الرباط ـ المغرب اليوم
أكّد وزير الاقتصاد والمال ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك بالنيابة، محمد بوسعيد، أن التوجهات الكبرى للمغرب في مجال تطوير الاستثمار تروم بشكل مباشر تحقيق التنمية الشاملة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأضاف بوسعيد، في كلمة تليت بالنيابة عنه خلال افتتاح أشغال الدورة العشرين لمنتدى المقاولات بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، أن اختيار موضوع "الاستثمار في المغرب: أرضية استراتيجية اقتصادية ومستدامة" كشعار لهذا المنتدى، يؤكد وعي طلبة المدرسة بالرهانات الكبرى للسياسة الوطنية في مجال الاستثمار، والتي واكبتها المملكة بالعديد من التدابير المؤسساتية والاقتصادية والتشريعية والتنظيمية، مع توفير العديد من الامتيازات الخاصة التي تتوخى أساسا تحسين مناخ الأعمال وخلق إطار جاذب للاستثمار.
وأبرز بوسعيد، أن المغرب اعتمد استراتيجيات قطاعية وطنية عدة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي وتنمية الاستثمارات الوطنية والأجنبية، والتي توخت بالأساس تقليص تفاوتات التنمية المجالية وخلق شراكات متنوعة بين المغرب ومختلف الدول، وخاصة منها الإفريقية في إطار علاقات تعاون جنوب – جنوب، مشيدًا بالدور الحيوي للمرأة المهندسة باعتبارها "فاعلة شريكة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا"، مشيرا إلى ارتفاع عدد الطالبات المسجلات في مدارس المهندسين بالمغرب وتبوئهن للمراكز الأولى بين الخريجين، واشتراكهن المهني الدائم في جميع مجالات الهندسة كمسؤولات وباحثات، ومقاولات ومستثمرات.
وبيّنت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي وتدريب الأطر بالنيابة، جميلة المصلي، أن كسب رهان التنمية المستدامة والشاملة يقتضي تدريب نخب شابة مؤهلة للمشاركة في مختلف أنماط التنمية والانخراط في ديناميكية المجتمع، مشدّدة على أهمية ضمان تدريب متوازن للطلبة يتيح لهم بناء شخصية قادرة على تنمية قدراتها الذاتية، والتحلي بروح المبادرة بالاشتراك في مشاريع ذاتية تتوفر فيها كل مقومات الاستمرار، واعتبرت أن تجربة المغرب في مجال التكوين، وانفتاحه على محيطه القاري، جعلاه قاعدة لاستقبال عدد مهم من الطلبة الأفريقيين في إطار علاقات التعاون جنوب/ جنوب، مما يفرض المراهنة على جودة التعليم واستمراريته للحفاظ على سمعة المغرب في هذا المجال، مشيرة إلى أن تثمين الرأسمال البشري عنصر أساسي لكسب رهان الاستثمار في إطار رؤية مجتمعية مندمجة وطموحة لجعل المغرب ضمن نادي البلدان الصاعدة.
وأبرز مدير المدرسة الحسنية عز الدين إسماعيل أن هذا المنتدى أصبح، مع توالي الدورات، موعدا سنويا قارا للتواصل والتبادل الإيجابي بين المقاولات من جهة والطلبة المهندسين من جهة أخرى، مضيفا أنه يشكل نافذة لانفتاح الطلبة على سوق الشغل وتحقيق الاندماج في الوسط المهني، كما سجّل أن اختيار الاستثمار كشعار لهذه الدورة يعكس دوره الحيوي في تنمية الاقتصاد الوطني، وخلق دينامية ناجعة تجعل من المغرب، بفضل بنياته القوية وموارده البشرية الكفؤة والمؤهلة وجودة مناخ الأعمال، قبلة مفضلة للاستثمارات الأجنبية، وقناة لتحقيق التواصل وتعزيز الشراكة بين القارتين الأوروبية والأفريقية في مجال الأعمال.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة العشرين للمنتدى تعرف مشاركة أكثر من 60 مقاولة من قطاعات البناء والأشغال العمومية والصناعة والخدمات، وعدد من المؤسسات من القطاعين العمومي وشبه العمومي، إلى جانب 30 جمعية ناشطة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر