القاهرة – محمد عبد الحميد
صحيح أن موسم بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد ما زال في بدايته لكن ما حصل في السباق الافتتاحي يؤكد أن شيئا لم يتغير مقارنة مع 2015، إذ ضرب ثنائي مرسيدس منذ البداية وخرج منتصرين بجائزة أستراليا الكبرى.
وقد استهل الألماني نيكو روزبرغ وفريقه مرسيدس الموسم الجديد من حيث انتهى سابقه وذلك بعد فوزهما على حلبة البرت بارك الأسترالية، فيما جاء السائق الثاني للفريق الألماني بطل العالم في الموسمين السابقين البريطاني لويس هاميلتون ثانيًا.
ويبدو فريق مرسيدس مرشحًا مجددا للخروج فائزًا من الجولة الثانية التي تحتضنها حلبة صخير البحرينية الأحد المقبل، إلا في حال نجاح فيراري مع سائقها الألماني سيباستيان فيتل في الوقوف في وجه أبطال العالم، ويسعى روزبرغ بطبيعة الحال إلى فرض نفسه السائق الأول في مرسيدس لهذا الموسم وتحقيق فوزه الخامس على التوالي، وذلك بعدما أنهى الموسم الماضي بثلاثة انتصارات متتالية لكن ذلك لم يكن كافيا لحرمان زميله هاميلتون من التتويج العالمي الثاني على التوالي والثالث في مسيرته لان اللقب كان في جعبته قبل الدخول في السباقات الثلاثة الأخيرة للموسم.
ولا يبدو أن شيئا تغير منذ الموسم الماضي الذي هيمن عليه فريقه مرسيدس تماما وخرج منتصرا في 16 سباقا من أصل 19، بينها 10 لهاميلتون، كما حصل الفريق الألماني على 12 ثنائية (رقم قياسي) وانطلاق "السهم الفضي" من المركز الأول في 18 سباقا من أصل 19 (عادل الرقم القياسي المسجل باسم ريد بول) وتصدر 86% من اللفات في السباقات الـ19.
لكن بعض بوادر الأمل ظهرت في بداية الموسم الجديد وقادمة مجددا من معسكر فيراري، الفريق الوحيد الذي كسر احتكار ثنائي مرسيدس لسباقات 2015 بإحرازه ثلاثة انتصارات عبر سائقه الجديد فيتل، إذ تمكن الأخير في ملبورن من مجاراة مرسيدس وكان ينافس هاميلتون على المركز الثاني قبل أن يرتكب خطأ في اللفتين الأخيرتين خرج على إثره عن المسار ما سمح لبطل العالم في الابتعاد عنه.
وحتى أن فيتل وزميله الفنلندي كيمي رايكونن كانا قادرين على الفوز بعدما تصدرا السباق منذ الانطلاق بسبب خطأ من هاميلتون، صاحب المركز الأول في التجارب التأهيلية أمام زميله روزبرغ وثنائي "الحصان الجامح"، لكن السائق الألماني الذي تصدر حتى اللفة 35، دفع ثمن خطأ في إستراتيجية فريقه، فيما عاند الحظ زميله في فيراري الذي اضطر للانسحاب في اللفة 22 بسبب عطل ميكانيكي ما فتح الطريق أمام ثنائي مرسيدس لتصدر السباق الذي توقف لمدة 20 دقيقة بعد حادث خطير في اللفة 17 بين الأسباني فرناندو الونسو (ماكلارين هوندا) والمكسيكي استيبان غوتييريس (هاس فيراري).
"ربما كان في إمكاننا اعتماد مقاربة مختلفة"، هذا ما قاله فيتل عن إستراتيجية فريقه الذي قرر استخدام مجموعة ثانية من الإطارات الفائقة الليونة بعد حادث اللفة 17 في حين استخدم ثنائي مرسيدس ومعظم السائقين الآخرين الإطار المتوسط الليونة، مضيفا: "لكني لا أريد لوم احد. من المؤسف أن لا تتمكن سيارتنا الثانية من مواصلة السباق، والفريق في صحة جيدة وندرك أنه باستطاعتنا الارتقاء بمستوانا ووضع هؤلاء الشبان (مرسيدس) تحت الضغط".
وتوقع هاميلتون الذي فاز بسباق البحرين الموسم الماضي أمام زميله روزبرغ، أن يواجه فريقه منافسة قوية من فيراري في السباقات المقبلة، مضيفا: "أنا متشوق للمزيد من المعارك المثيرة بين الفريقين على غرار ما حصل في ملبورن، أتوقع أن نشهد منافسة شديدة بين مرسيدس وفيراري في بعض السباقات، وهذا أمر مثير للغاية".
وتوقع هاميلتون أن يكون السباق البحريني حاميا ومشوقا، فيما رأى زميله روزبرغ بأن الفريق الايطالي "شكل تهديدا حقيقيا لنا في استراليا، وهذا يؤكد بان المعركة ستكون قوية هذا الموسم، دخلت في منافسة شديدة خلال سباق البحرين في الموسمين المنصرمين ان كان مع لويس أو ثنائي فيراري، لذلك أتوقع مواجهة قوية جديدة في سباق نهاية الأسبوع".
