لندن ـ المغرب اليوم
في السنوات المقبلة عندما تتذكر الجماهير كيف قلب ليستر سيتي منطق الرياضة رأساً على عقب؟، فإن رحلة جيمي فاردي من الفقر للغنى قد تكون القصة غير القابلة للتصديق.
وستكون القصة بمثابة الأمل للآلاف من الشبان الحالمين الذين تستغني عنهم أكاديميات أندية الإنجليزية الكبيرة في كل عام، لأن فاردي الذي ساعدت أهدافه ليستر على التتويج باللقب أثبت وجود أحجار كريمة تختفي وسط أعشاب وأشواك الدرجات الأدنى، وأن رفضه ناشئ لم يوقف مسيرته نحو الطريق إلى المجد.
فقبل 6 سنوات وبعد استغناء شيفيلد ونزداي عنه بسبب ضآلة جسمه كان يلعب في صفوف ستوكسبريدج بارك ستيلز ويكسب القليل من المال في الدرجة السابعة، ويعمل لمدة 10 ساعات في أحد المصانع.
وبعد إدانته بالاعتداء أضطر للعب وحول كاحله سوار إلكتروني للمراقبة.
وينم ذلك عن قصة أخرى مع سوء الحظ، لكنه واصل مسيرته من خلال اللعب في صفوف هاليفاكس وفليتوود تاون قبل المشاركة للمرة الأولى مع ليستر عندما كان (25 عاماً) ليصبح فاردي بطلاً لإحدى أكبر المفاجآت الرياضية.
ولا عجب من أن ستوكسبريدج قرر إطلاق اسمه على أحد مدرجات الفريق، والمحطات التلفزيونية من جميع أنحاء العالم تتهافت لزيارة النادي، كما أن هناك حديث عن رغبة في إنتاج فيلم في هوليوود يوثق ويخلد هذه القصة.
وبانتقاله إلى ليستر مقابل مبلغ قدرته تقارير إعلامية بنحو مليون جنيه إسترليني (1.47 مليون دولار)، سجل فاردي هدفاً في مباراته الأولى في كأس رابطة المحترفين، لكنه أحرز 4 أهداف فقط بعد ذلك طيلة الموسم في الدرجة الثانية مما عرضه لانتقادات جماهيرية.
وحافظ المدرب نايغل بيرسون على اعتقاده بفاردي وكوفئ على ذلك في الموسم التالي عندما أحرز 16 هدفاً وصعد ليستر إلى الدوري الممتاز.
وبدا أن رحلة ليستر في دوري الأضواء ستكون قصيرة حيث قضى الفريق أغلب فترات الموسم في منطقة الهبوط قبل النجاة بمعجزة في النهاية.
وعلى الرغم من تسجيله 5 أهداف فقط في الموسم الماضي كانت هناك أدلة على أن مسيرة فاردي على وشك التطور والانطلاق.
ومع وصول المدرب كلاوديو رانييري ظهر قدرات ومواهب فاردي وظهر تأثيره جلياً وسجل أهدافاً في 11 مباراة متتالية في الدوري ليكسر رقم الهولندي رود فان نيستلروي مع مانشستر يونايتد.
وأثبتت سرعته وتحركاته وعناده أنها أدوات ممتازة من أجل طريقة الهجمات المرتدة السريعة التي أدخلها رانييري، كما تطور التفاهم بينه وبين الجزائري رياض محرز إلى أفضل صورة ممكنة.