تطوان
شيّع قساوسة كنيسة "سيّدة الانتصارات"، أمس السّبت بتطوان، جثمان القسّ الإسبانيّ الرّاحل أنطونيو ألكادي فرانسيسيانو نحو مثواه الأخير بالمقبرة المسيحيّة بالمدينة، بعد حفل تأبين حضره مسيحيّون إسبان مقيمون بالمغرب وعدد من مهاجري دول جنوب الصّحراء، إلى جانب ممثّلين عن هيئات مدنيّة وحقوقيّة وإعلاميّة وثلّة من الفعاليّات الفنّية والثّقافيّة.
وقال مروان بنفارس، ناشط حقوقيّ وطالب باحث في ماستر "سوسيولوجيا التّنميّة المحلّيّة"، في تصريح لهسبريس، إنّ حضور فعاليّات تطوانيّة من مختلف المشارب للمراسيم "هو تجسيد لقيم التّعايش الّذي كان يسود بين المسيحيّين الّذين عاشوا بالمدينة في مرحلة من المراحل، وبين أغلبيّتها المسلمة"، معتبرا أنّ حضور الكنيسة لأكثر من قرن بالنّسيج الثّقافيّ للمدينة "يعدّ شاهدا معماريّا على هذا التّعايش".
ووصف بنفارس الأصوات المستنكرة لتعاطف فعاليّات بالمدينة مع القسّ الّذي لقي حتفه متأثّرا بالإصابات الّتي تعرّض لها إثر سقوط باب حديديّ حديث الإنشاء عليه بالكنيسة، الخميس المنصرم، بـ"المتطرّفة"؛ "وهي للأسف ثمرة ثقافة أصوليّة دخيلة، استثمرت فيها دول البيترودولار من خلال شيوخها وكتيباتها"، يقول المتحدّث ذاته.
من جانبه، اعتبر حسن اقبايو، رئيس جمعيّة الكرامة للدّفاع عن حقوق الإنسان، القّس الرّاحل أحد وجوه المدينة الّتي يشهد لها بأعمالها الجليلة على مستوى الخدمات الاجتماعيّة، "سواء لفائدة مهاجري دول جنوب الصّحراء، أو لشريحة واسعة من ساكنة المدينة الّتي كانت تستفيد من تعلّم الخياطة والطّبخ و اللّغات بالمركز التّابع للكنيسة"، مشيرا إلى أنّ "القيم الإنسانيّة هي المشترك بيننا"، مضيفا أنّ "ما قدّمه القسّ لأهالي المدينة المسلمين،لم يقدّمه هؤلاء المنتقدون مجتمعون، ومعهم شيوخهم".
وفي السّياق ذاته، استحضر عدنان المناصرة، المدوّن والنّاشط الجمعويّ، قصّة معروفة للرّسول مع جاره اليهوديّ، ليؤكّد أنّ تقاسم فعاليّات تطوانيّة لمشاعر الحزن على الفقيد "هي مسألة محمودة، وتعكس قيم الإسلام الحقّة" يضيف المتحدّث الّذي شدد على أنّ هذه المبادرة تجسّد "قيم التّعايش والتّسامح، الّتي كانت أبرز سمات تطوان المعروفة بهذا الانفتاح الثّقافيّ لتعدّد روافدها"، مبديا تأسّفه لغياب جماعة تطوان عن الحدث المؤسف، "باعتبارها ممثّلة السّاكنة"، وفق تعبير المناصرة.
قد يهمك أيضا :
قلق بين مسؤولي تطوان بسبب تأخر زيارة العاهل المغربي
أوجار يستشهد بالشاعرين الفرزدق والمتبني في تأبين عمر بوعيدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر