سوق الذبان يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

سوق "الذبان" يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سوق

سوق "الذبان"
مراكش - المغرب اليوم

سوق "الواد" أو"الذبان" كما يسميه المراكشيون مكان مجاور لوادي إسيل بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، دأب أبناء الأزقة المجاورة الذين لم يسعفهم الحظ في العثور على شغل، وغيرهم من سكان المنطقة التي تعاني من الهشاشة، على عرض كميات محدودة من الخضر والفواكه أمام زبناء ليسوا هم كذلك سوى سكان هذا المجال الجغرافي من هذا التجمع السكاني.

في هذا السوق، الذي نشأ في تسعينيات القرن الماضي كأحد الأسواق العشوائية التي توجد بمدينة مراكش، نموذج للاقتصاد الاجتماعي، حيث "لا غلا على مسكين"؛ لأن الزبون وبجانب بائع الخضر تجد بائع السمك، وبينهما بائع "السقط" والدجاج الرومي بالتقسيط، لينتهي المشهد ببعض العربات التي يحتل بعضها الطريق التي لم تعد تتسع لمرور السيارات، ما يؤدي يوميا إلى نشوب خصومات سرعان ما تتحول إلى تبادل للكلام النابي والتشابك بالأيدي وتبادل الضرب والجرح.

مع كل صباح تصدح حناجر بائعي الخضر بعبارات لجذب الزبون من قبيل: "الجديد والرخا"، "الذهب تلبصلا بجوج دراهم"، "التفاح والهشاشة"، وهلم إبداعا في المنافسة على كسب جيوب الزوار من سكان هذه المنطقة وغيرها من التجمعات السكنية التي تعاني من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وحين تلج هذا السوق تصدمك أرضيته المتسخة والروائح الكريهة التي تصدر من "كلسة" بائعي السمك، والتنابز بالألقاب وتشويه السلع بين بأجمع كل من استطلعت هسبريس آراءهم على أهمية هذا السوق بالنسبة للأحياء المجاورة الفقيرة، بعد إغلاق سويقة مولاي علي؛ لأنه يوفر لها الخضر والفواكه واللحوم والسمك بثمن مناسب، مؤكدين على مطلب توفير فضاء يمكنهم من الاشتغال بكرامة ووضع حد لجملة من الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها 518 تاجرا والمستهلكون الذين يقصدون هذا السوق للتبضع، من خلال بناء دكاكين مجهزة ومخازن للخصر والفواكه والسمك، تقي البائعين والسلع والزبائن حر الصيف وبرد الشتاء.

رحال بوعمار، واحد من قدماء التجار بسوق الوادي، قال لهسبريس: "تعبنا من حمل سلعتنا بين شاحنات النقل، وبعد ساعات عديدة نكون مضطرين لحملها من جديد إلى محلات على الطرف الآخر من الطريق، لتركها إلى صباح اليوم الموالي، أو بيعها بأبخس الأثمان"، مضيفا: "مطلبنا بسيط يتمثل في بناء محلات تستغل مؤقتا من طرف بائعي الخضر والسمك الذين منهم من قضى نصف عمره بوفي السياق نفسه أوضح محمد عليان، بائع خضر من الجيل الثاني بسوق "الذبان"، أن توفير هذه المحلات سيمكن البائعين من العمل صباح مساء، ما سيساعد على التقليل من خسارتهم التي يتكبدونها حين يكونون مضطرين للبيع بعد منتصف النهار بما يقترحه الزبون دون أن يستطيعوا الرفض، لأنهم يتاجرون في "سلعة الماء"، على حد قوله.

وتابع عليان: "في فصل الصيف نتعرض لضربات الشمس والحرارة المفرطة، وخلال فصل الشتاء نكابد معاناة أخرى مع البرد والأمطار والرياح العاتية، والرائحة الكريهة لوادي إسيل"، مشيرا إلى أنهم يشكون مما وصفوها بـ"معيشة يرثى لها بسبب تهميش هذا السوق الذي يشكل مصدر عيشهم"، ومؤكدا أن المجالس الجماعية السابقة ومجالس المقاطعات بعد وحدة المدينة "لم تقم بأي تجاوب لحل مشكلتهم".

عبد المولى سامبا، أحد بائعي السمك بسوق "الذبان"، قال لهسبريس: "نصارع كثرة الذباب والأوساخ التي تنتشر بالمكان بسبب غياب الماء الصالح للشرب وقنوات الصرف الصحي والمراحيض، وفضاء لتخزين الأسماك في ظروف صحية وسليمة"، مضيفا: "السلطة والمجلس الجماعي قاما بإحصاء البائعين سنة 2004، وإلى حدود الساعة بقي الأمر حبرا على ورق ووعودا ننتظر الوفاء بها"، وزاد مشيرا إلى أرضية "كلستهم" المتسخة وإلى "الذبان" الذي يسيطر على المكان: "على المسؤولين التدخل لإصلاح السوق وتأهيله".

