القاهرة - محمد عبد الحميد
تستأنف بطولة العالم لسباقات فورمولا بعد انتهاء العطلة الصيفية حيث ستكون الأنظار شاخصة إلى المعركة الداخلية في فريق مرسيدس حامل لقب السائقين والصانعين، وذلك في جائزة بلجيكا الكبرى، المرحلة 11 التي تستضيفها حلبة سبا فرانكورشان الشهيرة.
وسيكون بطل العالم السابق سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل متربصًا لثنائي مرسيدس البطل البريطاني لويس هاميلتون حامل اللقب والألماني الآخر نيكو روزبرغ من أجل الاستفادة من معركتهما الداخلية ومحاولة الفوز بسباقه الثالث للموسم.
ودخل فيتل إلى العطلة الصيفية بمعنويات مرتفعة بعدما حقق فوزه الثاني للموسم وذلك على حلبة هنغارورينغ المجرية، متقدمًا على ثنائي ريد بول رينو بديله في الفريق النمساوي الروسي دانييل كفيات (21 عامًا) الذي صعد للمرة الأولى إلى منصة التتويج في مسيرته الاحترافية، وزميله السابق الأسترالي دانييل ريكياردو بطل سباق المجر العام الماضي.
وحقق فيتل فوزه الثاني لهذا الموسم بعد الأول في سباق جائزة ماليزيا الكبرى المرحلة الثانية من بطولة العالم، والأول له في المجر، كما نجح للمرة الثانية في كسر احتكار سائقي مرسيدس اللذين غابا للمرة الأولى هذا الموسم عن منصة التتويج حيث حل هاميلتون سادسًا بعدما انطلق من المركز الأول وروزبرغ
وعزز فيتل بطل العالم 4 مرات متتالية من 2010 إلى 2013 مع ريد بول، موقعه في المركز الثالث في الترتيب العام برصيد 160 نقطة بفارق 42 نقطة خلف هاميلتون الذي وسع الفارق بينه وبين روزبرغ من 17 إلى 21 نقطة.
وارتكب هاميلتون في سباق المجر أخطاء كثيرة وكان همه الوحيد تخطي زميله روزبرغ حتى أنه اشتكى من تصرف الأخير الذي منعه من التجاوز، وزادت محن البريطاني عندما خرج عن الحلبة في اللفة الأولى عندما حاول تخطي زميله الألماني الذي كان في طريقه إلى إنهاء السباق بين الثلاثة الأوائل بيد أن إطار سيارته انفجر إثر احتكاك مع ريكاردو قبل لفات النهاية فخسر 5 مراكز وأنهى السباق في المركز الثامن وضاعت عليه فرصة تقليص الفارق عن هاميلتون.
ويدرك فريق فيراري أنه ما زال متخلفًا من الناحية الفنية بفارق كبير عن مرسيدس، وهذا الأمر دفع بمدير العلاقات العامة البرتو أنتونيني إلى التحذير من عدم المبالغة في التفاؤل، قائلًا: "واقع فوزنا في سباق المجر لا يغير مقاربتنا للسباق المقبل، لم نعتقد أننا في أزمة بعد سباق سيلفرستون ولا نرى بأننا رائعين الآن".
وتابع لموقع فيراري: "نحن نبقي أقدامنا على الأرض كوننا ندرك بأننا نواجه منافسًا قويًا جدًا، لكننا سنقدم كل ما لدينا كما جرت العادة".
ويعوّل الفريق الإيطالي على عامل الاستقرار بعدما قرر الأربعاء تجديد عقد سائقه الفنلندي كيمي رايكونن الذي سيدافع بالتالي عن ألوان "سكوديريا" حتى نهاية موسم 2016 إلى جانب فيتل.
وكان رايكونن (35 عامًا)، أكثر السائقين الموجودين حاليًا فوزًا بسباق سبا (4 مرات أعوام 2004 و2005 و2006 و2009)، انضم في 2014 للفريق الإيطالي الذي قاد له من 2007 حتى 2009 وتوج معه باللقب العالمي في موسمه الأول قبل أن يبتعد عن حلبات الفئة الأولى حتى 2012 عندما سجل عودته على متن لوتوس، الفريق الذي دافع عن ألوانه لموسمين قبل أن يقرر العودة إلى "سكوديريا".
ويحتل رايكونن الذي بدأ مسيرته مع ساوبر (2001) قبل الانتقال إلى ماكلارين (2002 حتى 2006)، حاليًا المركز الخامس في بطولة السائقين برصيد 76 نقطة وبفارق شاسع عن هاميلتون (202) وزميله فيتل الثالث (160) الذي تعهد بأن يقدم كل ما لديه من أجل محاولة العودة إلى المنافسة وتقليص فارق النقاط 42 الذي يفصله عن الصدارة.
"لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به من أجل تقليص الفارق، لكن لا أحد يعلم ماذا سيحصل. أنا متأكد من أننا سنقدم كل ما لدينا من أجل محاولة تحويل المستحيل إلى أمر ممكن والطريقة الأفضل للقيام بذلك هي أن نحافظ على هدوئنا وأن نحاول تقديم أفضل ما لدينا وحينها سنرى أين ستأخذنا هذه الرحلة".
وأكد هاميلتون أن العطلة الصيفية كانت مفيدة جدًا من أجل الاسترخاء بعض الشيء قبل العودة إلى الحلبة، مضيفًا "لكن في ذهنك هناك دائمًا هذه الرغبة بالعودة (سريعًا) من أجل مواصلة العمل، خصوصًا بعد سباق مماثل لسباق المجر. سبا حلبة رائعة لبدء النصف الثاني من الموسم، إنها إحدى حلبات المدارس القديمة الرائعة وتتمتع بالكثير من التاريخ".
وأشار هاميلتون إلى أن حلبة سبا سريعة جدًا وتجبرك على إبقاء القدم على دواسة الوقود طيلة الوقت "وهذا أمر ممتع. من المميز دائمًا أن تنهي سباقًا كلاسيكيًا من هذا النوع في الصدارة وأنا أتذكر جيدًا فوزي هنا (عام 2010 مع ماكلارين). أنا أعشق هذه الحلبة وسأحاول الفوز بالمركز الأول مجددًا".
أما روزبرغ فقال بدوره: "العطلة الصيفية تشكل فرصة رائعة من أجل استعادة النشاط بعد بداية صعبة للموسم ومن المؤكد أن الجميع يستحقها (للفرصة) بعد العمل الشاق الذي قاموا به من أجل تأمين هذه السيارة التي كانت مذهلة حتى الآن. لكن على الصعيد الشخصي، كنت أفضل أن أمضي هذا الوقت (العطلة) داخل السيارة. سباق المجر كان خيبة كبيرة وأنا متلهف للعودة إلى الحلبة منذ حينها".