الرباط-المغرب اليوم
لا يصدق الجميع اقتراب نادي ليستر سيتي الإنجليزي من تحقيق معجزة القرن الحادي والعشرين، بعدما أصبح على بعد 3 نقاط فقط من تحقيق لقب الدوري الإنجليزي على حساب عمالقة الكرة الإنجليزية، بعدما كان قبل عام واحد فقط يصارع من أجل البقاء في البريميرليج.
معجزة ليستر ليست هي الوحيدة في عالم الكرة الأوروبية وهو الأمر الذي ربما لا يعرفه الجميع، حيث سبق وأن حقق نادي هيلاس فيرونا الإيطالي معجزة بمعنى الكلمة في ثمانينيات القرن الماضي، وهو النادي الذي أُعلن رسمياً مساء أمس الإثنين هبوطه للدرجة الثانية بالرغم من فوزه على الميلان بسبب نجاح منافسه كاربي في الفوز على إمبولي.
القصة تعود إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي وتحديدًا صيف عام 1984، والذي شهد فترة الانتقالات الأخيرة قبل تطبيق قرار الاتحاد الإيطالي بتجميد مؤقت لعملية شراء اللاعبين الأجانب من خارج الفرق الإيطالية (باستثناء الفرق الصاعدة حديثاً) لتبدأ كل الفرق في دعم فرقها بالشكل الكامل والذي يؤمنها مستقبلاً ضد قرار الاتحاد الإيطالي خلال فترات الانتقالات المقبلة.
نابولي كان هو الاسم الأشهر في سوق الانتقالات الإيطالية وقتها بضمه الأسطورة مارادونا من برشلونة في صفقة تاريخيه للنادي الإيطالي، فيما ضم الإنتر اللاعب الألماني الشهير رومينيجيه، بينما انضم البرازيلي سقراط إلى فيورنتينا، فيما كان البرازيلي فالكاو يقود روما المنتعش بوصوله لنهائي دوري الأبطال والخسارة فقط بركلات الجزاء أمام ليفربول، بينما كان الثنائي الشهير بلاتيني وبونيك يقودان هجوم يوفنتوس أما الميلان فكان يمتلك باريزي والشاب المتألق وقتها باولو مالديني بالإضافة إلى ماورو تاسوتي.
ومع كل تلك الأسماء الكبيرة والنشاط الضخم للأندية الإيطالية في سوق الانتقالات لم يكن ينظر أحد إلى فريق فيرونا الصاعد للدرجة الأولى ابتداءًا من موسم 1982-1983 فقط.
فيرونا فاجأ الجميع منذ الجولة الأولى بالفوز على نابولي بثلاثية تلاها الانتصار تلو الآخر حتى تلقى الهزيمة الأولى في الجولة الخامسة عشر أمام فريق إيفيلينو الذي حقق ما لم ينجح في تحقيقه كل كبار الكرة الإيطالية وبعدها واصل الفريق من جديد سلسلة الانتصارات حتى تلقى خسارة ثانية في الجولة رقم 25 أمام تورينو ليعود من جديد لتحقيق الانتصارات ومن ثم التتويج باللقب التاريخي.
فوز فيرونا وقتها باللقب جاء مستحقا، حيث كان الفريق هو الأكثر تحقيقًا للانتصارات في العموم كما كان الأكثر تحقيقًا للانتصارات خارج ملعبه والأقل تعرضًا للخسارة بين كل فرق الدوري وصاحب أفضل فارق أهداف والأقوى دفاعيا بين كل الفرق.
الظاهرة الملفتة وقتها في الكرة الإيطالية التي تشبه كثيرًا الموسم الحالي في إنجلترا هو خروج الفرق معتادة المنافسة على اللقب في السنوات الأخيرة من السباق وانحصاره بين فرق أخرى لم يرشحها أحد أبدًا للمنافسة وليس للفوز باللقب.
حيث يعد المنافس الأوحد هذا الموسم لفريق ليستر سيتي والذي لم يفز باللقب أبدًا قبل ذلك هو توتنهام هوتسبير والذي لم يحقق لقب الدوري الإنجليزي منذ 55 عامًا، فيما كان وقتها في إيطاليا منافس فيرونا والذي لم يفز أيضًا باللقب من قبل هو فريق تورينو الذي لم يكن حقق اللقب منذ تسع سنوات.