لندن - المغرب اليوم
بلغ آرسنال الدور الرابع من كأس إنجلترا لكرة القدم بفوزه الصعب على ضيفه ليدز يونايتد من الدرجة الأولى بهدف نظيف في ختام مباريات الدور الثالث، وضرب موعدًا مع بورنموث في لدور الرابع، وواصل فريق "المدفعجية" انطلاقته الجيدة للعام الجديد بعد فوزه في مطلعه على ضيفه مانشستر يونايتد في المرحلة الـ21 من الدوري، ليحقق بذلك انتصاره الثاني تحت إشراف أرتيتا. وكان ليدز، المُتوّج بلقب المسابقة مرة واحدة كانت على حساب آرسنال بالذات في نهائي عام 1972، الطرف الأفضل في الشوط الأول وهدد مرمى أصحاب الأرض في مناسبات عدة، حيث سدد خمس مرات بين إطارات المرمى مقابل مرة واحدة لآرسنال، إلا أن جهود رجال المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا ذهبت سدى.
رفع النادي اللندني، حامل اللقب في 13 مناسبة (رقم قياسي) آخرها عام 2017 تحت إشراف المدرب الفرنسي أرسين فينغر، مستواه في الشوط الثاني وافتتح التسجيل عن طريق الشاب ريس نيلسون الذي وصلته الكرة على باب المرمى إثر تشتيت خاطئ من المدافع الاسكوتلندي باري دوغلاس لعرضية الفرنسي ألكسندر لاكازيت، فتابعها الإنجليزي الشاب بسهولة في الشباك. ووصف الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال مواجهة ليدز يونايتد، بقيادة مدربه الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، بأنها أشبه بكابوس الذهاب إلى طبيب الأسنان بعدما قاتل فريقه للخروج فائزًا رغم الظهور بشكل متواضع في الشوط الأول. واستحوذ ليدز على الكرة بشكل كبير في أغلب فترات الشوط الأول وسدد 15 كرة على المرمى مقابل ثلاث تسديدات لآرسنال، لكنه أخفق في التسجيل سواء بسبب تألق الحارس إميليانو مارتينيز أو العارضة.
وتسبب أسلوب ليدز، متصدر دوري الدرجة الثانية، في الضغط القوي بقيادة المدرب الشهير بيلسا في تراجع آرسنال للخلف. وقال أرتيتا: "هذا كابوس لكل فريق. اللعب أمام هذا المنافس مؤلم مثل الذهاب إلى طبيب الأسنان. هذا صعب. إنه فريق رائع وما بناه يعد رائعًا. إذا لم تكن مستعدًا لمواجهة ليدز فإنك ستعاني". ولم يكن أرتيتا يشعر بالرضا عن أداء آرسنال في الشوط الأول وتحدث بصرامة إلى اللاعبين خلال الاستراحة قبل أن يتحسن المستوى. وقال أرتيتا بعد الفوز بهدف من ريس نلسون عقب عشر دقائق من انطلاق الشوط الثاني: "كان يجب أن نملك رد الفعل. أكبر تغيير يتعلق بمدى اللعب بجدية والتقدم إلى الأمام والتحلي بالإيجابية". وأضاف "أنا سعيد حقًا، لكنني أعتقد أننا رأينا وجهين مختلفين لآرسنال، أحدهما في أول 30 دقيقة وجاء الآخر بعدها. حاولت أن أخبر لاعبينا عما سيواجهونه بالتحديد، حاولت أن أنصحهم وأخبرهم بما سيواجهون... لكن أحيانًا يجب أن يمر اللاعبون بالتجربة بأنفسهم كي يدركوا كم ستكون المنافسة صعبة وقوية".
وتابع "تغير موقف الفريق وحماسه، وقد غيرنا بعض الأمور بين شوطي المباراة فيما يتعلق بتنظيم الصفوف، وقد اختلف الحال تمامًا". وأوضح المدرب الإسباني أن آرسنال رغم امتلاكه الكثير من اللاعبين الكبار من أنحاء أوروبا ومن البرازيل أيضًا فإنهم غير معتادين على التحولات في المباراة ويجب اكتساب ذلك. ويشعر أرتيتا بأن الفوز 2 - صفر على مانشستر يونايتد مطلع العام الجديد تسبب في بعض التراجع، لكنه أكد أن الفريق لا يستطيع تحمل ذلك. وقال أرتيتا الذي تولى المسؤولية الشهر الماضي بعد إقالة مواطنه أوناي إيمري: "لسنا في موقف يمكننا من الراحة لأننا لسنا جيدين بالشكل الكافي".
في المقابل أبدى بيلسا، المدير الفني لفريق ليدز يونايتد، شعوره بالفخر إزاء أداء لاعبيه رغم الهزيمة أمام آرسنال، لكنه تحسر على إهدار الكثير من الفرص خلال الشوط الأول التي كانت كفيلة بحسم المواجهة لصالح فريقه، قبل أن تتحول الدفة لصالح آرسنال في الشوط الثاني. وقال بيلسا عقب المباراة: "ما كنا في حاجة إليه خلال المباراة هو إعادة ما قدمناه في الشوط الأول (خلال الشوط الثاني)، في النصف الأول كان الأداء إيجابيًا للغاية بالنسبة لنا. لكن في الثاني، تغيرت الهيمنة على المباراة بشكل كبير". وتابع "في الشوط الأول ضغطنا على دفاع المنافس بشكل أكبر وصنعنا هجمات سريعة. لكننا لم نتمكن من ذلك في الشوط الثاني".
على جانب آخر، قال الغابوني بيير - إيمريك أوباميانغ قائد آرسنال، إنه سيبقى مخلصًا للنادي ويريد مساعدته على حصد الألقاب والعودة إلى القمة رغم تكهنات عن رغبة المهاجم في الرحيل بسبب تراجع نتائج الفريق. ويحتل آرسنال المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 21 جولة ويتأخر بتسع نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. وقال أوباميانغ قبل الغياب بسبب المرض عن الفوز 1 - صفر على ليدز: "يحب الناس كتابة القصص وهم في حاجة إلى التركيز على ما يحدث في الملعب. يتحدث الناس كثيرًا وبشكل مبالغ فيه". وأضاف "أنا قائد آرسنال، وأنا أحب هذا النادي. أنا ملتزم ولدي رغبة في إعادته إلى موقعه الذي يستحقه في القمة".
ولم يمدد أوباميانغ بعد عقده مع آرسنال، حيث يرتبط في الوقت الحالي بتعاقد حتى 2021. وانضم أوباميانغ في يناير (كانون الثاني) 2018 من دورتموند الألماني في صفقة قياسية للنادي آنذاك مقابل 56 مليون جنيه إسترليني (74 مليون دولار). وسيلتقي آرسنال في الدور الرابع مع فريق بورنموث، بينما أوقعت القرعة مانشستر سيتي حامل اللقب مع ضيفه فولهام (من الدرجة الأولى) والذي أطاح بأستون فيلا من المسابقة. وسيحل ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، ضيفًا على بريستول سيتي (الدرجة الثانية) أو شروزبري تاون المنافس بالدرجة الثالثة. وحقق بريستول سيتي، الذي تعادل 1 - 1 مع شروزبري يوم السبت، مفاجأة ضخمة في كأس الاتحاد في آخر مرة واجه فيها ليفربول، حيث فاز 1- صفر في مباراة الإعادة في أنفيلد عام 1994 عندما كان ينتمي إلى الدرجة الثانية في نتيجة تسببت في رحيل المدرب غرايم سونيس.
لكن شروزبري خسر المواجهة الوحيدة السابقة أمام ليفربول بنتيجة 4- صفر في الدور الرابع للمسابقة عام 1996، ونال ليفربول، بطل أوروبا والعالم، لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لآخر مرة في 2006. وسيلعب مانشستر يونايتد أو ولفرهامبتون واندرارز، بعد تعادلهما من دون أهداف الأحد، مع الفائز من واتفورد وصيف بطل الموسم الماضي أو ترانمير روفرز (درجة ثانية) بعد تعادل الأخيرين 3-3. والمواجهة الأخرى المؤكدة بين فريقين من الدوري الممتاز ستكون بين بيرنلي ونوريتش سيتي. وسيعود سلافن بيليتش مدرب وست بروميتش (درجة أولى) لمواجهة فريقه السابق وستهام. وستقام مباريات الدور الرابع في الفترة بين 24 و27 يناير الحالي.
قد يهمك ايضا :
توتنهام وأرسنال يتنافسان على ضم لاعب المنتخب المغربي زياش
أرتيتا يكشف رأينا وجهين مختلفين لأرسنال خلال المباراة أمام ليدز يونايتد