الرياض _ واس
لم تسمح ظروف الحرب التي تمزق سوريا منذ 5 سنوات للاعب السوري عمر السومة بالتألق في ملاعب بلاده، لكن أقدار السومة كانت سخية جدا ليسطع نجمه في الدوري السعودي مع فريق أهلي جدة، وليكمل مع فريقه موسما استثنائيا أعاد في نهايته اللقب إلى "قلعة الكؤوس" بعد عقود من الغياب.
فبعد مشوار وصفه السومة بالمتعب جدا وفي مباراة حاسمة أمام الهلال السعودي، قاد النجم السوري فريقه الأهلي للتويج باللقب، بعد ثنائية قلبت الطاولة على الهلال، وحسمت البطولة لأهلي جدة بعد أن غابت عن خزائنه لمدة 32 عاما.
فمع بداية الشوط الثاني من المباراة، التي استضافها ملعب "الجوهرة" في جدة ، وحين كانت النتيجة تشير إلى تقدم الهلال بهدف نظيف، نجح السومة في إحراز هدفين في 4 دقائق حولت مجرى المباراة لصالح الأهلي، وانتهى اللقاء بفوز أصحاب الأرض بنتيجة 3-1.
وكما أكد كثيرون كان لتألق السومة مع أهلي جدة هذا الموسم تأثير بارز في إعادة لقب بطولة الدوري إلى "قلعة الكؤوس"، وقد سجل مع فريقه 22 هدفا جعلته في صدارة ترتيب الهدافين، وكانت أغلب تلك الأهداف حاسمة لفريقه، ودافعا قويا له بطريقه الذي انتهى بالتتويج.
وفي تصريحات صحفية تلت المباراة، أشاد السومة بقوة فريق الهلال، وتحدث عن صعوبة الموسم، وقال إنه "يهدي الفوز للشعب السوري الذي لم يقصر معي من بداية الموسم." في بادرة أراد منها تخفيف المعاناة عن السوريين، الذين شجعوه وهم يعانون ويلات الحرب.
بداياته
السومة، الذي يصفه محبّوه بـ"العكيد" وهي عبارة دمشقية قديمة تدل على القوة والشجاعة، غادر سوريا مع بداية الاحتجاجات عام 2011 إلى نادي القادسية الكويتي، بعد 3 أعوام كان فيها لاعبا لنادي "الفتوة" في محافظة دير الزور شمال شرقي البلاد.
وفي 2014 انتقل إلى نادي الأهلي السعودي الذي حقق معه النجومية الأكبر، وفتح له باب النجاح على مصراعيه، وأصبح معه بطلا للدوري السعودي.
وكان السومة، البالغ من العمر 27 عاما، قد خسر في عام 2012 فرصة اللعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع نوتنغهام فورست حيث تألق خلال شهر قضاها مع الفريق، وحاول المدرب آنذاك شون أودريسكول التعاقد معه، لكن تصاريح العمل الصارمة في المملكة المتحدة حالت دون ذلك.