القاهرة - محمد عبد الحميد
ضرب اعصار أوساين بولت مجددًا دورة الألعاب الأولمبية, وبعد احرازه ذهبيتي سباق 100 م في دورتي بكين عام 2008 ولندن بأربع سنوات، نجح العداء الجامايكي الأسطوري في تطويق عنقه بالمعدن الأصفر في هذه المسافة ماحيًا جميع منافسيه وعلى رأسهم الاميركي غاستين غاتلين, حيث أن المواجهة كانت منتظرة وخصوصا من قبل رجال الاعلام الذي وصفوا السباق بأنه يجمع بين بطل الخير وبطل الشر في إشارة إلى إيقاف الاميركي لسنوات عدة لتناوله منشطات قبل أن يعود الى المضمار بعد تخفيف عقوبته.
وحسم بولت السباق في زمن مقداره 81ر9 ثوان متفوقا على غاتلين (89ر9 ث)، والكندي اندريه دي غراس (91ر9 ث) ليحقق انجازا تاريخيا حيث اصبح اول عداء في التاريخ يحقق هذا الانجاز ثلاث مرات على التوالي، علما بانه يرصد ايضا "الهاتريك" الثالث على التوالي (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) بعد 2008 و2012.
ويعتبر بولت سيدا لسباقات السرعة 100 م و200 م وتوج بألقابها الأولمبية والعالمية منذ عام 2008 باستثناء مونديال دايغو 2011 والانطلاقة الخاطئة في نهائي 100 م, وحقَّق بولت انطلاقة اقل سرعة من غريمه غاتلين، بيد انه عوضها في منتصف السباق، وتقدم منافسيه بوضوح، ليجتاز خط النهاية ضامنا الفوز، فيما ادرك غاتلين انه خسر السباق عندما شاهد البرق يتجاوزه بسرعة رهيبة.
ويعتبر ثلاثة عدائين فقط يملكون سجلا افضل من بولت في أم الالعاب وهم الفنلندي بافو نورمي (9 ذهبيات بين 1920-1928) والأميركيان كارل لويس (9 بين 1984 و1996) وراي ايفري (8 بين 1900 و1908), وقال بولت "احدهم قال العام الماضي، بانني اذا حققت الثلاثية، فاني سأدخل الخلود الاولمبي، لقد انجزت المهمة واصبحت خالدا", وأضاف "يتبقى امامي سباقان لتعزيز هذه المكانة".
وأوضح "كان السباق رائعا، لم انطلق بقوة لكني فزت وانا سعيد للغاية", وأكد بولت الذي يطلق عليه لقب "الاعصار" أو البرق" مرة جديدة بانه سيد المناسبات الكبرى لأنه تعملق في السباق النهائي ليثبت مرة جديدة بانه اسرع عداء في العالم.
وواجه بولت تحديات عدة لبناء اسطورته، أكان قبل انطلاق دورة الالعاب الاولمبية في لندن عام 2012 او في بطولة العالم في بكين العام الماضي او في ريو لكنه نجح دائما في تحويل الحواجز الى حوافز ويخرج فائزا مكللا بالغار.
"لقد حان وقتي وهذه هي اللحظة التي ساتميز بها عن باقي العدائين في العالم. العديد من الاساطير جاؤوا قبلي ولقد حان وقتي الان": بهذه العبارات اطلق بولت التحدي قبل انطلاق دورة الالعاب الاولمبية في لندن قبل اربع سنوات خصوصا في ظل الكثير من علامات الاستفهام التي رسمت حول قدرته في ان يصبح ثاني عداء بعد الاسطورة الاميركي كارل لويس يحتفظ بلقبه في سباق 100 م.
وبالفعل وفَّى بولت بوعده ورد على أرض المضمار في الملعب الاولمبي في لندن ليسكت المشككين الى الابد مسجلا ثاني افضل وقت على مر الازمنة ومقداره 63ر9 ثوان علما بانه يحمل ايضا الرقم القياسي العالمي ومقداره 58ر9 ثوان سجله في بطولة العالم لألعاب القوى في برلين 2009.
وتردد السيناريو في بكين 2015 لان جميع الترشيحات صبت واقعيا في مصلحة منافسه الاميركي غاتلين الذي دخل السباق النهائي وهو لم يهزم منذ اب/اغسطس عام 2013 وسجل افضل توقيت في ذلك العام (74ر9 ثوان في لقاء الدوحة)، في حين عانى بولت من الاصابات في الظهر ابعدته عن العديد من اللقاءات الهامة, لكن بولت كان على الموعد مجددا في السباق النهائي مسجلا 79ر9 ثوان متقدما على غاتلين (80ر9 ث).
وقبل انطلاق العاب ريو لم يخض بولت الذي سيبلغ الثلاثين في اليوم الختامي من الألعاب الاولمبية، سباقات كثيرة هذا الموسم ولم يحجز تأهله الى الاولمبياد في التجارب الجامايكية في كينغستون الشهر الماضي، اذ غاب بعد نصف نهائي سباق 100 م بسبب اصابة في فخذه الايسر، قبل ان يتم اختياره من طرف الاتحاد الجامايكي للدفاع عن القابه الثلاثة, لكنه مرة جديدة اكد بانه يتخطى الذات ويتعملق في البطولات الكبيرة ليحسم السباق في مصلحته.
وتعد الذهبية التي حققها بولت في ريو هي الثامنة عشرة من المعدن الاصفر له في19 سباقا خاضها في بطولة العالم والالعاب الاولمبية منذ عام 2008، ولم يخسر سوى مرة واحدة عندما تم استبعاده من سباق 100 م لارتكابه خطأ في الانطلاق في بطولة العالم في دايغو (كوريا الجنوبية عام 2011), فيما سيفرد الخلود الاولمبي له جناحيه اكثر واكثر في حال تتويجه في سباقي 200 م والتتابع 4 مرات 100 في ريو وهو مرشح لذلك.