الرباط-المغرب اليوم
يرغب المدرب الإسباني بيب جوراديولا في تحقيق إنجاز كبير في ختام مشواره مع بايرن ميونيخ.. وليس جوارديولا وحده فقط وإنما أيضا لاعبو بايرن وإدارة وجماهير النادي يريدون تكرار إنجاز عام 2013، حين فاز الفريق البافاري بالثلاثية، وكان ذلك على يد المدرب القدير يوب هاينكس.
وبعدما أصبح لقب الدوري الألماني (البوندسليجا) قاب قوسين أو أدنى من بايرن ميونيخ، وكذلك بعدما زاد احتمال وصول الفريق إلى المباراة النهائية في كأس ألمانيا، وإمكانية الفوز بها، يبقى اللقب الثالث الأهم، ألا وهو دوري أبطال أوروبا "تشامبيونزليج".
لكن بايرن ميونيخ سيواجه خصما قويا في نصف نهائي دوري الأبطال هو أتلتيكو مدريد، وهو فريق يتميز بالتماسك ولا يعتمد على أسماء نجوم بعينها ويلعب كمجوعة متجانسة ويجيد اللعب دون ترك مساحة خالية بين الدفاع والهجوم، فضلا عن أن لاعبيه يتمتعون بلياقة بدنية عالية ومعنويات مرتفعة، خصوصا بعدما نجحوا في الإطاحة ببرشلونة، حامل اللقب.
ونتائج مشاركات أتلتيكو في بطولة دوري الأبطال تؤكد على أنه فريق ليس دخيلا على فرق النخبة. كما أن نتائجه رائعة على صعيد الدوري الاسباني، فهو حاليا في المركز الثاني بعد برشلونة وقبل ريال مدريد.
كما أن الفريق لديه دييجو سيميوني المدرب القدير، الذي يتمتع باحترام الجميع حتى في بايرن نفسه. فقد قال مدير الكرة في بايرن ماتياس زامر عن المدرب الأرجنتيني: "إنه ينقل إلى فريقه ما جعله لاعبا رائعا.. هوية وإخلاص كبيران، وهذا أمر مذهل".
وتابع زامر قائلا: "لقد تولى (تدريب) أتلتيكو في مرحلة صعبة، فجلب له الاستقرار وأحرز معه ألقابا".
كما يحترم جوارديولا منافسه ويقول عنه: "سيميوني واحد من أفضل المدربين في العالم".
فيدال.. سلاح جوارديولا الأول
وربما تختلف آراء المحللين الكرويين حول بايرن ميونيخ وأتليتيكو مدريد، وأيهما الأوفر حظا في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال؛ لكن نظرًا لأن مباراة الذهاب ستقام الأربعاء 27 نيسان/ أبريل الجاري في مدريد؛ فإن ذلك يمثل أفضلية لبايرن، إذ بإمكانه تصحيح الأوضاع في مباراة الإياب، إذا لزم الأمر، حيث إنها ستقام على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.
ويمتلك بايرن لاعبين من أصحاب الخبرة الدولية الكبيرة، يلعبون لمنتخب ألمانيا ومنتخبات أخرى قوية.
ومما لا شك فيه أن تشكيلة بايرن الحالية، قد تعزز من حظوظ الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية، لكن اعتماد جوارديولا على اللعب الهجومي لن يكون كافيا في مواجهة فريق مثل أتلتيكو مدريد، الذي نجح في تعطيل أخطر ثلاثي هجومي في العالم: ميسي ونيمار وسواريز.
ومهما كثرت الآراء والتحليلات، إلا أن جوارديولا يسعى لمواجهة "الحصان الأسود"، مصطحبا معه أسلحته (أوراقه الرابحة) وعلى رأسها صمام الأمان والعنصر الحاسم في دور ربع النهائي، الدولي التشيلي أرتورو فيدال.
فلاعب خط الوسط، سجل هدفين من أصل ثلاثة أهداف، أحرزها بايرن في ذهاب وإياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا، بل وحتى إن بعض خبراء الكرة وصفوه بـ"العمود الفقري" في مباريات بايرن ميونيخ الأوروبية، فهو لم يتألق مع بايرن أمام بنفيكا فحسب، بل كان من بين نجوم بايرن البارزين في المباراة الحاسمة التي خاضها أمام يوفنتوس في إياب ثمن النهائي والتي انتهت لصالح بايرن بنتيجة (4/2).
لهذا يصر فيدال على الفوز
أوليفر كان حارس المرمى السابق للمنتخب الألماني والمحلل الكروي حاليا لدى قناة "زد. دي. إف" الألمانية، هو من بين المعجبين بقدرات فيدال، ويرى أن هذا اللاعب مخلوق من أجل منافسات التشامبيونزليج، فهو يقاتل حتى اللحظات الأخيرة ويتسم بروح الراغب في النصر، وهي الروح المطلوبة في بايرن ميونيخ على حدّ قول كان، الذي يضيف "يريد الفوز باللقب مع بايرن".
نجم خط الوسط فيدال، أكد ذلك بنفسه عندما صرح قائلا: "هذه المباريات تشعرني بالمتعة".
لكن المتعة ليست هي هدف فيدال الوحيد "أريد أن أبذل كل ما بوسعي لمساعدة الفريق وتحقيق أهدافنا"، فالدولي التشيلي مُصرٌعلى الفوز بلقب البطولة ولهذا الإصرار مبرراته. ففي الموسم الماضي (2014/2015)، فشل فيدال مع فريقه السابق يوفنتوس في الحصول على اللقب في برلين أمام برشلونة.
وفيدال لن يرضيه تكرار هذا المشهد في الموسم الحالي. وهو ما يراه أوليفر كان أيضا: "يعرف تماما ماذا تعني خسارة المباراة النهائية، وهو ما يزيد من إصراره على الفوز، ويدفعه لبذل أقصى ما بوسعه من أجل الفريق، أكثر من أي لاعب حصل على هذا اللقب".
أسلحة أخرى
ويعد فيدال من بين لاعبي خط الوسط القلائل الذين يحسنون اللعب الدفاعي وينجحون أيضًا في تسجيل الكثير من الأهداف. وهوما ظهر جليا في لقاء بنفيكا الأخير، إذ تمكن من صدّ الكرات في الخلف، وقطع التمريرات. وفي الوسط قام بعرقلة اللعب وحتى في المقدمة شكل خطرا كبيرا على الفريق الخصم.
وإلى جانب فيدال هناك حارس المرمى مانويل نوير. ورغم الخطأ الفادح، الذي ارتكبه نوير أمام بنفيكا، لكنه يبقى صمام أمان كبير في بايرن ميونيخ. وفضلا عن ذلك هناك رأس الحربة القناص البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والمدافع المخضرم والقائد المحنك فيليب لام، والنجم الكبير فرانك ريبري، الذي يمكن أن يخدع الدفاع في أي لحظة، وتوماس مولر، الذي يتمتع بقدرة فائقة على سرقة أهداف من الخصم وهو ما فعله تماما أمام بنفيكا ويوفينتوس أيضا.