العجز التجاري يطبع اتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع أوروبا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

العجز التجاري يطبع اتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع أوروبا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العجز التجاري يطبع اتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع أوروبا

الاتحاد الأوروبي
الرباط - المغرب اليوم

ما يزال العجز التجاري يطبع العلاقات التجارية المغربية مع عدد من الدول في إطار اتفاقيات التبادل الحر؛ ما يعني أن العرض التصديري للمملكة غير قادر على استغلال الفرص المتاحة بشكل كبير. وتظهر إحصائيات رسمية قدمها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أمام البرلمان، أن الحصيلة الإجمالية للتجارة الخارجية عرفت تحسناً في السنوات الأخيرة، لكنه أقر بأن العجز ما يزال مستمرا.

ووقع المغرب، منذ سنوات، عددًا من اتفاقيات التبادل الحر، أهمها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وتركيا، إضافة إلى مجموعة "أغادير" التي تضم كلا من مصر وتونس والأردن. ونهج المغرب سياسة الانفتاح في مجال التجارة الخارجية لتنويع الشراكات بغية فتح الأسواق أمام صادرات المملكة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ وذلك في إطار تعزيز حضور المغرب ضمن محيطه الاقتصادي الدولي وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.

ورغم أن الهدف الرئيسي لهذه الاتفاقيات يكمن في إنعاش الصادرات المغربية نحو الخارج، إلا أن الهدف لم يتحقق بالمستوى الذي كان مرجواً؛ فالأرقام التي تكشف عنها الحكومة تفيد بأن التحسن يبقى متواضعاً مقارنة مع الفرص المتاحة.

فقبل سنة 2012، عرفت الوضعية التجارية تدهورًا في معظم المؤشرات؛ إذ سجل رصيد الميزان التجاري عجزاً بلغ 24 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2012، ويرجع هذا الأمر إلى الظرفية الاقتصادية الدولية التي اتسمت بارتفاع صاروخي لأسعار المواد الأولية والصعوبات الاقتصادية التي عرفتها معظم الدول الشريكة.

وفي ما يخص مرحلة ما بعد سنة 2012، فقد عرفت جل مؤشرات التجارة الخارجية تحسناً كبيراً؛ إذ تراجع عجز الميزان التجاري ليستقر في حدود 18 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2017، كما ارتفعت نسبة تغطية الصادرات للواردات إلى 56 في المائة، بعدما استقرت في 48 في المائة سنة 2013.

وقد كان وراء هذا التحسن هيكلة الإنتاج الوطني وارتفاع القيمة المضافة الصناعية في الصادرات المغربية بمواصلة الصادرات لتطورها الإيجابي، وخصوصا صادرات الفوسفات ومشتقاته ومبيعات السيارات، إلى جانب تحسن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.

وبخصوص أهم اتفاقية للتبادل الحر للمغرب، وهي الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، فإن الأرقام تشير إلى ارتفاع المبادلات التجارية بين المملكة والاتحاد وبلوغها 414 مليار درهم سنة 2017، مقابل 229 مليار درهم سنة 2007، وبلوغ معدل تغطية الصادرات للواردات 66.4 في المائة سنة 2017، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً مقارنة مع سنة 2007.

أما في ما يخص اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأميركية، فتفيد الأرقام بأن المبادلات التجارية انتقلت من 18.4 مليار درهم سنة 2007 إلى 39.7 مليار درهم سنة 2017، وشكلت ما يناهز 5.8 في المائة من إجمالي المبادلات التجارية الخارجية. وما يظهر هزالة استفادة المغرب من هذه الاتفاقيات هو انتقال حصة المغرب من السوق العالمية إلى 0,15 في المائة سنة 2017 فقط، بعدما كانت تمثل 0,11 في المائة سنة 2007، وهو تطور هزيل جاء فقط نتيجة تضاعف حصة المغرب في السوق الإفريقية وتعزيز حصته في أميركا وآسيا.

وتقر الحكومة بأن الميزان التجاري يعاني من عجز هيكلي تقول إنه ليس مرتبطاً بهذه الاتفاقيات، بل بالحجم الكبير لواردات البلاد وبنيتها التي تتكون أساساً من مواد التجهيز والمواد نصف المصنعة، إضافة إلى الطاقة والحبوب التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهي معرضة لتقلبات الأسعار في السوق الدولية.

حصيلة اتفاقيات التبادل الحر أثارت حفيظة عدد من النقابات الممثلة داخل البرلمان، على رأسها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي اعتبرت أن المغرب فاوض دائماً حول اتفاقيات التبادل الحر من موقع ضعف، وقال ممثلها في مجلس المستشارين، عبد الحق حيسان، إنها لا تخدم مصالح المغرب.

وتعيب الكونفدرالية الديمقراطية للعمل على السلطات عدم إشراك المعنيين من المهنيين والنقابات في توقيع الاتفاقيات الحرة، وقدمت الدليل على ذلك بتسجيل العجز التجاري في كل هذه الاتفاقيات، الذي يكشف أن المغرب يستورد أكثر مما يصدر. وأشار المستشار البرلماني حيسان إلى أن هذه الاتفاقيات لا تراعي الجانب الاجتماعي، وتجعل من المغرب سوقاً لترويج منتجات البلدان الأخرى، خصوصاً المنتجات التركية التي غزت أسواق المملكة بشكل كبير.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز التجاري يطبع اتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع أوروبا العجز التجاري يطبع اتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع أوروبا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 10:53 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المغرب يعلن رفضه التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في ليبيا

GMT 11:49 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة ضحايا احتجاجات العراق تقترب من 500 قتيل

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 18:40 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

4 تمارين للقضاء على دهون الظهر والجانبين

GMT 18:47 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شوربة الباذنجان

GMT 20:05 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

قفاطين المصمم محمد إسماعيل تجمع بين الرقة والتنوع

GMT 11:02 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"بوشويكة" يستنفر وزارة الصحة في دوار لقلوشة

GMT 02:16 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

أليساندرا أمبروسيو تظهر في ثوب قصير رائع

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

نسرين قطروب تفاجئ جمهور المجرد بعلاقة حب بينهما

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 00:56 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نورا الصقلي تنشر صورة من مسلسل "دارالغزلان"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya