الكويت ـ خالد الشاهين
أراد مخرج مسلسل "دهشة" شادي الفخراني، تنفيذ رؤيته الخاصة في تصوير أحداث المسلسل، حيث تم إنشاء أستوديو خاص في قرية ما في منطقة صحراوية نائية، ستجري فيها إحداث مسلسل "دهشة"، والتي لم يستعن مخرجها بما هو متوفر من ديكورات ريفية في مدينة الإنتاج الإعلامي من أجواء شبيهة، إنما أراد تنفيذ رؤيته الخاصة، فكان الريف هوية للمكان، وهو ما اضطر الممثلين للخضوع لدورات لتعلم اللهجة الصعيدية وإتقانها بشكل صحيح فيما كانت تكلفة الإنتاج تقدر بـ30 مليون جنيه مصري.وإذا أردت الاستمتاع بعمل جميل تتكامل به عناصر عرض المسلسلات التلفزيونية فالجأ إلى الفخراني حيثما يكون، من أداء تمثيلي فذ، وقدرات متجددة على التعبير بطاقات الإيماء والإيحاء وتلون الصوت ورشاقة حركة الجسد.
"دهشة" مسلسل من قلب الصعيد الذي برع فيه، من صلب الواقع المصري، حيث يتحكّم الطمع بالناس، فيتقاتل الأبناء على ثروة الأب، ولا يتوانى الأشقاء عن رسم المخططات والمؤامرات ضد بعضهم، بهدف الاستيلاء على الأموال، وعن عقوق الوالدين.أدوار الرجل الصعيدي برع فيها الفخراني فيما مضى، إلا أنه في هذه المرة يقدم أداء يشبه عشقه لكتابات شكسبير فقصّته مأخوذة من أجواء المسرحية العالمية الشهيرة "الملك لير" للكاتب الانكليزي شكسبير التي عولجت مراراً في السينما العالمية والعربية، لكنها ستكون مع الفخراني أكثر عمقاً وجمالاً وإحساسًا بتفاصيل آلام الحياة، لتأتي منسجمة مع طبيعة البيئة الصعيدية، وجاءت كادرات المخرج شادي يحيي الفخراني لتعبير بالضوء والظل عن قوى الخير القليل والشر الكثير.
تتماهى الأحداث فترصد بخطوط دراميه حكاية الأب الصعيدي واسمه الباسل، وهو رجل ثري، وأب لثلاث بنات، يقرر وهو على قيد الحياة توزيع كل ما يملكه من أموال وعقارات عليهن، لكنه يكتشف متأخراً أنه ارتكب خطأ جسيماً بهذا التصرف، إذ يجد قسوة معاملة البنات وجحودهن، ومحاولاتهن الاستئثار بالميراث، ورميه في الشارع.سيعاني الوالد الباسل الذي يخزن في دمه ارث الصعيد بكل قيم التواصل والتراحم، فما يجده من بناته «رابحة» (حنان مطاوع) «نعمة» (يسرا اللوزي) و«نوال» (سماح السعيد) سلوكيات لا علاقة له بالبيئة الريفية في الصعيد يكشفن عن طمعهن عندما تضعن أيديهن على الميراث، فما الذي يجري في بيته ومجتمعه؟.