مشردون يموتون من البرد على قارعة الطريق في ساوباولو اثرى مدن البرازيل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مشردون يموتون من البرد على قارعة الطريق في ساوباولو اثرى مدن البرازيل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مشردون يموتون من البرد على قارعة الطريق في ساوباولو اثرى مدن البرازيل

مشردون في ساو باولو
ساو باولو ـ أ.ف.ب

 يحتمي مارسيو بثلاث بطانيات من البرد، لكنه رغم ذلك يرتجف على الرصيف، في احد شوارع ساو باولو، المدينة التي تضم اكبر عدد من الاثرياء في البرازيل، واكبر عدد من المشردين ايضا.

على ارصفة هذه المدينة ذات العشرين مليون نسمة، يهيم ليلا 16 الف مشرد وحتى قبل حلول الشتاء الجنوبي قضى منهم ستة من البرد في شهر حزيران/يونيو الماضي.

وحدها احاديث المتطوعين في منظمة "آنج" غير الحكومية تكسر صمت هذا الليل الثقيل في وسط المدينة، التي تتحول شوارعها مع حلول الظلام الى مساكن للمشردين.

يقترب المتطوعون من النائمين على قارعة الطريق، يوقظونهم بهدوء، يقدمون لهم الطعام وبعض البطانيات.

يشكر مارسيو المتطوعين، ويتحدث بصوت كسير عن معاناة من ثلاث سنوات في الشوارع، وعن احلامه المتكسرة منذ وصوله الى باهيا قبل 18 سنة، باحثا عن مستقبل افضل.

ويقول هذا الرجل الذي تبدو عليه ملامح التعب والتقدم في السن رغم انه في الحادية والاربعين من العمر "كنت اعمل سباكا، ثم انفصلت عن زوجتي، ولم يعد بوسعي ان ابقى في المنزل نفسه".

ويضيف "حياة الشارع صعبة جدا، وخطرة. اعتدي علي مرات عدة، وسرق متاعي، واصبت بالبرد الشديد..وهنا ادمنت الكحول".

تشير الاحصاءات الرسمية الى ان عدد المشردين في ساو باولو يبلغ 15 الفا و905 اشخاص، وذلك بحسب تعداد أجري مطلع شهر حزيران/يونيو.

وحين انخفضت الحرارة الى ثلاث درجات ونصف الدرجة، في ادنى معدل لها منذ 22 عاما، قضى ستة من المشردين في خمسة عشر يوما.

وفي الوقت الذي تشدد فيه السلطات على عدم وجود اي علاقة بين درجات الحرارة المتدنية ووفاة هؤلاء المشردين، تتهم الصحافة والمشردون انفسهم حراس البلدية بانهم صادروا الامتعة التي كانت بحوزة الضحايا فقضوا بردا.

- ظروف قاسية -

اصبحت هذه القضية موضوع نقاش حاد في المدينة، ولاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في تشرين الاول/اكتوبر، مع اعلان فرناندو حداد الرئيس اليساري لبلدية المدينة تمسكه بسياسة تحول دون تحول الاماكن العامة الى مدن صفيح جديدة، بحسب قوله.

الا انه عاد وتراجع عن هذا الكلام، وطلب من حراس البلدية عدم سلب اي مشرد متاعه، علما ان معظم هؤلاء المشردين يرفضون الذهاب الى مراكز خاصة تابعة للبلدية، لكونها ذات اوقات محددة بصرامة.

في الوقت الذي يبلغ فيه النمو السكاني 0,7 % سنويا في ساو باولو منذ العام 2000، يزداد عدد المشردين في المدينة بنسبة 4,7 % كل سنة، وتتفاقم المشكلة بسبب البطالة والانكماش الاقتصادي والمخدرات وانقطاع الروابط العائلية.

يبلغ عدد الاطفال المشردين 403، اي ما يشكل 2,5 % من اجمالي المشردين.

تقول سليفيا شور استاذة الاقتصاد في جامعة ساو باولو "ظروف الحياة قاسية في ساو باولو، هناك غياب غير مقبول للعدالة الاجتماعية، تفاوت المداخيل يحرم عائلات كثيرة من الحصول على مسكن".

وتشير سيلفيا شور الى ان مليونين من سكان ساو باولو يقيمون في احياء الصفيح.

ترى كاكا فيريرا رئيسة جمعية "انج" التي تساعد المنسيين في شوارع المدينة منذ 27 عاما، ان ارصفة ساو باولو ليلا هي تعبير عن الازمة الاقتصادية التي تمر بها البرازيل.

وتقول "مع الازمة الاقتصادية، ازداد عدد المشردين بنسبة 10 %، هناك اشخاص عاطلون عن العمل، ومرضى، واشخاص لا عائلات لهم..هناك كل شيء".

تجلس مارينا على قارعة الطريق، وابنها الصغير يلعب امامها، وهي خرجت للتو من المبنى الذي توزع فيه مساعدات على المشردين.

وتقول هذه الشابة ذات التسعة عشر عاما والتي تبيع الحلوى خلال النهار "مضى شهران على وجودي هنا لاني لست قادرة على دفع الايجار، كنت اسكن مع والدتي لكن ذلك لم يعد ممكنا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشردون يموتون من البرد على قارعة الطريق في ساوباولو اثرى مدن البرازيل مشردون يموتون من البرد على قارعة الطريق في ساوباولو اثرى مدن البرازيل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya