لندن ـ كارين اليان
يعقد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل اجتماعًا رفيع المستوى للقادة العسكريين، اليوم الاثنين؛ لمناقشة التغيُّرات المناخيّة، كما تعهد البنتاغون بالتغلّب على التغيُّرات في نظم العمليات والمعسكرات لمواكبة خطر ارتفاع منسوب البحار والجفاف والكوارث الطبيعيّة الناتجة عن تغيّر المناخ.
وكتب هيغل اليوم في مقدمة تقريره إلى البنتاغون: "تغيُّر المناخ سيؤثر على جيشنا وطرق تنفيذ المهام العسكرية، فلنأخذ بعين الاعتبار أثار تغيُّر المناخ في لعبة الحرب وسيناريوهات خطط الدفاع".
وقد رأى مخططو البنتاغون الاستراتيجيون منذ سنوات أنَّ تغيُّر المناخ يمثل "تهديد مُضاعف"، إلى جانب تفاقم الصراعات القديمة واندلاع اشتباكات جديدة؛ بسبب الهجرة ونقص الغذاء والموارد المائية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وتمهيد الطريق أمام التحديّات العسكرية الجديدة في القطب الشمالي.
ولكن تقرير اليوم، الاثنين، حول تغيُّر المناخ من تهديد مُحتمل إلى عامل مباشر في توسيع نطاق القرارات التنفيذية والميزانية.
كما صرّح الرئيس التنفيذي للمجلس العسكري الاستشاري الذي يضمّ مجموعة من الرؤساء السابقين وضباط رفيعي المستوى، شيري جودمان، والتي تدرس الأمن القومي الأميركي بأنه "أصبح حقيقًا أنَّ تغيُّر المناخ أصبح خطرًا مؤكدًا ونحتاج إلى إعداد خطط وبرامج وميزانية لذلك الخطر الآن وفي المستقبل".
كما كشف التقرير عن الاجتماع بأكثر من 30 وزير للدفاع من الأميركتين وأوروبا كما عزمت أميركا على اتّخاذ دور القيادة في مفاوضات المناخ الدولية في ليما في كانون الأول/ ديسمبر المُقبل.
وتضمّ تلك القرارات ألعاب الحرب وممارسة التمارين وقرارات الشراء بالظروف الطبيعية مثل ارتفاع مستوى البحر والموجات الحرارية والجفاف.
وأضافت غودمان أنّ القوات البحرية اختبرت جهاز السونار والنظم الأخرى وفقًا لكمياء المحيطات المتغيرة، كما يجب على قوات الجيش التكيّف على درجات الحرارة المرتفعة.
وأوضح التقرير أنَّ المعسكرات الأميركية والعاملين بها تعرضوا لتغيُّر المناخ، وغمرت المياه طرق هبطون في منطقة فيرجينيا التي تشمل أكبر تجمّع للقوات الأميركية أثناء التيارات الشديدة والعواصف، ويعتقد أنَّ مستوى البحر سيزيد بمقدار 1.5 قدم خلال العشرين سنة المُقبلة.
وفي الوقت ذاته، تأقلمت القواعد العسكرية في الغرب الجنوبي مع نقص الماء والكهرباء في ظلّ الجفاف المتكرر، ونقلت مواقع المعسكرات الواقعة في القطب الشمالي بسبب ذوبان الجليد، كما أنَّ هذا الذوبان قد أدى إلى تغيُّر متطلبات القوات البحرية.
وصرّح المسؤولون أنَّ البنتاغون لا يُخطّط لنقل القواعد العسكرية، وأنَّ الجيش بالفعل أحضر أكياس الرمل وحرّك المولدات من المناطق المنخفضة.
وأضاف التقرير أنَّ القوات من الممكن أنَّ تتعرض لخطر الإصابة بالأمراض المُعدية التي تنتشر بسرعة في درجات الحراراة المرتفعة.
وجاء في تصريحات هيغل للصحافيين، نهاية الأسبوع، أنَّ البنتاغون توقّع زيادة البعثات الإنسانية بسبب الكوارث الطبيعية والمجاعات المتكررة، مضيفًا: "شاهدنا ذوبان منطقة القطب الشمالي مما يعني ظهور مممرات مائية جديدة، نحن نعلم أنَّه يوجد هنا الكثير من المعادن والثراوت الطبيعية بخلاف البترول والغاز الطبيعي هناك، وهذا يعني أنَّ الدول ستتنافس من أجل الحصول على الموارد الطبيعية، فعلينا أنَّ نتدبر الأمر في ظلّ هذه الظروف والواقع الجديد الذي يُنذر بتهديدات محتملة".
وطلب الكونغرس من البنتاغون للمرة الأولى في العام 2007 بدمج خطة تغيُّر المناخ في خطة الأمن طويلة المدى، ولكن أعضاء الكونغرس رفضوا إعاقة الجيش ومنعه من التحضيرات لمستقبل أفضل.