دمشق-سانا
يولد بعض الأطفال مع عيب خلقي يمنع وصول الطعام لمعدتهم ويهدد حياتهم في حال تأخر العلاج وتقدر احصائيات طبية نسبة انتشار هذا التشوه الذي يسمى “رتق المريء” بنحو طفل لكل 4 آلاف وليد.
ويحدث “رتق المريء” نتيجة عدم نموه بشكل سليم حيث يكون الجزء العلوي منه مسدودا والسفلي مرتبطا مباشرة بالقصبة الهوائية ما يعني أن الغذاء لن يمر من الفم إلى المعدة.
ويكتشف التشوه بعد الولادة فورا عبر الفحص السريري ثم التنظير أو الصورة الظليلية حسب طبيب الأطفال الدكتور جابر محمود الذي يشدد على أنه وبعد تثبيت التشخيص يجب اتخاذ قرار العمل الجراحي خلال أيام قليلة وإلا “تكون حياة الطفل مهددة”.
وتعود أول محاولة لاصلاح المريء إلى أكثر من 80 عاما شهدت خلالها تطورات كبيرة في التقنيات التشخيصية والجراحية والتخدير وفقا لـ محمود الذي يوضح أن اختيار التقنية الجراحية المناسبة يحدد بناء على التشوهات المصاحبة لرتق المريء فغالبا ما يترافق الأخير مع اصابة قلبية وكلوية وغيرها.
ويشير طبيب الأطفال إلى ضرورة تحضير الوليد قبل الجراحة عبر تأمين طريق هوائي للتنفس ووضع اماهة وريدية والتزويد المستمر بالاوكسجين والسحب المستمر للمفرزات وإبقاء رأس الطفل مرفوعا ومنحه الصادات الحيوية بشكل وقائي وتستكمل هذه الاجراءات بعد الجراحة مع الانتباه لتأمين التغذية المناسبة للطفل ومراقبة أي اختلاطات كالاسهالات والانتانات وانسداد المريء.
ومن الاختلاطات الشائعة لجراحة رتق المريء كما يبين محمود تضيق المريء ويكون العلاج بتوسيعه محذرا من تأخر التدبير الذي يؤدي إلى إصابة الوليد بذات الرئة ونقص الوزن وفشل النمو واطالة فترة العلاج لعدة سنوات.
يذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت عدة تطورات بخصوص علاج “رتق المريء” حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الامريكية على تقنية غير جراحية تقوم فكرتها على إدخال قسطرتين واحدة عبر الفم والأخرى عبر المعدة ينجذبان لبعضهما من خلال نهايات مغناطيسية لتغلق الفجوة ويشكلان اتصالا بمجرد إزالة القسطرة ويتمكن الوليد بعدها من الرضاعة عن طريق الفم كما أعلن العلماء بداية العام الجاري عن جهاز صغير يعلق على المريء عن طريق حلقتين يتضمن محركا يحفز الخلايا على النمو في الأعضاء الداخلية التالفة.