب مفتوح في نادي أبوظبي أمام الأجانب، ونطمح في تعميم التجربة على مستوى أندية الدولة.
مستقبل الشطرنج النسائي بخير
بخصوص حضور العنصر النسائي في رياضة الشطرنج قال باصليب: لدينا خامات جيدة، وأعتقد أن فتياتنا اكثر مواظبة على التدريبات، ومستقبلهن مبشر، لأن غالبهن لا يمارسن إلا الشطرنج على عكس الشباب، لدينا مراحل سنية في أندية أبوظبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، ونحن بصدد دعم الأندية الأخرى لزيادة المنتسبات.
باصليب في سطور
مارس اللعبة في التاسعة من عمره في نادي أبوظبي، وشارك في المسابقات المحلية، بداية من عام 1990 وكان ترتيبه بين الأربعة الأوائل، ومستواه أهله لخوض غمار المهرجانات التي نظمت على نطاق دولي.
وحصل عام 1995على التصنيف الدولي لأعلى لاعب نشط في الإمارات بـ 2310 نقطة.
كما انضم عام 1998 إلى عضوية مجلس إدارة النادي كمدير للجهاز الفني وارتقى بعض المناصب الإدارية وآخرها الأمين العام لنادي أبوظبي للشطرنج.