تواصل الناظور، مسيرتها التنموية من خلال إنجاز سلسلة من الأوراش، والمشاريع البنيوية النموذجية ذات القيمة المضافة العالية، والتي تُشكل بلا شك رافعة أساسية لتنمية المنطقة الشرقية عمومًا، وقطب "الناظور الكبير" بشكلٍ خاص.
وتهم هذه المشاريع، التي تكتسي أهمية بالغة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بالخصوص تهيئة الحظيرة الصناعية لسلوان، وبحيرة مارشيكا، وتوسعة مطار الناظور العروي، في انتظار الشروع في إنجاز ميناء الناظور غرب المتوسط.
وبالنسبة للحظيرة الصناعية لسلوان، فقد تم تجهيز 50 هكتارًا التي تمثل الشطر الأول من المشروع، وتوفير 169 بقعة بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 31 هكتارًا، كما أنّ الرسوم العقارية المتعلقة بهذا الشطر متوفرة، والربط بالكهرباء والماء الصالح للشرب جاهز.
وحسب معطيات للمندوبية الإقليمية للتجارة والصناعة فإنه تم، إلى حدود الخميس، تسويق 31 بقعة تمثل 16 مشروعًا بمساحة إجمالية تقدر بـ7 هكتارات، منها خمسة مشاريع في طور البناء ومشروع واحد بدأ يمارس نشاطه الفعلي.
وتهم هذه المشاريع، أنشطة متنوعة منها على الخصوص الأبحاث التقنية، وصناعة الصباغة، والمفروشات، وتصنيع وتوزيع مواد البناء والأشغال العمومية، والهندسة المدنية، ومختبر للبناء والأشغال العمومية، وحفظ وتصدير الفواكه والخضر، وفضاء لعرض السيارات، وآخر لتسويق الآلات الصناعية وقطع الغيار، ونجارة الألومنيوم، فضلًا عن مركز للتكوين متعدد التخصصات.
وتتضمن هذه الحظيرة، التي عهد بأشغال تهيئتها إلى شركة "ميدز"، أحد فروع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير- تنمية، منطقة صناعية ومنطقة للخدمات، ومنطقة لوجيستيكية، وأخرى تجارية، وفضاء للمقاولات الصغرى والمتوسطة، إلى جانب فضاء للتكوين والبحث والتطوير .
وقد صممت هذه الحظيرة، وفق تصور خلاق لجيل جديد من الحظائر الصناعية المندمجة المخصصة لاستقبال المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في قطاعات الصناعات الخفيفة والتكنولوجيا ذات القيمة المضافة المرتفعة، والصناعات غير الملوثة، واللوجيستيك الصناعي، إضافةً إلى الخدمات الموازية (الصيانة، والتأمين، ومكاتب الدراسات).
وعهد بتدبير المشروع إلى شركة تهيئة الحظيرة الصناعية لسلوان التي تم إحداثها في إطار شراكة بين "ميدز" وغرفة التجارة والصناعة والخدمات في الناظور، والتي ستتكفل بعمليات التهيئة، وتثمين الحظيرة، وتسويقها، وتدبيرها إلى جانب إقامة البنيات التحتية الضرورية بها.
وستمكن الحظيرة الصناعية لسلوان ذات القيمة الاقتصادية المضافة القوية، والتي تمتد على مساحة 72 هكتارًا مع إمكانية توسيعها لتصل مستقبلًا إلى 142 هكتارًا، من استقطاب استثمارات بقيمة أربعة مليار درهم، وخلق 12 ألف منصب شغل مباشر.
وبخصوص مشروع تهيئة بحيرة مارشيكا، فقد قطعت أشغال تهيئة هذا الموقع خطوات هامة، خصوصًا على مستوى إعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز، وإعادة تهيئة وتأهيل الكورنيش، وتهيئة المشهد الطبيعي، والإيكولوجي للبحيرة.
ووفق الحصيلة التي قدمت أمام المجلس الإداري للوكالة، في نوفمبر (تشرين الثاني) المُنقضي في الرباط، فإنه تم برسم عامي 2014 و 2015 تحقيق إنجازات تهم محاور فتح مناطق جديدة للتعمير، وإعادة تأهيل بعض الأحياء السكنية، وتهيئة الكورنيش، وإعادة تأهيل البيئة، ومخطط الولوج، والتنقل والتدبير العقاري، بالإضافة إلى الإنجازات المالية .
ومن شأن هذا المشروع النموذجي ذي القيمة المضافة العالية، الذي كان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة شطره الأول في يوليو (تموز) 2009، أن يُساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، لا سيما من خلال تثمين إمكانياتها ومؤهلاتها السوسيو – اقتصادية، والمساهمة في خلق الثروات، وإحداث مناصب الشغل، وحماية وتثمين الموارد الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة. ويرتقب أن يُساهم مشروع تهيئة وتنمية البحيرة، الممتدة على طول 25 كيلو مترًا، في إحداث نحو 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة.
ويهم هذا المشروع، إنجاز سبعة مشاريع كبرى على مساحة تقدر بحوالي ألفي هكتارًا، وتشمل مدينة أطالايون، ومدينة الشاطئين، والمدينة الجديدة للناظور، وخليج النحام، ومارشيكا الرياضية، ومروج مارشيكا ثم قرية الصيادين.
وتتوزع الاستثمارات المالية التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع، والتي تصل قيمتها إلى 46 مليار درهمًا، والمرصودة انطلاقًا من شراكات تجمع بين القطاعين العام والخاص، ما بين الإقامات السكنية (13 مليار و637 مليون درهمًا)، والوحدات الفندقية (ثلاثة مليار و349 مليون درهمًا)، والتجهيزات والخدمات (ثلاثة مليار و124 مليون درهمًا)، والبنيات التحتية الأساسية (ثمانية مليار و264 مليون درهمًا)، إلى جانب الاستثمارات غير المباشرة الناجمة عن تطور المشروع (17 مليار و586 مليون درهمًا)، حيثُ تشمل أشغال المشروع إنجاز ملاعب للغولف، وفضاءات مخصصة للرياضات المائية والفروسية، ووحدات فندقية، وإقامات سكنية فاخرة، وموانئ ترفيهية، وأخرى للصيد.
وفي مجال النقل الجوي، يعرف مطار الناظور العروي أشغال إعادة تهيئة وتوسيع محطة المسافرين لتصل إلى 20 ألف متر مربع، أي ما يعادل طاقة استيعابية سنوية تبلغ مليوني مسافر.
ويشتمل المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية 2.315 مليون درهمًا، أيضًا على توفير مواقع إضافية لوقوف الطائرات، وتهيئة موقف السيارات، لتصل طاقته الاستيعابية إلى 476 مكانًا للوقوف، فضلًا عن التهيئة الخارجية، كما يتضمن المشروع توفير عدة تجهيزات، منها نظام لمعالجة الأمتعة، وتجهيزات أمنية، والتشوير الثابت، والعلامات الخارجية، وشاشات العرض، والنظام الإعلامي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر