بيروت - المغرب اليوم
سينطلق قطار الدوري اللبناني لكرة القدم بعد أيام قليلة، في توقيت غير مناسب ضمن أجندة بعض فرق "الصف الأول" الطامحة للمنافسة على اللقب، وذلك بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تنوء تحت عبئها هذه الفرق.
سابق أكثر من فريق الزمن لمعالجة أزماته، والوصول إلى تاريخ السادس عشر من تـشرين الأول/أوكتوبر، موعد انطلاقة الدوري، بأفضل حال ممكن، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن الفرق المتعثرة مالياً، وبعضها يملك العراقة والباع الطويل، مثل النجمة الفائز باللقب 8 مرات، والصفاء الحاصل عليه مرتين، والحكمة، الذي تكررت مشاكله الإدارية والمالية بشكل دراماتيكي مثير في الأعوام الأخيرة، من دون أن يخرج من نفقها حتى الآن.
فريقا النجمة والصفاء يواصلان حتى الساعة رحلة البحث عن رئيس متمول وقادر على تأمين ميزانية تلبي طموح الفريقين هذا الموسم، في حين يؤكد المقربون من الناديين اللذين يتشابهان في وضعهما المالي، ان عدم تصويب المسيرة في قلعتي "المنارة" و"وطى المصيطبة" سيكون له ارتدادات سلبية على مسيرتي الفريقين في الدوري المقبل، أما فريق الحكمة، فان المرء يحار من يبدأ بتفصيل مشاكل الفريق التي لم تجد بدورها حلا حتى الساعة، في حين يتراشق أعضاء اللجنة الإدارية التهم حول الأسباب التي أودت النادي إلى مأزقه الحالي، خصوصاً بعد استقالة رئيس النادي نديم حكيم.
في المقابل، تنشد الأندية المستقرة مالياً تحقيق النتائج الجيدة، مستغلة معاناة الآخرين. ويبرز بين الفرق التي تنعم بالاستقرار المالي العهد حامل اللقب والطامح للاحتفاظ بزعامته المحلية، فضلاً عن سعيه إلى الظهور بأفضل صورة ممكنة في النسخة المقبلة لكأس الاتحاد الآسيوي.
ويبدو الأنصار في وضع أفضل من الموسم الماضي، ولا سيما انه حافظ على وضعه المادي والإداري المستقر، بوجود رئيسه الشاب نبيل بدر، الذي لم يقصر في سبيل إعداد فريقه بالشكل المناسب قبل الدوري، فتعاقد مع ثلاثة أجانب من طراز جيد (الغاني أوكوفو والأرجنتيني لوكاس جالان والسنغالي سي الشيخ)، كما أمن لفريقه معسكراً خارجياً في قبرص، في حين تحجب فيه كثير من الفرق اللبنانية المعسكرات عن برنامج استعداداتها، سعياً منها لعصر النفقات وتوفير المال صالح التعاقدات مع اللاعبين الأجانب.
وحافظت فرق طرابلس والراسينج والاجتماعي على ميزانياتها بفضل دعم بعض السياسيين المتمولين ضمن المناطق التي تتواجد فيها هذه الفرق حيث يرأس الوزير ميشال فرعون مجلس الشرف لنادي الراسينج في منطقة الأشرفية ببيروت، فيما يدعم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فريقي طرابلس والاجتماعي من مدينة طرابلس بالشمال اللبناني.
ولا يواجه فريق السلام مشاكل مالية، بفضل حيوية إدارته والتفاف وجهاء وأهالي مدينة زغرتا الشمالية، لكنه برغم ذلك ما يزال الفريق يبحث عن مركز متقدم في الدوري، من دون أن ينجح في تحقيق هدفه حتى الآن.
ويشبه وضع فريق الشباب كثيراً وضع السلام لأنه يمثل قرية الغازية في الجنوب اللبناني حيث تتواجد إحدى أكثر فئات الجمهور اللبناني حماسة لكرة القدم.
ويحسد كثيرون فريق "النبي شيت" على الاستقرار الذي تؤمنه إدارته الشابة، والتي تطمح إلى أن يلعب فريقها دور "الحصان الأسود" على نسق الموسم الماضي.