التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء

الدارالبيضاء
الدارالبيضاء ــ المغرب اليوم

تشهد مدينة الدار البيضاء، في الآونة الأخيرة، عدة أوراش تهدف إلى إعادة تأهيل هذه المدينة؛ فقد تم الشروع في إعادة تصميم بعض الشوارع الكبرى (كشارع أنفا، والمسيرة، والزرقطوني، والجيش الملكي...) وإعادة بناء المحطة السككية للميناء، وإعادة توسيع كورنيش عين الذئاب وتجميله، والشروع في إنجاز المارينا إلى غير ذلك من الأوراش.

لكن في الوقت الذي يتم فيه الاهتمام بإنجاز هذه المشاريع، هناك إهمال شبه تام لوسط المدينة بشوارعها ومحلاتها التجارية ومقاهيها وفنادقها...، إذ على الرغم من تبليط ساحة الأمير مولاي عبد الله، وإن كان قد ظهرت عيوب هذا التبليط فيما بعد، وإصلاح بعض الممرات التي تخترق وسط المدينة (كممر الكلاوي، وممر التازي...) وصباغة العمارات الموجودة بشارع محمد الخامس بعد اختراقه من لدن سكة الترام، وتفويت مناطق وقوف السيارات إلى بعض الشركات الخاصة، فعادة ما يلاحظ ساكن هذه المدينة بذهول شديد التهالك المريع الذي أصاب أقدم وأعرق وأكبر فضاء بوسط للعاصمة الاقتصادية: 

فدور السينما التي كانت تنشط هذا الفضاء قد أقفل جلها أبوابه ( كسينما لوكس، والحرية، وأوبرا ...) في الوقت الذي تم هدم دور أخرى لتحويلها إلى تجمعات إسمنتية كما حدث بالنسبة إلى سينما النصر، ولم تتبق إلا بعض الدور التي ما زالت صامدة ضد تيار الهدم مذكرة بعهد زاهر كان فيه وسط المدينة قطب استقطاب لساكني المدينة الذين كانوا يقصدونه، خاصة في نهاية الأسبوع وهم يرتدون أحسن ثيابهم وواضعين أغلى عطورهم، يجوبون شارع محمد الخامس وفق طقوس خاصة تقوم على الاحترام المتبادل، والانتماء المشترك إلى المدينة الواحدة.

أما المقاهي فقد فقد جلها الخصوصية التي كانت تميز كل مقهى عن مقهى آخر؛ فمقهى إكسلسيور، منذ أن تم إعادة فتحها، فقدت طابعها الشعبي وروحها الثقافية والفنية والسياسية التي كانت تستمدها من نوعية الزبائن التي كانت ترتادها من مثقفين ونقابيين ومتحزبين، بالإضافة إلى العديد من العاملين في المرسى من سكان المدينة القديمة، حيث تحولت الآن إلى شبه ملعب رياضي تجلس فيه نوعية من الزبائن لا هم لها سوى تزجية الوقت في مشاهدة بعض مباريات كرة القدم سواء مباريات الدوري الإنجليزي أو الفرنسي أو الإيطالي أو الإسباني إلى غير ذلك من الدوريات الأوربية والإقصائيات الأمريكو لاتينية.

أما مقهى فرنسا، التي كانت تعتبر لفترة طويلة قبلة للمثقفين والسياسيين والفنانين وباقي الفئات المتعلمة، فقد أضحت فضاء يستقبل على مدار 24 ساعة عينات من الزبائن لاهم لها إلا قتل الوقت في الثرثرة والتدخين، وأشياء أخرى.

كما شهد وسط المدينة، الذي كان يعج بالمحلات التجارية بواجهاتها المتلألئة التي كانت تعرض الألبسة الجاهزة من بنطلونات وقمصان ومواد التجميل، إغلاقا للعديد من هذه المحلات التي توجه أصحابها إلى فتح محلات جديدة بالمعاريف الذي أصبح المكان المفضل للبيضاويين والبيضاويات لاقتناء مستلزماتهم وحاجياتهم.

ولعل السبب الذي يكمن وراء هذه الوضعية المتردية التي يعرفها وسط المدينة هو الإهمال الذي يعاني منه هذا الفضاء البيضاوي العريق، سواء على الصعيد الأمني أو على تهالك بنياته التحتية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 07:11 2015 الخميس ,30 إبريل / نيسان

رجل أعمال يغتصب ابن صديقه في الدار البيضاء

GMT 02:00 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

هاجر قشوش توضح سر أناقة المرأة بالعباءة الخليجية

GMT 18:35 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب وسط ريال مدريد إيسكو يزُفُّ نبأً سارًا لجماهير النادي

GMT 03:47 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا بريوس" تفوز بلقب أفضل سيارة صديقة للبيئة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya