روما - المغرب اليوم
تحتفي وسائل الإعلام الإيطالية بعيد ميلاد الحارس الأسطوري جيجي بوفون ، قائد فريق يوفنتوس والمنتخب الإيطالي ، السبت ، عامه التاسع والثلاثين ولا يزال يقدم أداءًا أسطوريًا مثلما كان شابًا صغيرًا قبل أعوام كثيرة.
وُلد بوفون في التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1978 في مدينة كارارا الواقعة شمال غرب إقليم توسكانا ، وذلك في أسرة رياضية من الطراز الأول ، حيث كانت والدته لاعبة رمي القرص ، فيما كان والده لاعبًا لرفع الأثقال فيما كانت اختيه لاعبتين للكرة الطائرة ومثلا المنتخب الإيطالي بينما كان عمه لاعبًا لكرة سلة ومثّل أيضًا منتخب إيطاليا ، بينما يعد لورينزو بوفون حارس مرمى الإنتر والمنتخب الإيطالي خلال حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي أحد أفراد العائلة أيضًا.
ما لا يعرفه الكثير أن الكاميروني توماس نكونو ، الحارس الإسطوري ، كان هو المُلهم الأول لبوفون منذ أن كان طفلًا صغيرًا ، فقام بتغيير مركزه من لاعب وسط إلى حارس مرمى بسبب ما قدمه العملاق الكاميروني في مونديال إيطاليا 90 وأطلق إسم لويس توماس على طفله الأول بسببه أيضًا.
شكل انتقال جيجي بوفون من نادي بارما إلى يوفنتوس عام 2001 زلزالًا حقيقيًا في الكرة الإيطالية ، بصفة خاصة والأوروبية بصفة عامة ، بعدما أصبح الحارس الشاب أغلى حارس مرمى في العالم ، حيث قُدرت الصفقة ب 53 مليون يورو تقريبًا وهو رقم ظل صامدًا حتى الآن بالرغم من انتقال العديد من حراس المرمى الكبار إلى أندية أوروبا باستمرار.
لم يعشق بوفون في حياته أمرًا مثل تحطيم الأرقام القياسية، فهو الأمر الذي يجدد دوافعه دائمًا ويحثه على تقديم أفضل ما لديه في عالم كرة القدم ، وعلى سبيل المثال، هو صاحب أعلى معدل دقائق من الشباك النظيفة في تاريخ الكالتشيو برصيد 974 دقيقة، وهو صاحب أعلى عدد من المباريات المتتالية في الدوري الإيطالي بشباك نظيفة برصيد 10 مباريات وأعلى عدد في العموم من المباريات دون أن تهتز شباكه في الكالتشيو طوال تاريخه برصيد 275 مباراة.
كما أنه أكثر حارس مرمى شارك في الكالتشيو برصيد 606 مباراة وصاحب أعلى معدل دقائق لعب في تاريخ يوفنتوس كله برصيد 50954 دقيقة "بالرغم من احتلاله المركز الثاني خلفًا لديل بييرو في عدد المباريات" ، وهو الأكثر مشاركة في تاريخ يوفنتوس كله ضمن التشكيلة الأساسية منذ الدقيقة الأولى.
بخلاف أرقامه المميزة مع الأزوري ، فهو الأكثر تمثيلًا للمنتخب الإيطالي طوال تاريخه برصيد 167 مباراة من بينهم 68 مباراة لم تهتز فيها شباكه وهو رقم قياسي أيضًا ، كما أنه أكثر حارس مرمى شارك في عدد مباريات في بطولة أمم أوروبا برصيد 17 مباراة.
ولايزال بوفون يملك الفرصة لتحطيم الأرقام القياسية التي حققها بالكامل وأهمها أن يصبح اللاعب الوحيد الذي تواجد في 6 بطولات كأس عالم في حالة مشاركته مع إيطاليا في مونديال روسيا العام المقبل ، وهو الأمر الذي أوضح بوفون أنه قد يعتزل بعد تحقيقه.
لا ينس جمهور يوفنتوس لبوفون تواجده في ملعب ريميني الواقع بالقرب من ساحل البحر الأدرياتيكي في التاسع من سبتمبر/أيلول عام 2006 ، بعد شهرين من تتويجه في المونديال ليدافع عن مرمى الفريق في أولى مباريات الدرجة الثانية بعد قرار هبوط ناديه للدرجة الثانية بعد أزمة "الكالتشوبولي" الشهيرة.
بوفون لم يكتف فقط بقراره باللعب في الدرجة الثانية في أشد أزمة عاشها ناديه على مدار تاريخه الطويل والممتد إلى ما يقرب من 120 عامًا ، بالرغم من امتلاكه لعروض من الأندية الأوروبية الكبرى ، بل كان حريصًا في كل تصريحاته على رفض النبرة الإعلامية التي تتحدث عن الجميل الذي يقدمه الحارس لناديه، ويوضح أنه يقوم بواجبه اتجاه النادي صاحب الأفضال الواسعة عليه ، وهو ما جعله يدخل تاريخ النادي من أوسع أبوابه ويتربع على عرش قلوب محبيه.