الرباط_ المغرب اليوم
نظّم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع الجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، يوما دراسيا حول موضوع “السيدا وحقوق الإنسان” في مدينة تطوان.
هذا اللقاء كان مناسبة لتسليط الضوء على مدى انتشار هذا الداء بالمغرب بصفة عامة وبجهة طنجة تطوان الحسيمة بصفة خاصة، كما جرى تسليط الضوء على الأساليب الوقائية الجديدة، وتمت المطالبة بتحيين المنظومة القضائية من أجل حماية المصابين بهذا الداء وعدم الحكم بالعقوبات السالبة للحرية بالنسبة إلى الحاملين للفيروس، وذلك تفاديا لإمكانية نقله إلى المؤسسات السجنية.
وفي هذا الإطار، دعا الفاعل الحقوقي الحبيب حاجي إلى ضرورة توفير الحماية اللازمة للمصابين بهذا الداء، مشددا على أهمية عدم عزل المرضى عن المجتمع وضرورة المصاحبة الاجتماعية والنفسية لهم. كما أكد المتحدث ذاته على أهمية المحاربة الصارمة لتجارة المخدرات التي تعدّ من بين أهم الأسباب التي تعرض المدمنين للإصابة بهذا المرض.
ومن جهة أخرى، أكد إدريس اليازمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من خلال الرسالة التي بعثها إلى المشاركين في هذا اليوم الدراسي، أن القضاء يجب أن يلجأ إلى الحكم بالتدابير الوقائية تجاه المجرمين المصابين بهذا الداء من أجل حماية السجناء من احتمال انتقال العدوى إليهم.
واعتبر المسؤول ذاته أن المصاب بالمرض يحتاج في المقام الأول إلى التكفل والوقاية والعلاج، قبل الإقدام على وسائل العقاب والزجر؛ لأن هذه الأخيرة ستكون لها عواقب وخيمة. ثم دعا في النهاية إلى ضرورة إصلاح منظومة العدالة بكيفية تكفل التقليص من إمكانية انتشار هذا الداء، وبكيفية تعطي للحريات المكانة اللائقة بها.
وأعقبت هذه التدخلات مداخلة الدكتور محمد الخماس، عضو الجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا، الذي أكد على أهمية الوقاية المركبة للقضاء على هذا الداء ما دام أن الطرق التقليدية أبانت عن محدوديتها، معتبرا أن الوسائل العلاجية الجديدة أثبتت أن داء “السيدا” لم يعد ذلك المرض القاتل كما كان في السابق، لأن المريض يمكن أن يتعايش اليوم مع مرضه إذا قام بالتشخيص المبكر قبل أن يتحول الفيروس إلى داء يقوم بتدمير الجهاز المناعي للمريض، حيث إن الأدوية المتمثلة في المضادات القهقرية تجعل الفيروس يختفي ويصبح كامنا ويعجز عن مواصلة أساليبه التدميرية لجهاز المناعة.
كما اعتبر المتحدث أن العلاجات الجديدة تكفل القضاء على الفيروس بكيفية نهائية بعد الإصابة شريطة ألا تتجاوز المدة الزمنية للإصابة 48 ساعة، كما يمكن تلافي الإصابة بالفيروس إذا جرى تناول علاج مضاد قبل القيام بعملية جنسية مع مصاب بالفيروس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر