الرباط-المغرب اليوم
بعد مرور 30 جولة من عمر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، يقف فالنسيا على بعد خطوات قليلة من مناطق الهبوط وهو الأمر الذي لم يحدث منذ ثماني سنوات عندما تعرض الفريق لموقف مشابه في موسم 2007-2008 الذي انتهى حينها بإقالة المدرب، الهولندي رونالد كومان، والذي يسير على خطاه بقوة المدير الفني الحالي جاري نيفيل.
والمثير للدهشة في الأمر هو التشابه الكبير في مسيرة كلا المدربين مع "الخفافيش"، مع فارق بسيط هو أن كومان اختتم هذه المسيرة غير الموفقة بالتتويج بلقب كأس الملك على حساب خيتافي، على عكس نيفيل الذي خرج خالي الوفاض من جميع البطولات.
واستطاع فريق كومان خلال مشواره في البطولة أن يقصي فرق كبيره مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة، قبل أن يتوج في النهاية على حساب الفريق المدريدي بثلاثية مقابل واحد.
بينما قاد المدرب الإنجليزي الشاب، نيفيل (40 عامًا) الفريق حتى نصف النهائي قبل أن يخرج بهزيمة ثقيلة أمام برشلونة بثمانية أهداف مقابل واحد في مجموع المباراتين.
ويتشابه موقف المدربين في كونهما استلما مهامهما بعد انطلاق الموسم، حيث جاء كومان ليحل محل كيكي فلوريس، بينما جاء نيفيل خلفا للبرتغالي نونو سبيريتو سانتوس.
واستلم كومان مهمته في قيادة "الخفافيش" في شهر نوفمبر/ تشرين ثان عام 2007، قادمًا من بي إس في أيندهوفن الهولندي، بينما جاء نيفيل كمدير فني وفي سيرته فقط منصب المدرب المساعد في منتخب انجلترا، وصديق شخصي لمالك النادي، بيتر ليم.
وبدأ كل منهما مشواره بقيادة الفريق في مباراة بدوري الأبطال على ملعب "المستايا" وخسرا بنفس النتيجة (0-2)، حيث سقط كومان أمام روزنبرج النرويجي، وهي الهزيمة التي قللت كثيرًا من حظوظ الفريق لتخطي دور المجموعات، بينما تجرع نيفيل مرارة الهزيمة أمام أوليمبيك ليون الفرنسي في الجولة الأخيرة، ليحتل الفريق المركز الثالث في المجموعة وينتقل للعب في بطولة الدوري الأوروبي.
وعلى مستوى البطولة المحلية، كان أداء الفريق في كلتا الحقبتين مشابها إلى حد كبير، مع فارق وحيد هو أن كومان خاض 6 مباريات أكثر من التي خاضها نيفيل.
وقاد اللاعب السابق لبرشلونة "الخفافيش" في 22 مباراة حقق خلالها 4 انتصارات و6 تعادلات و12 هزيمة، قبل أن تتم إقالته قبل نهاية الموسم بخمس جولات، بعدما سقط أمام أتلتيك بلباو بهزيمة ثقيلة (5-1)، ليحتل حينها الفريق المركز الخامس عشر مبتعدًا عن مناطق الهبوط بنقطتين.
وخلف الهولندي في منصبه سالفادور جونزاليز "بورو" خلال الخمس جولات المتبقية وتمكن من إنقاذ فالنسيا من الهبوط إثر تحقيقه أربعة انتصارات في الرمق الاخير من البطولة.
ويتردد اسم بورو داخل أروقة النادي كثيرا في الفترة الحالية في حالة تم الاتفاق على إقالة نيفيل من منصبه، وهو الأمر ذاته الذي حدث عند إقالة كومان.
ولا تدعو مسيرة المدرب الإنجليزي مع الفريق للتفاؤل لاسيما وأنه قاده للفوز في ثلاث مواجهات فقط واستطاع جمع 14 نقطة في الليجا، ليبتعد الخفافيش عن مناطق الهبوط بست نقاط فقط قبل تسع جولات من النهاية.
وما يزيد حالة القلق حول مستقبل الفريق هو المباريات المتبقية له في الليجا حيث سيخرج لملاقاة القطبين ريال مدريد وبرشلونة، وسيستقبل كل من إشبيلية وفياريال في مواجهتين محفوفتين بالمخاطر، لاسيما وأنهما يتصارعان على المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل.
وقال نيفيل في آخر مؤتمراته الصحفية إنه على الرغم من صافرات الاستهجان وهتافات الجماهير "جاري، فلترحل"، إلا أنه لا يفكر في الاستقالة ولا يخشى على الفريق من الهبوط.
ويأمل جمهور فالنسيا في أن يسفر هذا التحليل عن تفجر موهبة نيفيل كمحلل تليفزيوني كما كان وليس كمدرب، لأن العكس سيعجل دون محالة بقدوم بورو على مقعد المدير الفني.