رؤية مسؤولين

وللوقوف على رؤية القائمين على تدبير الشأن المحلي، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الرزاق جبور، نائب رئيس المجلس الجماعي المكلف بالأسواق، والذي أوضح أن "السوق المعني عشوائي ولا يدخل في اختصاص بلدية مراكش"، مضيفا أن أمره "بيد مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي".

عبد الغني دريوش، النائب الثاني لرئيس المقاطعة المذكورة، أورد في تصريح لهسبريس: "موضوع هذا السوق كان ضمن جدول الأعمال في لقاء جمعنا بعبد الرزاق جبور المكلف بالأسواق"، مضيفا أن "العناية به متوقفة على ما ستسفر عنه توسعة شارع الخشاب وبناء الشطر الثاني من سور وادي إسيل للوقاية من الفيضانات وعملية تشجير على طول هذا الأخير، والتي ستنطلق من قنطرة باب أغمات إلى شارع البرادة"، مشيرا إلى أن هذه الصفقات قد انطلقت.

وأورد المستشار نفسه أن "المقاطعة قامت بتبليط السوق سابق الذكر، ومراسلة الجهات المعنية تخبرها بكون هذا المجال مخصص لملاعب القرب بعد الظهيرة، ما يعني أن البائع عليه مغادرته بعد هذا الوقت"، مضيفا أن "اسماعيل لمغاري، رئيس المقاطعة، عقد مع بعض ممثلي المستفيدين الذين يبلغ عددهم 518 بائعا لقاء من أجل إعادة الترقيم بحضور كل من السلطة المحلية وممثلين عن التعمير بالمجلس الجماعي".

وزاد دريوش أن "إغلاق السلطة المحلية للمرحاض جاء إثر تحويله إلى مقر لممارسة الرذيلة"، ومؤكدا أن "البحث جار عن إيجاد صيغة لتدبير الماء الصالح للشرب والمرحاض العمومي اللذين يجب أن تتكلف بهما جهة ما".

وأضاف النائب ذاته أن "المقاطعة والمجلس الجماعي لمراكش يفكران في القضاء على هذه النقطة العشوائية، من خلال توفير أسواق نموذجية في حلة ممتازة يمكن أن تشجع على الانتقال إليها"، مستحضرا كلا من سوق الربيع الذي يخضع حاليا لإعادة التأهيل، مع التفكير في إزالة سوق بولرباح نهائيا في ظل وجود سوق الواحة.هذا السوق".عض التجار.ليس سوى جار للبائع، الذي لا يرفع الأثمان لاعتبارات عدة، منها علاقة الجوار وغياب محلات تخزن بها السلع التي تواجه حرارة الشمس صيفا والعواصف خريفا وشتاء.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الذبان يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش سوق الذبان يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش



GMT 01:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة طالب إثر إصطدام دراجته بشاحنة في مراكش

GMT 19:08 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

محتج معاق يعاود الاعتصام أمام ولاية مراكش

GMT 16:13 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاريع تنموية واجتماعية تنطلق في مراكش

GMT 17:24 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امن مراكش يعتقل لصين خطيرين فى ”قواس المحاميد”

GMT 20:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وقفة احتجاجية لذوي الاحتياجات الخاصة فى مراكش

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تحذير من استخدام الخلطات العشبية

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 03:46 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قاتيس يؤكّد أهمية مشروع الربط الملاحي"فيكتوريا- المتوسط"

GMT 18:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة أثرية تعثر على تمثال مصري في معبد "أرمنت"

GMT 22:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دراج ناظوري يحرز لقب "بطل المغرب" في وجدة

GMT 04:10 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد المجرد يكشف تفاصيل حياته في السجن للمرة الأولى

GMT 19:18 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

نجم برشلونة السابق يهدد «حظوظ تريزيجيه» في أستون فيلا

GMT 20:28 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أب لطفلين يضع حدا لحياته شنقا في المحمدية

GMT 06:44 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

تعرف على طريقة اختيار غرفة نوم العروس

GMT 02:40 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

آية شيبون تؤكد حبها لفن النحت منذ أن كانت صغيرة

GMT 15:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سوق "الذبان" يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

شركة "فورد" تصر على عدم إصدار قائمة فييستا الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya