رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية

الاحتياطي الفدرالي الأميركي
واشنطن - شينخوا

أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أحدث توقعاتها للنمو الاقتصادي في الـ14 من ديسمبر الجاري، لتعلن أن المنطقة ستختتم عام 2016 بانكماش يصل في المتوسط إلى 1.1% " و"ستشهد نموا متواضعا نسبته 1.3% في عام 2017".

وتصادف أن الاحتياطي الفدرالي الأميركي قام في نفس اليوم برفع سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس ليتراوح بين 0.50% و0.75% وألمح إلى أنه سيمضى بخطى أسرع في رفع سعر الفائدة خلال العام المقبل.

وتأثرا برفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة، تشهد عملات دول أمريكا اللاتينية الكبرى مستويات مختلفة من خفض قيمتها. وقد قام البنك المركزي المكسيكي وبشكل عاجل برفع سعر الفائدة بين ليلة وضحايا بواقع 50 نقطة أساس ليعوض بشكل مؤقت التأثير الجانبي السلبي للتحرك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي.

ولكن استمرار الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة سيقود إلى دولار أمريكي قوى، وهو ما سيجلب حالة من عدم اليقين للانتعاش الاقتصادي في أمريكا اللاتينية.

أولا وقبل كل شي، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى تدفق رؤوس الأموال من دول أمريكا اللاتينية إلى أمريكا، ليعرض ذلك تلك البلدان إلى مزيد من مخاطر الديون، وفقدان رؤوس الأموال سيزيد من عبء الديون لديها وسيوجه ضربة قوية لبعض دول أمريكا اللاتينية في ضوء اعتمادها بشدة على "الأموال الساخنة" الدولية.

وفي ثمانينات القرن الماضي، شددت الولايات المتحدة فجأة من سياساتها النقدية بعد سنوات من انتهاجها لسياسة التيسير الكمي، ما أحدث أزمة ديون دامت لعشر سنوات في أمريكا اللاتينية ، والتي يطلق عليها تاريخيا اسم "العقد المفقود" للمنطقة.

ثانيا، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، وهو ما سيعمل على تثبيط إجراءات التحفيز الاقتصادي.

فمن أجل التعامل مع اقتصاداتها الواهنة، أعلنت دول كبرى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك والأرجنتين جميعا عن سلسلة من سياسات التحفيز الاقتصادي مثل إقامة مشروعات لتوسيع البنية التحتية والطاقة، وهي مشروعات تتطلب قدرا كبيرا من التمويل الخارجي.

ورفع الاحتياطي الفدرالي للفائدة سيجعل البنوك المركزية لتلك الدول مضطرة إلى رفع أسعار الفائدة لديها أيضا وخفض قيمة عملاتها السيادية، وهو ما سيرفع من تكاليف اقتراض رأس المال الأجنبي.

ثالثا، سيؤثر رفع أمريكا لأسعار الفائدة أيضا على قدرات التصدير بالنسبة لبعض دول أمريكا اللاتينية المصدرة الرئيسية.

وفي الآونة الأخيرة، قفزت أسعار السلع الأولية في السوق الدولية، ما عاد بفائدة كبيرة على بعض دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وشيلي وبيرو التي تعتمد بشدة على صادرات السلع الأولية.

ولكن بعد عمليات رفع متعددة لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، من المتوقع أن تتراجع أسعار السلع الأولية الدولية، وهو ما سيضعف أرباح الصادرات التي تحققها الدول السالف ذكرها.

بيد أنه في مواجهة المخاطر السالف ذكرها، فإن الآفاق الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ليست قاتمة كما يظن المرء. فمقارنة بأزمة الديون التي حدثت في ثمانينات القرن الماضي والأزمات المالية والنقدية التي حدثت في مطلع القرن الـ21، حسنت معظم دول أمريكا اللاتينية على نحو كبير من قدرتها على الدفاع عن نفسها من المخاطر المالية الخارجية بفضل امتلاكها لقدر أكبر من احتياطيات النقد الأجنبي وانتهاجها لسياسات مالية أكثر حذرا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية رفع سعر الفائدة يعرقل الانتعاش الاقتصادي في أميركا اللاتينية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya