فنانو الروك السوريون ينعشون الساحة الموسيقية في لبنان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

فنانو الروك السوريون ينعشون الساحة الموسيقية في لبنان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فنانو الروك السوريون ينعشون الساحة الموسيقية في لبنان

فرقة طنجرة ضغط السورية
بيروت - أ.ف.ب

يضفي عازفون ومغنون سوريون فروا من سورية المدماة بالحرب نفحة من الانتعاش على الساحة الموسيقية اللبنانية المتأثرة بالموسيقى الغربية الى حد كبير، فيقدمون على مسارحها الصغيرة وفي مقاهيها موسيقى روك حديثة مستقاة من تراث عربي جميل.

وتستضيف بيروت عشرات الفرق والفنانين المستقلين الذين يؤدون اغاني مؤثرة، حزينة احيانا يغرفونها بمعظمها من مأساة بلادهم المستمرة منذ اربع سنوات، امام جمهور متزايد يطارد كل جديد في مجال الفن.

ويتدرب عضوان في فرقة "خبز دولة"، وهي فرقة للروك البديل كانت مستقرة في دمشق، في شقة في بيروت على عمل من تأليف الفرقة. في المكان، ملابس معلقة في انتظار ان تجف بعد الغسيل وكرات من الصوف واكواب فارغة من الشاي.

وتقول كلمات الاغنية وهي بعنوان "عايش" التي يؤديها قائد الفرقة أنس المغربي باحساس كبير وباللهجة السورية "لساتك عايش تحت الحصار، بتحاول تركز بركي بتفهم شو اللي صار... حبّيت وتربيت، شقا عمرك حطيتو ببيت، وهلأ طار البيت".

ثم يضيف "معقول؟ لساتك عايش؟".

ويعيش الاف السوريين في مناطق محاصرة لا سيما من قوات النظام، ويعانون من نقص فادح في الادوية والمواد الغذائية، ما تسبب بوفاة المئات منهم.

وتسببت الحرب الاهلية في سوريا بمقتل اكثر من 220 الف شخص ودفعت اكثر من نصف السكان الى النزوح الى دول الجوار، لا سيما لبنان.

ويروي الفنانون السوريون في اغانيهم التحديات اليومية والضغوط الاجتماعية، لكن كثيرين ايضا يصفون ما مروا به خلال وجودهم في بلدهم بعد اندلاع النزاع.

ويقول اعضاء فرقة "خبز دولة" ان اول اصداراتهم الذي اطلقوه في كانون الاول/ديسمبر، تضمن رواية شاب ل"ما حصل في سوريا". ويقول المغربي "كتبنا كلمات الاغاني وكأننا نخبر القصة لصديق".

ويضيف ان لديهم وزملائه الكثير ليرووه عن الحرب في سوريا التي نزحوا منها في 2013، سنة بعد مقتل احد اعضاء الفرقة.

ولم تكن الفرقة معروفة على نطاق واسع في سوريا، لكنها شهدت انطلاقة جديدة في ظل الامن الذي قدمته لها بيروت.

ويضيف قائد الفرقة "ابرز ما ساعدنا على الانطلاق مجددا كان وجودنا هنا. بعد وصولنا الى بيروت، معظم المشاكل انتهى".

في بيروت، بدلا من العنف المتزايد، فتحت لهم ابواب الاستوديوهات وفرص تقديم العروض وابراز موهبتهم.

ويقول عازف الغيتار في الفرقة بشار درويش "عندما وصلنا الى بيروت، ووجدنا ان لا ضغوط هنا، قررنا ان نستفيد من ذلك. كل ما لم نحصل عليه في سوريا، اردنا تحقيقه هنا".

واقام الموسيقيون السوريون اتصالات مع منتجين ومخرجي افلام واصحاب صالات عرض وممولين.

هكذا التقى اعضاء فرقة "طنجرة ضغط" اثناء قيامهم بتمرينات داخل غرفة حولوها الى استوديو في بيروت اللبناني، رائد الخازن احد جيرانهم الذي سمع صوت موسيقاهم وقدم لتهنئتهم.

ويقول الخازن ان زيارته شكلت مفاجأة لاعضاء الفرقة الذين ظنوا اولا انه سيطلب منهم خفض صوت الموسيقى لعدم الازعاج. لكنه في الواقع، تحول الى منتج لموسيقاهم.

ويقول الخازن "الفرصة التي حصل عليها هؤلاء الشبان هنا، لم يكونوا ليحصلوا عليها بتاتا في سوريا"، مضيفا "الساحة اللبنانية اعطتهم الحرية ليعبروا عن انفسهم، لانهم اكثر من منفتحين، ولاننا نصغي، ولان لدينا صالات وامكنة يمكنهم ان يقدموا فيها عروضا".

وثمة الكثير من الفرق السورية التي تقدم عروضا اليوم في مسارح لبنانية صغيرة لها جمهورها الذي يشجعهم ويصفق لهم.

ويقول العازف في فرقة "طنجرة ضغط" طارق خلقي "الجمهور ساعدنا كثيرا، لانه مستعد لدفع ثمن بطاقة من اجل مشاهدة اشخاص يكتبون اغانيهم ويلحنونها لانفسهم".

ويقول مغني الفرقة وواضع الاغاني خالد عمران من جهته "التقينا عددا كبيرا من الاشخاص الذين فتحوا لنا آفاقا، فقلنا لانفسنا: لم لا؟"

ويرى المدير الفني في مسرح "مترو المدنية" هشام جابر ان الفنانين السوريين أنعشوا المسارح الصغيرة المقصودة من جمهور ضيق والتي لا تحقق ارباحا على نطاق واسع.

ويتابع "اليوم، هناك حركة، هناك حياة، وهناك فرق لبنانية سورية مختلطة".

ويشير الخازن الى ان هذا التأثير الايجابي يأتي من الرابط القوي بين الموسيقيين السوريين والموسيقى الشرق اوسطية التقليدية.

ويضيف "هذا ما يعطي موسيقاهم العمق الذي لا يمكن ايجاده في مكان آخر. (...) الطريقة التي يقاربون بها الموسيقى والفن والالات الموسيقية يجب ان تصبح مثلا يحتذى للبنانيين".

ويقول المغربي ان هذه العلاقة الفنية قربت الى حد ما سوريا ولبنان، البلدين اللذين عانا من علاقات مضطربة على مر سنوات طويلة، في وقت يترك النزاع السوري تداعيات سلبية كثيرة على البلد الصغير المجاور الذي يستضيف اكثر من مليون لاجىء سوري.

ويضيف "اليوم، اذا نظرنا الى الساحة الموسيقية الشابة، لا نرى ساحة في لبنان واخرى في سوريا. هناك ساحة جديدة واحدة للبلدين".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانو الروك السوريون ينعشون الساحة الموسيقية في لبنان فنانو الروك السوريون ينعشون الساحة الموسيقية في لبنان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:10 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

جان دارك يمثل مصر في مهرجان الشتات الإفريقي بنيويورك

GMT 11:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب المغربي للفروسية يشارك في الدوري الملكي

GMT 21:58 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

فيديو فاضح لـ "أدومة" يثير غضب المغاربة

GMT 11:00 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

مدرب ليفربول السابق يحذر من سيناريو 2014

GMT 11:08 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

أفكار ديكور مميزة لاختيار باركيه المنازل لموسم 2019

GMT 02:11 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قائمة تضم أفضل عشرة مطاعم على مستوى العالم

GMT 09:06 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تطورات مثيرة في قضية صفع شرطي لقاض في سيدي سليمان

GMT 23:16 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أستاذ يفارق الحياة داخل الفصل في الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya