برازيليا - رامي الخطيب
تحت قناعها، تغطي لاعبة المبارزة ابتهاج محمد رأسها بحجاب وتحارب المتحاملين الذين واكبوا مشوارها حتى ريو دي جانيرو حيث أصبحت أول رياضية في المنتخب الأولمبي الأميركي ترتدي حجابا، وحتى قبل بدء منافسات الفردي والفرق في مبارزة الحسام، تكون لدى ابتهاج انطباع بالفوز ولو قليلاً، وعلى سبيل المثال، فقد ورد اسمها على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي واحدة من الشخصيات الـ100 الأكثر تأثيراً في العالم في 2016 بنظر مجلة «تايم».
وأكدت ابتهاج محمد أن "المسلمون خصوصاً في الولايات المتحدة هم من ألوان مختلفة وقدموا من أماكن متعددة ويساهمون بنشاط في عمل المجتمع"، وخلال طفولتها في الضاحية البعيدة لمدينة نيويورك، غالباً ما وصمت هذه الفتاة المتحدرة من أب شرطي في لواء مكافحة المخدرات وأم اختصاصية في التربية، بسبب لون بشرتها وديانتها.
ووجدت ابتهاج في سن الثالثة عشرة ضالتها في الرياضة مهما يكن نوعها، وكانت المبارزة بنظر والدتها هي الوحيدة التي تناسب ابنتها لأنها قد تضع حجاباً في المستقبل.
وأوضحت ابتهاج المجازة في العلاقات الدولية من جامعة «ديوك» الشهيرة «حتى هنا، افهموني انني لا أنتمي الى هذه الرياضة كوني من أصول افريقية - اميركية ولأني مسلمة، لكني لم اكن ارغب في أن يقف هؤلاء المتحاملون في طريقي"، ولم تتأخر اللاعبة ذات الأصول الأفريقية بالظهور في النتائج، فظهرت أولا في بطولة الجامعات التي فازت فيها 3 مرات، ثم مع منتخب الولايات المتحدة خلال بطولة العالم 2014 حيث حصدت 5 ميداليات إحداها ذهبية، وبعد ان حرمتها الإصابة في قبضة يدها اليمنى من المشاركة في أولمبياد لندن 2012، تخوض ابتهاج محمد غمار الألعاب في ريو دي جانيرو وهي مصنفة في المركز الثاني عشر عالمياً، لكن لكي تقتلع بطاقة العبور إلى الأولمبياد، كان عليها ان تواجه الخوف، ليس في مضمار التنافس، وإنما من مواطنيها.
وتعي ابتهاج محمد وهي في الثلاثين من العمر أن لديها عملاً كبيراً يجب القيام به لمحاربة المتحاملين، والسباحة بسلاح المبارزة ضد تيار التعصب، وتساءلت ابتهاج وهي محبطة "هل أستطيع تغيير الصورة الموجودة لدى الأميركيين عن ديانتي والتأثير في النقاش الدائر؟ لا أدري، كل ما أريده أن أحاول تحقيق نتائج جيدة في ريو".