الرباط - المغرب اليوم
رغم الزخم الكبير الموجود حاليا في هجوم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، تم استدعاء الشاب أنخل كوريا لصفوف الفريق، وكان لاعب أتلتيكو مدريد عند حسن الظن عندما افتتح رصيده الدولي من الأهداف في مرمى المنتخب البوليفي (7-صفر) مساء الجمعة.
تنفس أنخل كوريا الصعداء، فقبل عام واحد فقط، حامت الشكوك حول قدرته على ممارسة كرة القدم بعد اكتشاف معاناته من مشاكل قلبية، وبعد جراحة صعبة وفترة تعافي دامت أشهر، عاد اللاعب الشاب إلى الملاعب دون أن يفقد جزءا من قدراته المميزة، وبات واحدا من أعمدة المستقبل في كرة بلاده، ونشر موقع الإتحاد الاوروبي لكرة القدم تقريرا موسعا عن كوريا يتناول فيه أبرز محطاته وما ينتظره النقاد والمتابعون منه في المستقبل القريب.
مثل ليونيل ميسي وأنخيل دي ماريا، ولد أنخل كوريا في مدينة روزاريو الأرجنتينية، وأبهر المتابعون بقدراته في نادي سان لورينزو منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، وبعدما قدم أداء رائعا في موسم 203/2014، أبدت مجموعة من الأندية الأوروبية رغبتها في الإستفادة من المهاجم الأرجنتيني الراقي، فوقع اخياره على أتلتيكو مدريد الذي يدربه مواطنه دييغو سيميوني.
وعند إجراء الإختبارات الطبية الروتينية قبل توقيع عقد الإنتقال إلى الروخي بلانكوس، اكتشف الأطباء وجود خلل في عضلة القلب، ما استدعى إجرائه جراحة لإنقاذ مسيرته الكروية.
أجّل أتلتيكو مدريد إتمام تعاقده مع كوريا حتى يتسنى له متابعة عملية تعافي اللاعب، أجريت الجراحة في مدريد ونجحت دون معوقات، وقضى اللاعب فترة نقاهة دامت أشهر قبل أن يعلن المسؤولون في أتلتيكو توقيعهم العقد معه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
رغم ابتعاده فترة ليست بسيطة عن الملاعب، عاد كوريا إلى أفضل مستوياته الفنية، وقاد منتخب بلاده برفقة جيوفاني نجل المدرب سيميوني للفوز ببطولة أميركا الجنوبية للشباب بإحرازه 4 أهداف، ليتأكد أتلتيكو أنه أصاب بتوقيعه معه.
لعب كوريا مباراته الرسمية الأولى مع أتلتيكو في الجولة الأولى من الدوري الإسباني عندما نزل بديلا أمام لاس بالماس، ويتوقع له النقاد الإسبان شأنا كبيرا في الفريق الذي يزخر بمهاجمين أكفاء على شاكلة أنتوان غريزمان وفرناندو توريس وجاكسون مارتينيز، ويقول عنه المدرب سيميوني: "إنه لاعب مختلف عن الموجودين لدينا في الأمتار الأخيرة من الملعب، يمكنه التمركز جيدا في منطقة الجزاء ليصبح في غاية الخطورة، لديه رؤية واضحة في المساحات الصغيرة، وقادر على الفوز بركلات الجزاء، ولديه الجرأة التي يحتاجها اللاعب في كرة القدم، يواجه المشاكل دون خوف وهذا أمر نحبه".
يتميز كوريا بالمهارة الرفيعة، يمكنه اللعب في العمق أو على الطرفين، يميل لمضايقة آخر الواقفين في الخط الخلفي كمهاجم كلاسيكي أو مساند لرأس الحربة، ويتطور مستواه يوميا ويكتسب أخلاقيات عمل مهمة حسب رأي مراقبيه في أتلتيكو، وهو الأمر الذي دعى مدرب منتخب الأرجتنيمي خيراردو تاتا مارتينو لاستدعائه لأداء مباراتي بوليفيا والمكسيك الوديتين، وقال مارتينو مبررا استدعاء كوريا: "ضمه للمنتخب الأرجنتيني أمر لا مفر منه لأنه أفضل لاعب شاب في البلاد، يستطيع برفقة اللاعبين الآخرين الجدد أن يقوم بأدوار مهمة في الفريق".
وعادة ما يطلق على المهاجمين الجدد في الأرجنتيني تسمية مارادونا الجديد، لكن أداء كوريا أكثر تشابها مع أداء مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي سيرجيو أغويرو الذي انضم هو الآخر إلى أتلتيكو مدريد في سن صغير.
ومع بلوغه العشرين من عمره، يتطلع كوريا لمواصلة صعوده في سماء الكرة الأرجنتينية، وربما يحجز لنفسه مكانا دائما في تشكيلة منتخب بلاده مع اقتراب نهائيات كأس العالم 2018، وقال بعد انتهاء مباراة بوليفيا: "أنا سعيد حقا لأنني لعبت مباراتي الدولية الأولى، لقد مررت بأشهر صعبة للغاية، لكن لحسن حظي فإن وقتي قد حان".