بيروت - المغرب اليوم
فرضت نتيجة قمة النجمة والعهد، والتي كانت الحدث الأبرز في الجولة الـ19 من الدوري اللبناني لكرة القدم، نفسها على مسار ومصير المنافسة على اللقب إذ حصرتها بنسبة كبيرة بين الصفاء المتصدر بــ46 نقطة ووصيفه العهد (45 نقطة).
وبخسارته أمام حامل اللقب 3-1 ابتعد النجمة نظرياً عن المنافسة بعدما أصبح الفارق بينه وبين المتصدر ست نقاط.
وباستعادة شريط قمة العهد والنجمة، ومقارنة أداء الأول مع عرض الصفاء في مباراته مع النبي شيت، يتبين لنا جملة معطيات ستلقي بظلالها بدون شك على الجولات الثلاث الأخيرة.
لعب العهد مع النجمة، فأجاد وأقنع وأكد انه لن يفرط بلقبه بسهولة، أما الصفاء وعلى الرغم من فوزه على النبي شيت بهدف دون رد وتحقيقه النقاط الثلاث، فإنه واجه صعوبات في فرض شخصيته وتفوقه، بخلاف مبارياته السابقة، خصوصاً في الذهاب، حين كانت نتائجه تترافق مع عروض فنية مقنعة ومؤثرة.
قدم لاعبو المدرب الألماني روبرت جاسبارت مباراة نموذجية أمام النجمة، اتسم فيها الأداء بالتوازن بين الصلابة الدفاعية والقوة الهجومية، وبرزت في تحركاتهم رغبة كبيرة في الفوز، وهو أمر لم يكن بعيداً عنهم بالنظر إلى فارق الخبرة والإمكانات الفنية والبدنية بينهم وبين لاعبي المدرب تيتا فاليريو.
ولا يمكن فصل النتيجة عن سياق استعدادات العهد لهذا الموسم ومسيرته فيه إذ دخل الدوري بخطى ثابتة، مستنداً إلى تمويل سخي وخزان من اللاعبين المحليين المعززين بأجانب على طراز عالٍ، وذلك بعكس الصفاء والنجمة، اللذين واجها مشاكل إدارية ومالية أثرت على استعداداتهما للموسم الحالي.
وبالإمكان القول إن نتيجة مباراة القمة عكست حالة الاستقرار الفني والمادي والإداري للعهد، كما برهنت عن جاهزيته العالية للمباريات الحاسمة المقبلة في الجولات الأخيرة.
ولا يمكن التحدث عن العهد من دون التوقف عند الثلاثي الهجومي المؤلف من حسن شعيتو وأحمد زريق والمالي مامادو درامي.
هذا الخط فرض إيقاعه على القمة مع النجمة وطبعها بطابعه الخاص، بعدما مارس هوايته في الاختراق والتسجيل وإقلاق راحة مدافعي "النبيذي" بشكل مستمر، ومن دون أي مهادنة مع رضوان الفالحي وزملائه في دفاع النجمة، علماً أن الأخير تحامل على مرضه، الذي تسببه بخروجه في الشوط الثاني.
وأظهرت مباراة النجمة مع العهد هوة تفصل الأول عن استحقاقه للقب "فريق بطولة"، دون أن ينتقص ذلك إطلاقاً من جهده السخي هذا الموسم ونجاحه في فرض نفسه كمنافس رئيسي على اللقب، على رغم افتقاده العناصر والأدوات اللازمة أساسياً واحتياطياً.
في المقابل، أكد دفاع الصفاء، بقيادة علي السعدي، جاهزيته لمواجهة الاختبارات المقبلة أمام النجمة والساحل والعهد، ولكن وسط الفريق أظهر عجزه عن تأمين التمويل اللازم لمهاجمي الفريق علاء البابا ومحمد حيدر وكونييه تييزان، وهو ما يفرض إعادة تنظيم هذا الخط قبل الجولات الثلاث الصعبة المقبلة.
ويعد حيدر، وهو الورقة الرابحة للصفاء، ظهر بعيداً عن مستواه في المباراتين الأخيرتين مع الأنصار والنبي شيت، ويعلم المتابعون لمباريات الصفاء جيداً، مدى الارتباط الوثيق بين مستوى حيدر وأداء الفريق.
وبعدما تألق الأسبوع الماضي، بإلحاقه الخسارة الأولى بالصفاء هذا الموسم، دخل الأنصار مجدداً دوامة العروض المهزوزة، فتعادل مع الساحل (1 – 1) وكان قاب قوسين من تلقي الخسارة الرابعة هذا الموسم، لولا تألق حارسه حسن مغنية.
وبعدما فقد كل أمل بالمنافسة على لقب الدوري، ستتجه أنظار الأنصار إلى الكأس حيث سيواجه مهمة معقدة في نصف النهائي أمام العهد. وقبل هذا اللقاء ينبغي على مدرب الفريق جمال طه إيجاد الصيغة المناسبة لتأمين الاستقرار الفني للأنصار، الذي يملك مؤهلات يحسده عليها كثيرون، بوجود الدعم المالي المؤمن من رئيس النادي نبيل بدر، بالإضافة إلى أسماء لامعة في صفوف الفريق مثل ربيع عطايا والبرازيلي باولو فيتور ماتوس والسنغالي سي شيخ والهداف الأرجنتيني لوكاس جالان.
من جهة ثانية، أشعل فوز السلام على الراسينج الصراع على الهبوط إذ رفع رصيده إلى عشر نقاط في المركز العاشر، متقدماً على الشباب الغازية (8 نقاط) والحكمة (7 نقاط) الأخيرين في الترتيب.
ولدى السلام ثلاث مباريات امام طرابلس والشباب الغازية والحكمة على التوالي في الجولات الـ20 والـ21 والـ22، ويكفي ابناء زغرتا الفوز في المباراتين الاخيرتين ولاسيما انهما في مجمع زغرتا، للبقاء في دوري الأضواء الموسم الجديد 2016 – 2017.