مدريد - المغرب اليوم
بينما يستعد برشلونة لمطاردة ريال مدريد متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الأحد المقبل، فإن مسؤولي الفريق الكاتالوني يجب أن يسألوا أنفسهم عن سبب فشل تشكيلتهم باهظة الثمن بعد الإنفاق الكبير في الصيف الماضي مقارنة بنظيرتها "الأقل تكلفة" في ريال مدريد.
وأنفق برشلونة 120 مليون يورو (128.5 مليون دولار) ليمنح المدرب لويس إنريكي فرصة إراحة لاعبيه البارزين وحمايتهم من الإجهاد الذي كاد أن يكون السبب في خسارة اللقب المحلي في الموسم الماضي.
لكن من بين 6 لاعبين جدد اعتبرت صفقة ضم المدافع صامويل أومتيتي فقط ناجحة بينما اعتبرت صفقة باكو ألكاسير بأنها فاشلة وباهظة الثمن تماماً مثل صفقة أندريه غوميز.
وعلى العكس تراجع ريال مدريد عن سياسيته في الإنفاق الكبير كل صيف واكتفى بإضافة لاعبين إثنين بعد الفوز بدوري الأبطال في الموسم الماضي حيث استعاد ألفارو موراتا من يوفنتوس مقابل 30 مليون يورو وعاد ماركو أسينسيو من إعارة مع إسبانيول.
وكانت المرة الأولى في 18 عاماً والأولى أيضاً تحت قيادة الرئيس فلورنتينو بيريز التي ينفق فيها ريال مدريد مبلغاً في الصيف أقل مما كسبه لكن الأمر أثبت صحة قرار النادي.
وبفضل الأداء الجماعي للفريق وأمور أخرى يتفوق ريال مدريد بثلاث نقاط في صدارة الدوري على برشلونة ويملك مباراة مؤجلة قبل مواجهتهما يوم الأحد، في سانتياغو برنابيو حيث سيقربه الفوز من حصد لقبه الأول في الدوري منذ 2012.
وأحرز موراتا 11 هدفاً في 21 مباراة في الدوري رغم أنه لعب في التشكيلة الأساسية 10 مرات فقط بينما أحرز أسينسيو 9 أهداف في 14 مباراة لعبها كأساسي في كل البطولات بالإضافة إلى تمريرتين حاسمتين ولعب بقية اللاعبين في التشكيلة دوراً مهماً.
وأثبت لوكاس فاسكيز الذي تخرج في أكاديمية النادي أنه يستطيع أن يكون بديلاً لغاريث بيل صاحب أكبر صفقة انتقال في تاريخ ريال مدريد والذي ابتلي موسمه بالإصابات بينما سجل إيسكو لاعب منتخب إسبانيا 9 أهداف في 15 مباراة في الدوري كأساسي وأحرز هدفين في الفوز 3-2 على سبورتنغ خيخون.
وكثيراً ما تعرض فريق المدرب زين الدين زيدان لانتقادات في الصحف الإسبانية بسبب بعض الأداء غير المقنع هذا الموسم لكن الكفاءة داخل الفريق ساعدته على الحصول على النقاط في المباريات الصعبة مثل سبورتنغ وليغانيس وإيبار.
أداء بلا روح
وكان أداء لاعبي برشلونة الاحتياطيين أقل نجاحاً.
وأدخل المدرب لويس إنريكي العديد من التغييرات على تشكيلة الفريق الذي حل ضيفاً في سبتمبر (أيلول) على ألافيس الصاعد هذا الموسم لكنه تعرض لهزيمة مفاجئة 2-1.
وتسبب نفس الأمر في الهزيمة 4-3 أمام سيلتا فيغو في أكتوبر (تشرين الأول) في ظل غياب ليونيل ميسي بسبب الإصابة.
وافتقد برشلونة لمهاجمه نيمار في الهزيمة 2-1 أمام ديبورتيفو لا كورونيا في مارس (آذار) وغاب عنه الثنائي جيرار بيكي وسيرجيو بوسكيتس في الهزيمة 0-2 أمام ملقا في وقت سابق من الشهر الحالي.
وكان التحدي الأكبر أمام برشلونة هو تقليص العبء على ميسي ولويس سواريز ونيمار حيث سجل اللاعبون الخمسة الذين تعاقد معهم سبعة أهداف فقط في الدوري.
وأحرز الكاسير أربعة أهداف لكن هذا الرصيد يعتبر ضعيفاً مقارنة بما قدمه موراتا الذي تم التعاقد معه بنفس المبلغ.
وتعرض اندريه جوميز لانتقادات شديدة بعد الأداء السيء الذي قدمه بعد انتقاله مقابل 35 مليون يورو قادما من بلنسية.
وقال لويس انريكي في يناير كانون الثاني عندما أراد تبرير التغييرات التي يدخلها على التشكيلة الأساسية رغم الأداء السيء للاعبي الصف الثاني "لو لم أفعل ذلك فلن يتحمل اللاعبون أسبوعين آخرين."
ولو خسر برشلونة اللقب لصالح ريال مدريد فإن ذلك سيطرح تساؤلات حقيقية حول فشل الفريق في تحسين تشكيلته رغم إنفاقه أموالا طائلة.