لندن - المغرب اليوم
اُستدعي الجيش البريطاني لمساعدة المئات من سائقي المركبات الذين علقوا في الطرقات التي أغلقها هطول ثلوج كثيفة، مع استمرار موجة البرد وتساقط الثلوج التي غطت بريطانيا ومعظم البلدان الأوروبية التي شهدت مقتل 55 شخصاً على الأقل من جراء ما سمي «الوحش القادم من الشرق».
ونشر الجيش البريطاني، أمس، عدداً من وحداته في وسط وغربي إنجلترا للمساعدة في الحد من تداعيات أسوأ موجة صقيع تضرب البلاد منذ العام 1991. وأوردت وكالة أسوشيتد برس، أن الجنود ساعدوا في نقل الطواقم الطبية إلى المستشفيات.
كما أنقذوا أشخاصاً علقت مركباتهم في الثلوج. وأرسل الجيش 20 جندياً و10 مركبات دفع رباعي إلى مقاطعة شروبشير غرب إنجلترا، وأرسلت قوات المارينز الملكية معدات إلى مقاطعتي ديفون وكورنوول بعد أن طلبت الشرطة المساعدة.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: «هناك 3 فرق بريطانية على أهبة الاستعداد القصوى للاستجابة للطوارئ البريطانية بما في ذلك دعم السلطات المحلية». وأفادت مصادر إعلامية بأن العاصفة القوية التي وصفت بـ«وحش الشرق» أدت إلى مقتل 9 أشخاص، بينهم طفلة في السابعة. وقتلت الطفلة في بمقاطعة كورنوول بجنوب غرب انجلترا، في حادث اصطدام سيارة بمنزل جراء انزلاقها بسبب الثلوج.
وأدى اجتياح عواصف ثلجية قادمة من سيبيريا إلى إغلاق طرق ومطارات وإلغاء 350 رحلة جوية في مطار هيثرو أكبر مطارات أوروبا، إلى جانب تعطل حركة قطارات. وواجه الكثيرون يوما رابعا من الإرباك، مع إلغاء حركة عدد من القطارات والرحلات الجوية، وإغلاق آلاف المدارس.
وقال وزير النقل كريس غرايلينغ «هذا طقس غير معتاد على الإطلاق.. إنه شيء يحدث بندرة شديدة في هذا البلد».
ونشرت شرطة اسكتلندا صورة عبر «تويتر» لسيارة دورية بجوار تل جليدي بارتفاع سيارة تقريباً كي توضح للسائقين سبب ضرورة بقائهم في منازلهم، وأضاف المنشور «من فضلكم تجنبوا هذه المنطقة». وتقطعت السبل بمئات المسافرين الذين قضوا الليل في قطارات تراكمت الثلوج على سككها. وأعلنت الشرطة عن وقوع حادثين كبيرين في هامبشير وأفون وسومرسيت، حيث تسببت العواصف الثلجية في قطع الطرقات.
واستخدمت قوات عسكرية في أدنبرة باسكتلندا للمساعدة في نقل نحو 200 من العاملين في وحدات علاج الطوارئ والحالات الحرجة وإعادتهم من نوبات عملهم في اثنين من المستشفيات.
وتواصل الطقس القارس تسبب في الكثير من الاضطراب في الحياة اليومية في معظم بلدان أوروبا، التي شهدت مقتل 55 شخصا على الأقل جراء الطقس المتردي ودرجات الحرارة المنخفضة هذا الأسبوع.
وقد عُلق معظم الرحلات الجوية ورحلات وسائل النقل البرية في إيرلندا، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من مئة ألف منزل وشركة. وأغلقت البورصة الأيرلندية أبوابها وكذلك كل المدارس ومعظم الإدارات الحكومية في ظل بقاء الإنذار عند المستوى الأحمر وهو أعلى درجات التحذير.
وواجه عدد من البلدان الأوروبية الأخرى اضطرابات في مسار حياة الناس اليومية جراء الثلوج والجليد. وارتفعت حصيلة القتلى في بولندا التي طلبت السلطات من الناس إبلاغها في حال رؤية أي شخص ينام في الشوارع.
وقد امتدت موجة الطقس القارس القادمة من سيبيريا حتى المناطق ذات الجو المعتدل في أجزاء أوروبا الجنوبية المطلة على البحر المتوسط. كما أصدرت السلطات المسؤولة عن شبكات إمداد الغاز والكهرباء الوطنية تحذيرات مشابهة، من بينها أول تحذير منذ ثماني سنوات بشأن احتمال وقوع شح في إمداد الغاز، بيد أن هذا التحذير سحب لاحقا.