الرباط-المغرب اليوم
ربما ما تعيشه لاعبة التنس الألمانية أندريا بتكوفيتش في الوقت الحالي لا يختلف كثيرا عما جاء في رواية "بودنبروك.. قصة انهيار عائلة" التي ألفها الكاتب الألماني توماس مان الحائز على جائزة نوبل ونشرت عام 1901، والتي تصور تراجع عائلة تجارية غنية من شمال ألمانيا على مدى أربعة أجيال.
ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه بتكوفيتش إلى استعادة توازنها بعد التراجع الحاد ، من المراكز العشرة الأولى بالتصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات إلى المركز 30، باتت تواجه ما يمكن أن يطلق عليه "لعنة شتوتجارت"، نظرا للكبوات المتكررة التي تعرضت لها في بطولة شتوتجارت (جائزة بورش الكبرى) التي تعد أكبر بطولة تنس في ألمانيا.
فقبل أربعة أعوام ولدى عودتها من الإصابة بكسر في القدم، تقدمت بتكوفيتش على البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا 6 / 2 و4 / 4 ثم سقطت مصابة بتمزق في أربطة الكاحل لتغيب بعدها عن الملاعب نحو خمسة أشهر، وهو ما شكل واحدة من أصعب الأزمات المتعلقة بالإصابات في مسيرتها الاحترافية.
وفي الدور الثاني من بطولة شتوتجارت، تقدمت بتكوفيتش على البولندية أجنيسكا رادفانسكا المصنفة الثانية على العالم 6 / 1 في المجموعة الأولى لكن مع بداية المجموعة الثانية، سقطت بتكوفيتش أرضا مرتكزة على الجزء السفلي من ظهرها.
ومع استعادة ذكريات ما حدث في بطولة 2012، شعر مرافقو بتكوفيتش بصدمة ولم ينتظر والدها زوران في الملعب لمشاهدة المجموعة الثالثة الحاسمة للمباراة، فرغم أن ابنته تمكنت من مواصلة اللعب بعد التوقف وتلقي العلاج، لم تنجح سوى في الفوز بثلاثة أشواط أخرى أمام منافستها البولندية.
وكشفت بتكوفيتش أنها نجحت في الهروب من تذكر اللحظات المؤلمة لإصابتها بكسر في فقرات الظهر خلال بطولة أستراليا المفتوحة عام 2012، ولكن الضرر وقع عليها بالفعل عندما أثر السقوط عليها ذهنيا.
وقالت بتكوفيتش مازحة "لن أجيء إلى هنا مجددا"، ثم واصلت حديثها بجدية قائلة "لعبت أفضل مجموعة لي في العام الحالي لكن السقوط على ظهري غير الوضع بعدها. فقد لعبت بحذر أكبر. أنا محبطة للغاية."
وخاضت بتكوفيتش بطولة شتوتجارت بعد مشاركتها في مواجهة رومانيا ببطولة كأس الاتحاد لفرق تنس السيدات التي شهدت خسارتها أمام سيمونا هاليب في مباراة من ثلاث مجموعات، ثم فوزها على مونيكا نيكوليسكو في مباراة ماراثونية.
وقالت بتكوفيتش "ربما هذا ليس من قبيل الصدفة. هو أمر ذهني، لا يمكنني شرحه. ربما كنت مجهدة بعد المباريات الطويلة في كأس الاتحاد.. كل شيء كان على ما يرام في البداية. لكن هذه الاشياء تحدث عندما تكون مجهدا."
وتعد إقامة بطولة شتوتجارت عقب منافسات كأس الاتحاد بمثابة معضلة أمام لاعبات ألمانيا في كل عام، ولم تستبعد بتكوفيتش الاكتفاء بالمشاركة في إحداهما مستقبلا.
وحققت بتكوفيتش انتصارا واحدا فقط في بطولة شتوتجارت منذ إصابتها في نسخة عام 2012، وكان أمس الأول الأربعاء أمام كريستينا ملادينوفيتش، علما بأنها خسرت في الدور الأول في كل من البطولات الثلاث السابقة لشتوتجارت هذا الموسم رغم وصولها إلى الدور قبل النهائي ببطولة قطر في وقت سابق من الموسم.
وما ضاعف ألام بتكوفيتش إثر الهزيمة في مباراة أمس، هو أنها اعتقدت أنها حققت خطوة كبيرة من خلال عروضها الجيدة في كأس الاتحاد.
وقالت بتكوفيتش "قدمت كل ما لدي. إنه أمر مخزي لأنني أقدم مستويات جيدة."
ورغم أنها أبدت عدم اهتمامها بشكل كبير بالتصنيف، تدرك بتكوفيتش التي وصلت إلى قبل نهائي فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) عام 2014 أنها بحاجة إلى التطور وتحسين النتائج من أجل العودة إلى مكانتها السابقة.
وأتمت بتكوفيتش "يجب أن أحقق نتائج جيدة. لا يفترض أن أواصل الهزيمة في الدور الأول أو الثاني. بالطبع أرغب في الفوز بالبطولات."