الرباط - المغرب اليوم
كثُر اللغط بعد أن بلغ إلى عِلم المغاربة أن مقابلة منتخبهم الوطني الودية ضد الأرجنتين بكل نجومه العالميين ستكلف الجامعة مليار سنتيم، واستنكر العديد إغداق هذا المبلغ الذي وصف بالكبير من أجل مقابلة ودية، لكن في المقابل رأى البعض الآخر أن مقابلة بهذا الحجم ستدر على خزينة جامعة "لقجع" أرباحا مضاعفة، ولمن لا يجيد لغة الأرقام نسوق إليكم هذا الشرح المبسط الذي قدّمه الإعلامي محمد الكبير.
أكد المتحدث أن هذه المقابلة ستعرف بلا شك حضورا جماهيريا غفيرا، لا يمكن أن يقل عن 50 ألف متفرج، وإذا ما افترضنا أن متوسط سعر التذاكر سيكون هو 50 درهما فإن عائدات هذه المقابلة من الجمهور ستكون على الأقل 2.5 مليون درهم، علاوة على النقل التلفزيوني، إذ من المرتقب أن تنقل هذه المقابلة المهمة عبر عدد كبير من القنوات العالمية، خاص العربية منها وعليه فإن حقوق النقل وحدها قد تجني منها الجامعة ما لا يقل عن 2.5 مليون درهم للقناة الواحدة، بمعنى أنه إذا نقلت عبر 3 قنوات فقط، فإن مجموع المداخيل سيفوق "المليار" الذي أثار جدلا واسعا.
وأضاف الكبير أن عائدات الإشهار داخل الملعب لن تقل عن 5 ملايين درهم، بالنظر إلى قيمة المقابلة، وبخاصة مع اعتماد التقنية الإشهار بالفيديو وتغيير الإشهارات، قبل أن يعرج إلى "المداخيل غير المباشرة"، في إشارة إلى الجماهير التي ستحج إلى مكان إجراء المقابلة، قادمة من مدن أخرى، أو تلك التي ستزور المغرب من الخارج، وما سيرافق ذلك من حركية ستنعكس إيجابا على الاقتصاد المغربي (النقل، الفنادق، المطاعم، الطريق السيار، المرائب، بيع الأقمصة…).
وأكد المتحدّث بشأن صورة المغرب السياحية، أن مقابلة من هذا الحجم بحضور نجوم كبار من قيمة "ميسي" ستسوق لها بكيفية سهلة جدا، في عدد من دول العالم، موضحا أن الاستثمار في القطاع الرياضي، وبخاصة كرة القدم، يلعب دورا كبيرا جدا في التعريف بما تزخر به البلاد من مقومات سياحية، قد لا يمكن لترويج إلا عبر محطات من هذا القبيل، قبل أن يقدم نموذج دولة "قطر" التي لا تتجاوز مساحتها الجغرافية، مساحة مدينة الدار البيضاء، والتي اختارت الاستثمار في كرة القدم، عبر قنوات احتكرت نقل جل المقابلات العالمية، وأحدثت أكاديمية لكرة القدم، أفرزت بعد جهد جهيد وأعوام من العمل منتخبا استطاع إحراز أول لقب قاري له، علاوة على فرقها التي أصبحت تستقطب لاعبين من العيار الثقيل، كل هذا لم يتم بمحض الصدفة، لكن كان ثمرة تفكير سليم وممنهج أتى أكله بعد حين.