ومن المؤكد ان هاميلتون سيقاتل بشراسة من اجل الفوز بالسباق ولن يكتفي بمشاهدة زميله على الدرجة الأولى لمنصة التتويج رغمه انه كان "سعيدا حقًا بالمركز الثاني (في استراليا)، أنها نتيجة جيدة للفريق، وبصراحة، كان السباق رائعا أحببت واقع أننا اضطررنا للعودة من بعيد"، متطرقًا إلى انطلاقته المخيبة: "الانطلاقة كانت حافلة لكني محظوظ بتجنبي أي أضرار في السيارة، تجاوزني العديد من السيارات ثم حاولت بعدها القتال من اجل شق طريقي. عانيت كثيرا لكني استمتعت".
وبعدما اعتقد الكثيرون بان سباق البحرين سيشهد العودة إلى النظام السابق للتجارب التأهيلية، قرر مالك الحقوق التجارية للبطولة البريطاني بيرني إيكليستون ومجموعة الإستراتيجية في فورمولا واحد والمكونة من فرق البطولة والاتحاد الدولي للسيارات "فيا" وإدارة فورمولا واحد "فوم" والرعاة والشركاء الآخرين، الإبقاء على النظام الجديدة للجولة الثانية على أقله، مضيفًا: "سيقومون بما اقترحته، وهو أن نترك الأمور على حالها بالنسبة لسباق البحرين"، هذا ما قاله إيكليستون، وبعدها، سندرس الوضع بشكل معمق وسنقرر إذا كان ما قمنا به (اي النظام الجديد) هو الحل الصحيح، او الحل الخطأ، وإذا ما كان يحتاج إلى تعديل، أو إلى الإلغاء؟".
وأعرب الكثيرون عن امتعاضهم من النظام الجديد الذي احتفظ فيه بالأقسام الثلاثة للتجارب لكن مع تعديل نظام التأهل إلى الحصة التالية، وبقيت مدة التجارب لـ60 دقيقة لكن مع إقصاء أبطأ سيارة خلال فواصل زمنية مدتها 90 ثانية في النصف الثاني من كل قسم.
ويمتد القسم الأول من التجارب لـ16 دقيقة وسيتم إقصاء السائق الأبطأ بعد مضي 7 دقائق ثم يليه سائق آخر بعد 90 ثانية وهكذا دواليك حتى تتأهل أفضل 15 سيارة إلى القسم الثاني الذي يمتد لـ15 دقيقة، ويبدأ إقصاء السائق الأبطأ بعد مرور 6 دقائق ثم يليه آخر كل 90 ثانية حتى تتأهل 8 سيارات إلى القسم الثالث الأخير الذي يمتد لـ14 دقيقة.
وحتى أن إيكليستون انتقد نظام التجارب الجديد ووصفه بالـ"الهراء" بعدما شاهد تخبط الفرق يوم السبت عبر شاشات التلفزة كونه لم يسافر إلى ملبورن، وقال إيكليستون في حديث لموقع "أوتسبورت": "تابعت الحصة لكنني لم أشجع هذا النظام منذ اليوم الأول من الإعلان عنه أنه فاشل ومهزلة، لكن هذا ما حصلنا عليه إلى حين إمكانية تغييره من جديد، والوحيد الجيد بالنسبة لهذا النظام الجديد هو في حال حصول أخطاء من السائقين السريعين أو اتخاذهم قرارات غير صائبة، فحينها لن يكون خط الانطلاق تقليديا، وهذا ما أردنا تحقيقه".
وانتقد معظم السائقين نظام الاقصاء الجديد وعلى رأسهم سائق فيراري فيتل الذي قال: "لا اعلم لماذا الجميع متفاجىء. سبق واعربنا عن عدم سعادتنا بهذا النظام. وهذا ما حدث. قالوا لنا: +تريثوا قليلا قبل اصدار الاحكام المسبقة. لكننا شاهدنا الان ما حدث، ولا اعتقد انه كان مثيرا"، متطرقا عن الازدحام الذي شهده خط الحظائر خلال تجارب السبت.
ووصل الامر بفيتل وبطل العالم السابق البريطاني جنسون باتون (ماكلارين هوندا) الى توقيع رسالة رسالة مفتوحة باسم رابطة السائقين طالبا فيها باعادة النظر في البطولة لان التغييرات الجديدة، بحسب رأيهما، تهدد مستقبل الرياضة.
كما انتقدا طريقة اتخاذ القرارات في بطولة العالم لانه "عفا عليها الزمن واصبحت بنيتها مهترئة".
من ناحيته، اشار هاميلتون الى ان النظام الجديد اثبت عدم فعاليته، مضيفا: من الجيد اننا اختبرنا شيئا جديدا لكنه لم يكن ناجحا، من الافضل العودة الى النظام السابق"، فيما رأى روزبرغ أنه من الافضل اعتماد النظام القديم بالنسبة للقسم الثالث والاخير من التجارب التأهيلية.