في كل صباح، تضع ماما بيليكي اكياس الذرة المشوية على عربتها في احد افقر احياء العاصمة النيجيرية، وتنطلق في بيعها لتكسب قوت يومها، لكنها على غرار الاف البائعين الجوالين تكاد تصبح في مهب الريح بعد قرار السلطات منع هذه الاعمال.
تكسب ماما بيليكي في يومها الجيد خمسة الاف نايرا (15 دولارا)، وهي تجوب الشوارع بين المشاة والسيارات العالقة في زحمة المرور، عارضة على المارة والركاب ما صنعته من الفشار.
لكن هذه السيدة التي تعيل اطفالها بعملها هذا توشك ان تفقد مورد رزقها الوحيد، فقد قرر حاكم لاغوس تطبيق قانون يحظر عمل الباعة الجوالين، ويعرض المخالفين لعقوبة السجن ستة اشهر وغرامة قدرها 80 دولارا.
تقول ماما بيليكي لمراسل وكالة فرانس برس "اتوسل الى الحاكم ان يجيز لنا البيع في الشوارع حتى نتمكن من اطعام عائلاتنا".
- مستقبل في مهب الريح -
في مدينة لاغوس، عاصمة اكبر قوة اقتصادية في افريقيا، وحيث يعيش عشرين مليون نسمة، ينتشر البائعون الجوالون في كل مكان، يمشون بين السيارات، ويفاوضون الزبائن على الاسعار، بين ضباب عوادم السيارات وتحت اشعة الشمس المحرقة.
وهم يقدمون للمارة سيرا على الاقدام او على متن السيارات، طعاما خفيفا للجائعين، وشرابا للعطشى، وايضا فاكهة وخضارا واقراصا مدمجة وقبعات وادوات زينة...في حقائب الباعة الجوالين في لاغوس يمكن للمرء ان يعثر على اي شيء يريده.
لكن مستقبل هذه المهنة والعاملين فيها بات مجهولا الآن.
يقول حاكم لاغوس اكينوومي امبودي ان الباعة الجوالين "يسببون ضررا بيئيا، ويشكلون تهديدا لسلامة المواطنين".
ولذا، فان "الباعة الجوالين ومن يشتري منهم سيتعرضون للتوقيف والعقاب".
في حال نفذ هذا القرار فعلا، فان الاف الباعة الجوالين سيفقدون موردا وحيدا للرزق، في بلد يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة يعيش معظمهم في الفقر.
تدعو البائعة الجوالة سيدراش السلطات الى ان تكون "منطقية" في قراراتها، والا تدفع الفقراء من مواطنيها الى الجريمة.
وكذلك يؤيدها زميها كينغسلي قائلا "لا احد يرغب في ان يبيع هنا، لكن لا خيار امامنا اذ لا نملك المال لفتح متاجر".
وتعاني نيجيريا من اوضاع اقتصادية متأزمة سببها انخفاض اسعار النفط، علما انها اكبر مصدر للنفط في القارة الافريقية.
وبلغ معدل التضخم في حزيران/يونيو 16,5 %، اما نسبة البطالة بين الشباب فهي عند حدود 45 %.
ويرى بعض الخبراء، مثل شيندو بوساه من منظمة "سي دي دبليو ار" الناشطة في الدفاع عن حقوق العمال ان حظر عمل الباعة الجوالين سيكون له اثر سلبي كبير يزيد من حدة الازمة.
وبحسب بوساه، فان قرار حظر عمل الباعة الجوالين سيدفعهم الى خيار لا ثاني له، وهو الجريمة، في الوقت الذي تنفق السلطات مبالغ كبيرة لتعزيز الاستقرار الامني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر