القاهرة ـ أ.ف.ب
يقدم الفنان نور الشريف على الشاشة الرمضانية هذا العام مسلسل "خلف الله"، مؤديا دور شيخ يستخدم الرقية في علاج المرضى واخراج الشياطين منهم، الى جانب قدرته على استشراف المسقبل، في دور اثار جدلا على غرار دوره في "الحاج متولي". ويقدم هذا العمل، ولكن بشكل مختلف، شخصية رجل الدين التي تظهر في غالبية المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان الجاري. وفي هذا المسلسل، يعود نور الشريف ليقدم شخصية غابت طويلا عن الدراما المصرية في التلفزيون والسينما، وهي شخصية معالجة الناس بالرقية وقراءة القران. وسبق ان ظهرت هذه الشخصية في الدراما المصرية، تارة على انها شخصية صالحة، وفي كثير من الاحيان على انها شخصية محتال. لكن يبدو ان نور الشريف اختار تقديمها بصورة جديدة، تظهر ان هذه المقدرات هي هبة من الله جعلته يتمكن من استشراف مستقبل عائلته. فقد رأى حلما ينبؤه بموت زوجته وابنائه الثلاثة احتراقا، ويحاول منع ذلك من التحقق، الا ان القدر يكون اقوى، فيلقى افراد عائلته مصيرهم احتراقا. ويدفعه ذلك الى ترك عمله كمهندس ومستثمر اراض في قريته ويهيم على وجهه في الريف المصري. وعلى مدى 12 حلقة من المسلسل عرضت على الشاشة الصغيرة، يقوم الفنان نور الشريف بعلاج عدة أشخاص عن طريق الرقية ومصارعة الشياطين التي تسكنهم، فيشفي ابن عمدة احدى القرى، وخلال علاجه الابن يشفي ايضا عاملة في المنزل من خلال القراءة والرقية. بعد ذلك، تطير شهرته في القرى والبلدات المجاورة، فيخطفه احد الاثرياء لمعالجة ابنة شقيقته المريضة نفسيا، فيعود لمصارعة الجن ويعترف بعدم قدرته على علاجها الا اذا تزوجها وبعد زواجه منها يخلصها من الجن الذي تلبسها ثم يطلقها. ومن ضمن الخوارق التي يصورها المسلسل، ايذاؤه بمجرد النظر ضابطا اهانه، وغيرها من الامور. وقد اثارت شخصية نور الشريف هذه حوارات وجدالات تماما كما جرى عندما قدم قبل سنوات شخصية الحاج متولي. ويعتبر الناقد طارق الشناوي ان تقديم نور الشريف لشخصية الشيخ خلف مرده الى ان "النجاح الكبير الذي حققه الفنان يحيى الفخراني في مسلسل +الخواجة عبد القادر+ الذي عرض العام الماضي وقدم فيه الفخراني شخصية صوفية غربية اعتنقت الاسلام". وقد لاقت هذه الشخصية نجاحا واسعا لاسيما لما ميزها من الحب والتسامح والقدرة على محاورة الاخر بكل سمو، بحسب الناقد. ويرى الشناوي ان "محاولة المحاكاة" هذه "افلتت من نور الشريف، و"اصبحنا أمام شخصية تعيدنا الى القرون التي تجاوزها العلم". ويعقد الناقد مقارنة بين خيار نور الشريف في هذه الشخصية التي تصارع الشياطين وتقرأ المستقبل، وبين دوره في شخصية ابن رشد في فيلم المصير، مع المخرج الراحل يوسف شاهين. ويقول "لقد نادى نور الشريف في ادائه دور ابن رشد بالعلم (..) مجسدا شخصية ادت دورا تنويريا ساهم في التمهيد للنهضة الاوروبية التي تؤثر على مسار عالمنا المعاصر".