تطوان - المغرب اليوم
واقعة لم تشهدها تطوان منذ 1996 حينما انقطع الكهرباء على المدينة بأكملها. كان فصل صيف ووصل الضغط على الكهرباء أعلى مستوياته، لينقطع الكهرباء على المدينة لمدة ليست بالقصيرة. نفس المشهد يتكرر لكن هذه المرة في عز فصل الشتاء، وبشكل أوسع حيث شمل الانقطاع أيضا مرتيل والمضيق والفنيدق. كانت ليلة باردة كباقي ليالي دجنبر ولم يكن هناك أي ضغط على المحول الكهربائي الرئيسي للمدينة، ليخبو فجأة وهج مصابيح المدينة وكل البيوت.
كانت الساعة تقارب عقاربها منتصف الليل وبضع دقائق. المواطنون الذين لم يناموا بعد جلسوا أمام شاشات التلفاز. عدد آخر منهم كانوا بالمستشفيات والمصحات، وآخرون كانوا في ليلة العمر يزفون عروسا وعريسا، وكذلك عمال مداومون بمعامل المنطقة الصناعية يكسبون قوت يومهم، كل هؤلاء فاجأهم انقطاع الأنوار، اعتقد كل منهم أن الأمر يتعلق فقط بالمنطقة التي يوجد بها، لكن المدينة كلها كانت غارقة في الظلام.
لم يصدق أحد ما حدث وبدأ الخوف يتسلل إلى قلوب الكثيرين الذين ربطوا انقطاع الكهرباء بوقوع كارثة طبيعية ما. فيما تخوف آخرون من أن تكون المناسبة سانحة للصوص وقطاع طرق لاستغلالها في الاعتداء على من مازالوا بالخارج، خاصة وأن عددا من قاعات الأفراح كانت ليلتها تحتضن أعراسا، واضطر الجميع للبقاء بها لحين عودة التيار الكهربائي ساعات في أعقاب انقطاعه.
الجواب كان بمدخل تطوان وبالضبط بمركز “الرومانة” بطريق طنجة، حيث كانت النيران ملتهبة، وتلتهم المحول الرئيسي الذي يوزع التيار الكهربائي على أربع محولات صغيرة. النيران التي اشتعلت فجأة خلقت الرعب في نفوس السكان المجاورين للمحول، قبل أن يحل جل مسؤولي المدينة بعين المكان، من سلطات وأمن ومسؤولي الشركة المعنية أمانديس. كل ذلك إضافة لعناصر الوقاية المدنية الذين بذلوا الجهد الجهيد لإخماد تلك النيران، حيث صارعوها في ظل خطورة كبيرة بسبب الكهرباء، ولم تتم السيطرة على الحريق إلا في حدود الثالثة صباحا.
عودة التيار الكهربائي تدريجيا للمدينة، كانت انطلاقا من بعض المحولات الاحتياطية التي بدأ العمل بها، وهي حسب بعض المصادر فقط احتياطية مما يتطلب تدخلا استعجاليا لإصلاح المحول الرئيسي، وإلا ستبقى الانقطاعات سيدة الموقف بين الفينة والأخرى.
الشرطة العلمية فتحت تحقيقا في الموضوع لمعرفة سبب الواقعة ونفس الشيء بالنسبة لشركة أمانديس، التي قال مصدر منها إن خبراء متخصصين سيصلون في أقرب وقت ممكن، لدراسة ومعرفة ما حدث وكذلك التدخل لإصلاح الأعطاب الجسيمة التي لحقت بالمحول. في وقت لم تقدم أي جهة مقدار الخسائر المادية التي خلفها الحريق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر