لندن - كاتيا حداد
أسدلت لجنة القيم التابعة للاتَحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الاثنين، الستار عن القضية الشهيرة المتهم فيها إثنين من أقطاب رياضة كرة القدم، رئيس "الفيفا" المنتهية ولايته سيب لاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني، بعدما وصفت تصرفهما بـ "الخائن" على إثر المبلغ المالي الضخم الذي تلقاه بلاتيني من "الفيفا" عام 2011.
وجاء الحكم ليعصف بآمال الفرنسي، وذلك بعد أن كان من المتوقع خلافة بلاتيني لبلاتر، إلا أن لجنة القيم برئاسة هانز يواكيم إيكرت قضت بإيقاف كلاهما ثمانية أعوام، وحظر ممارستهما لكافة الأنشطة الرياضية المتعلقة بكرة القدم مع فرض غرامة على بلاتر قيمتها 34,700 جنيه إسترليني في حين تم تغريم بلاتيني مبلغ مالي قدره 53,940 جنيه إسترليني.
وتدور أحداث القضية حول مبلغ مالي بقيمة 1,3 مليون جنيه إسترليني كان قد تلقاها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA عام 2011 من بلاتر الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد الفيفا وقتها. وزعم كل منهما بأن ذلك المبلغ كان نظير القيام بعمل استشاري كانا قد اتفقا عليه شفهيًا، إلا أن تسليم المبلغ المالي جاء بعد تسعة أعوام من الوقت المقرر لتنفيذ ذلك العمل.
وطرحت لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم تقريرًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خلص إلى أن المبلغ المالي الذي تسلمه بلاتيني لا أساس قانوني له. وفي أعقاب صدور الحكم الذي تضمن أيضا تهما بقبول هدايـا وتضارب مصالح وانتهاك واجباتهم الائتمانية، وبالنظر إلى أن بلاتر يبلغ من العمر 79 عامًا، فقد بات من الصعب عليه القيام بالعمل الرسمي مرة أخرى. في حين أن بلاتيني البالغ من العمر 68 عامًا فإنه وبعد قضاء عقوبة الإيقاف الموقعة عليه، فإنه يستطيع العودة إلى العمل مرة أخرى.
وأعرب بلاتر عن أسفه للموقف الذي يتعرض له، خلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب صدور الحكم، مشيرًا إلى أنه ما زال هو الرئيس ومن ثم لا يمكن اتخاذ مثل هذه الإجراءات بحقه. كما أعلن عن اتجاهه إلى الطعن على الحكم. على أنه من المتوقع بأن يطعن أولا أمام اتحاد "الفيفا"، ومن بعدها إلى محكمة التحكيم الرياضية. مشيرا إلى أنه يريد استضافة مؤتمر الانتخابات في زيورخ، فيما يأمل بأن يصبح رئيسًا شرفيـًا.
وقاطع بلاتيني حضور جلسة الاستماع الاسبوع الماضي بعدما شعر بأن القرار قد تم الوصول إليه بشأن مصيرهم، ليحضر محاموه نيابة عنه. ومن المتوقع بأن يطعن أيضًا بلاتيني على الحكم الصادر بإيقافه، وذلك حتى يتمكن من الترشح للانتخابات على منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
يشار إلى أن المرشحين الخمس لرئاسة اتحاد الفيفا بعد استبعاد بلاتيني هم الأمير علي بن حسين وسلمان بن إبراهيم الخليفة وجيروم شامبين وطوكيو سكسويل وجياني إنفانتينو. وفيما يتعلق بملف تنظيم بطولة كأس العالم عامي 2018 و2022 فإن الحكم لم يتطرق سوى إلى المبلغ المالي الذي حصل عليه بلاتيني من اتحاد الفيفا. ومع ذلك، فإن النيابة السويسرية تجري تحقيقات بشأن إسناد ملف تنظيم كأس العالم عامي 2018 و2022 علي روسيا وقطر والتي قد تخرج بآثار خطيرة.