الخرطوم - المغرب اليوم
عندما انطلقت النسخة الحالية من مسابقة دوري أبطال أفريقيا قبل عدة أشهر، صبت الترشيحات في مصلحة الفرق العريقة على الصعيد القاري ومن بينها الأهلي، الترجي، الرجاء البيضاوي، تي بي مازيمبي ووفاق سطيف التي أحرزت اللقب 19 مرة في ما بينها، لكن وقبل انطلاق مواجهتي الدور نصف النهائي، فإن الفريق الوحيد الذي تذوق طعم الفوز باللقب هو مازيمبي، في حين تسعى الفرق الثلاثة الأخرى التي تكمل المربع الذهبي إلى إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخها.
وتملك السودان وبشكل مفاجىء، ممثلين في هذا الدور من المسابقة القارية هما الهلال والمريخ بعد نجاحهما في التأهل عن دور المجموعات.
وبما أن كلاهما أنهى دور المجموعات في المركز الثاني، فقد تحاشيا المواجهة المباشرة بينهما، وباتا يملكان فرصة أن يصبحا أول فريقين من دولة واحدة يتواجهان في المباراة النهائية. يخوض كلا الفريقين مباراتهما ذهاباً على أرضه، فيلتقي المريخ مع مازيمبي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين يواجه الهلال اتحاد العاصمة الجزائري. وكان اتحاد العاصمة خسر آخر مبارياته في دور المجموعات أمام المريخ ليفشل بذلك في أن يصبح أول فريق في تاريخ المسابقة يفوز في جميع مبارياته في دور المجموعات.
ويرى موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم فى معرض تعليقه على ذهاب الدور قبل النهائى أنه إذا كان قطبا الكرة السودانية سيطرا تماماً على الدوري المحلي بإحرازهما اللقب 41 مرة في النسخات الثلاث والأربعين الماضية، فإنهما لم ينجحا في نقل عدوى نجاحاتهم المحلية إلى الصعيد القاري.
بيد أن الهلال الذي فاز باللقب المحلي 27 مرة، نجح في تحقيق نجاحات متواضعة نسبياً حيث بلغ نهائي المسابقة القارية مرتين وخسرهما عامي 1987 و1992، كما بلغ نصف النهائي أربع مرات آخرها عام 2011.
وإذا كان الهلال حقق بعض النجاحات في دوري أبطال أفريقيا، فإن المريخ الذي توج باللقب المحلي 19 مرة، لم يحقق نتائج جيدة في المسابقة على الرغم من مشاركته فيها 21 مرة، وكانت أفضل نتيجة حققها بلوغه ربع النهائي ومشاركته في دور المجموعات مرة واحدة.
ستكون المباراة بين المريخ ومازيمبي حامل اللقب أربع مرات في مدينة أم درمان السبت، مواجهة مثيرة خاصة بالنسبة إلى الفرنسي دييجو جارزيتو لأنه سيواجه الفريق الذي قاده إلى اللقب القاري عام 2009. وبنى المريخ نجاحاته في دوري الأبطال هذا الموسم معتمداً على سجل مثالي على ملعبه حيث فاز في مبارياته الست في ملعب المريخ الذي يتسع ل45 ألف متفرج، وقد سجل خلال هذه المباريات 11 هدفاً ولم تستقبل شباكه أي هدف.
وأعرب جارزيتو عن ثقته بقدرات فريقه مؤكداً بأنه سيهاجم منذ بداية المباراة بقوله "الإستراتيجية التي أعتمدها هي الهجوم ذهاباً وإياباً كما فعلنا ضد الترجي وكابوسكورب في الأدوار الإقصائية. نتمتع بهجوم قوي يقوده لاعبين أمثال بكري المدينة، ديدييه ليبري وفرانسيس كوفي وهذا الثلاثي قادر على التسجيل في أم درمان كما في مباراة الإياب في جمهورية الكونغو. لست قلقاً على الإطلاق في هذا المجال".
وفي يوم غد الاحد ، يستقبل الهلال منافسه الجزائري اتحاد العاصمة الذي يأمل في أن يصبح رابع فريق من بلاده يحرز اللقب بعد مولودية الجزائر (1976)، شبيبة القبائل (1981، 1990)، ووفاق سطيف (1988 و2014). ولم تكن استعدادات كتيبة المدرب ميلود حمدي جيدة حيث إضطر الفريق إلى المغادرة متوجها إلى السودان في غياب أربعة لاعبين. ولعل أبرز الغائبين هو المهاجم الدولي يوسف بلايلي الذي سجل أربعة أهداف لفريقه في المسابقة هذا العام وذلك بعد أن تم ايقافه لمدة سنتين في مطلع الأسبوع الحالي بعد ثبوت تناوله مادة محظورة. وقد وافق اللاعب والنادي على العقوبة.
وسيفتقد حمدي أيضاً جهود حسين بن عيادة وأسامة درفلو اللذين سيدافعان عن ألوان منتخب بلادهما في دورة الألعاب العسكرية بالإضافة إلى أيوب عبد اللاوي بداعي الإيقاف بعد حصوله على بطاقة صفراء ثانية في المباراة التي خسرها فريقه أمام اتحاد العاصمة.
وإذا كان سجل الهلال على ملعبه أقل لفتاً للأنظار من منافسه المحلي المريخ، فإنه حقق في المقابل نتائج ممتازة في عقر داره حيث فاز في خمس مباريات وسجل 11 هدفاً ومنيت شباكه بهدف وحيد. أما النقطة السوداء الوحيدة في سجله، فكانت خسارته على ملعبه أمام المغرب التطواني 0-1 وهي المرة الأولى التي يسقط فيها على أرضه في هذه المسابقة منذ عام 2011.
ويقود الموج الأزرق وهو لقب الهلال المدرب التونسي نبيل الكوكي الذي قاد فريقه أيضاً إلى نهائي كأس السودان بعد فوزه على الأهلي شاندي 1-0 مؤخراً. نجح الكوكي في بناء فريق تنافسي معتمداً على الثنائي البرازيلي جوليام وأندريزينيو والكاميروني الدولي حارس المرمى ماكسيم لويك فيدجو من بين عدد من اللاعبين الأجانب الذين يضمهم الفريق.
وتقام مباراتا الإياب الأسبوع المقبل، علماً بأن الفائز باللقب في مباراتين بنظام الذهاب والإياب سيدافع عن ألوان القارة الأفريقية في كأس العالم للأندية في اليابان آواخر العام الحالي.