الدار البيضاء-محمد خالد
يشكل تفشَي ظاهرة الشغب ومشاكل التحكيم أبرز حدثين ميَزا الدوري المغربي لكرة القدم خلال عام 2015، بالإضافة إلى عودة الوداد الرياضي البيضاوي إلى سكَة الألقاب بعد غياب دام لأعوام طويلة، دون إغفال المشاركة الباهتة للأندية الوطنية في المنافسات القارية، كما أنه لابد من الإشارة إلى أن الدوري المغربي بات يحمل اسمًا جديدًا خلال هذا العام الذي نقترب من توديعه، وهو دوري " اتصالات المغرب".
مما لا شك فيه أن البطولة الوطنية لكرة القدم شدت إليها الانتباه خلال عام 2015 لكن للأسف ليس بأمور إيجابية، وإنما بمشاكل الشغب الذي بات ظاهرة ملازمة لأغلب مباريات الدوري، وما شهده ديربي الدار البيضاء الأسبوع الماضي أبرز دليل، حيث تحول من لقاء في كرة القدم إلى ساحة حرب أسفرت عن خسائر مادية وإصابات في صفوف المشجعين ورجال الأمن في مشهد مؤسف ومخيف في الآن ذاته.
ويمكن اعتبار عام 2015 من أكثر السنوات التي شهدت أحداث شغب في عدد كبير من المباريات، سواء في القسمين الأول أو الثاني، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول المقاربة التي ينبغي اتباعها ليس للحد من هذه الظاهرة، وإنما فقط التقليص من حدتها، بعد أن باتت تسيء بشكل كبير للمنتوج الكروي المغربي، لدرجة أن كل مباراة تشهد إنزالا أمنيا كبيرا وكأن الأمر يتعلق بحرب وليس بلقاء رياضي.
والأكيد أن الاستراتيجية التي يحاول الاتحاد المغربي اتباعها لمحاربة هذه الآفة والمتمثلة في إصدار عقوبات في حق الأندية وحرمانها من جماهيرها، ليست الحل المناسب، والتجربة أثبتت ذلك، بل يجب على المسؤولين مع مطلع العام الجديد البحث عن حلول فعالة ومنطقية، من قبيل تحسين البنيات التحتية بالملاعب، واعتماد تقنيات متطورة في عمليات الدخول إليها والتحسيس والمراقبة الفعالة، لأنه من غير المقبول أن تتحول ملاعبنا من فضاء للترفيه والتشجيع الرياضي، إلى ساحة حرب تفرز المصابين والمعتقلين والخسائر المادية المعنوية.
ومن المشاكل التي طرحت نفسها بقوة في الدوري المغربي خلال سنة 2015، هناك مشكل التحكيم الذي ارتفعت شدة الاحتجاجات الموجهة له من طرف الأندية، لدرجة أن البعض بات يشكك في مصداقية " قضاة الملاعب" ويتهمهم بمحاباة أندية معينة وتسهيل مأموريتها لحصد النتائج الإيجابية.
وتقاطرت الشكاوى منذ بداية العام الحالي على الاتحاد المغربي بهذا الخصوص، بحيث أن أغلب الأندية المكونة للدوري الممتاز اشتكت من الحكام في مرحلة، ما دفع رئيس الاتحاد المغربي إلى دق ناقوس الخطر، خصوصا أن الأمر يتعلق بنزاهة المنافسة وبالحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية.
ولم تنجح مقاربة الكشف عن العقوبات المسلطة على الحكام في الحد من معضلة التحكيم، لذا ارتأى الاتحاد المغربي تغيير استراتيجيته من خلال التحفيز والدعم والوعيد أملا في تحسين الوضعية.
وشهدت عام 2015 عودة فريق الوداد البيضاوي إلى منصات التتويج عقب غياب دام لأزيد من 5 سنوات، بعد أن تمكن من إحراز لقب الدوري، على حساب منافسه أولمبيك خريبكة الذي يمكن اعتباره " الحصان الأسود" لبطولة الموسم الماضي.
وجاء تتويج الوداد بعد أن تمكن تحت قيادة مدربه جون بنيامين طوشاك من جمع أكبر عدد من النقاط، حيث كان الأجدر باللقب، بعد أن تربع على الصدارة منذ وقت مبكر وحافظ عليها إلى خط النهاية.
بالمقابل شكل فريق أولمبيك خريبكة مفاجأة البطولة بعد أن أنهاها وصيفا للبطل، وضمن تأهله إلى دوري أبطال إفريقيا، إلا أنه مع نهاية العام الجاري يعاني من مشاكل عديدة، حيث يحتل الرتبة الأخيرة برصيد 11 نقطة، علما أنه حقق لقبا مهما من خلال إحراز كأس العرش بعد تفوقه على الفتح في اللقاء النهائي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويمكن اعتبار 2015 سنة سلبية بالنسبة لبعض القوى التقليدية في الكرة المغربي، حيث شهدت اندحار الجيش الملكي الذي صارع كثيرا لضمان مكانه في القسم الأول، وعرفت تذبذبا في نتائج الرجاء البيضاوي الذي خرج خالي الوفاض قاريا ومحليا.
وبالنسبة لأسفل الترتيب فقد ودع فريقا اتحاد الخميسات وشباب خنيفرة القسم الممتاز وعادا إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن كانا الأضعف والأقل نجاحا في المباريات.
ولم تكن سنة 2015 إيجابية بالنسبة للفرق المغربية في المنافسات القارية، بعد أن خرجت كلها خالية الوفاض من الكؤوس القارية، حيث كانت البداية مع نهضة بركان الذي خرج مبكرا من الدور الأول لكأس الكاف، بينما فشل فريق الرجاء في الوصول إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا بعد أن ودع أمام وفاق سطيف الجزائري بالضربات الترجيحية، نفس المصير لقيه فريق الفتح الرباطي في الدور الثمن نهائي مكرر أمام الزمالك المصري، حيث خانته التجربة وضيع فرصة العبور لدور المجموعتين بسذاجة كبيرة، بالمقابل نجح المغرب التطواني في بلوغ دور المجموعتين من دوري أبطال إفريقيا، لكنه أخفق في العبور للمربع الذهبي وودع المنافسات بهزيمة مدوية أمام مازيمبي الكونغولي بخماسية دون رد.
وتبقى الآمال معقودة خلال عام 2016 على تجاوز عدد من المشاكل التي تعيق المنتوج الكروي المغربي، خصوصا أن الدوري الوطني دخل مرحلة الاحتراف مع تأسيس العصبة "الاحترافية" التي ستتولى تدبير شؤون دوريي الدرجة الأولى والثانية.