الأثرياء الجدد يظهرون شيئًا فشيئًا في كوبا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الأثرياء الجدد" يظهرون شيئًا فشيئًا في كوبا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مطعم راق في هافانا
هافانا ـ أ.ف.ب

سمح فتح الاقتصاد امام التجارة الخاصة في كوبا بظهور طبقة ميسورة بدأ وجودها يلاحظ بوضوح في بلد كانت مظاهر الثراء فيه تقتصر في الماضي على اصحاب الامتيازات.

وفي احد الاحياء الراقية في هافانا، يجلس ايدي ريلوفا (23 عاما) وقد اعتمر قبعة وعلق سلسلة من الذهب حول رقبته، في مطعم مع زوجته فالنتينا وابنتهما البالغة من العمر تسعة اشهر.

في هذا المطعم الخاص الذي تسدد فيه الفواتير بالبيزو الكوبي القابل للتحويل المخصص للاكثر فقرا في الجزيرة، يقول ايدي انه لا يستطيع تسديد ثمن وجباته من دون بيع مجوهرات خارج اشراف الدولة التي ما زالت تهيمن على حوالى ثمانين بالمئة من النشاط الاقتصادي للجزيرة.

ويضيف الشاب الذي يكسب قوته "من عدة اعمال في الشوارع" ان "وظائف الدولة لا توصلك الى اي مكان".

قبل فترة قصيرة فقط، وحدها نخبة من العسكريين ورؤساء المؤسسات الحكومية والممثلين او الفنانين كانت تسمح لنفسها بعرض بعض من ثرائها مثل سيارة او البسة من دور ازياء معروفة.

لكن اصحاب امتيازات من نوع جديد يظهرون اليوم في المطاعم والحانات التي تنتشر في الاحياء الراقية للعاصمة الكوبية وفي بعض الاحيان في اوساط الدبلوماسيين ورجال الاعمال.

وقالت دايبيل بانييلاس عالمة النفس ومؤلفة عدة دراسات عن هذه المسألة لوكالة فرانس برس ان "هذه الظاهرة اصبحت واضحة في السنوات الاربع او الخمس الاخيرة وانتشرت بقوة مع فتح اعمال تجارية صغيرة".

- رحلات ومطاعم يعمل فيها اصحابها ومجوهرات -

قال ارنستو بلانكو (47 عاما) مالك مطعم لافونتانا الذي يلقى رواجا واستقبل مؤخرا المغنية ريهانا "كل يوم نرى مزيدا من الكوبيين يميلون الى الاستهلاك (...) ومزيدا من الاشخاص الذين يمارسون نشاطات على حسابهم وهذا يسمح لهم بالاستهلاك في اماكن مثل هذا".

وفيما ينفتح الاقتصاد بشكل غير مسبوق امام المبادرات الخاصة، سمحت الاصلاحات التي اطلقها الرئيس راوول كاسترو منذ 2008 للبعض بزيادة مداخيلهم.

وتفيد التقديرات ان حوالى 500  الف كوبي يعملون اليوم في نحو مئتي مهنة تنتمي الى قطاع الاعمال التجارية الصغيرة الخاصة. والذين يحققون مداخيل جيدة من هؤلاء هم اصحاب المطاعم والميكانيكيون وملاك النزل او متعهدو البناء، كما قالت بانييلاس.

واكد صاحب المطعم ارنستو بلانكو ان "امتلاك عمل خاص يسمح بتحقيق بعض المداخيل، خلافا للكوبيين الآخرين. المطعم سمح لنا بالعيش بشكل افضل".

اما راوول (36 عاما) الذي يملك سيارة اجرة مستقلة فيعترف بان عمله الخاص هذا "ادى الى بعض التحسن في حياته (...) ويسمح له باستهلاك بعض الاشياء الاغلى ثمنا" وانه بات يسافر اكثر.

وقد جلس في المطعم الى جانب زوجته التي تضع في معصمها عددا من اساور الذهب، لكنه رفض التحدث بالتفصيل عن طريقة معيشته.

- مداخيل سرية -

وقالت بانييلاس ان "الثراء في كوبا ليس اسلوب حياة والناس ما زالوا ينتقدون امتلاك الاموال". واشارت مثلا الى البعض الذين ينتظرون حلول الظلام لينزلوا من سياراتهم اكياس التسوق ليتجنبوا غيرة الجيران.

وفي غياب اي معطيات احصائية من الصعب اليوم تحديد ملامح هؤلاء "الاثرياء الجدد".

ومع ان مستوى الثراء ما زال بعيدا عما هو عليه في اماكن اخرى، يمكن لظهور هذه الطبقة الجديدة ان يتسبب بازمة قيم في هذا البلد الشيوعي حيث يبلغ معدل الاجور 20 دولارا شهريا.

وقالت بانييلاس "لم نفقد بعد حس التضامن ولا قيمنا الاجتماعية، لكن في الوقت نفسه يعترف الجميع بان الحصول على الاشياء محدود بدون اموال (...) انه سيف ذو حدين".

ويعول خوسيه راول كولومي مدير المطعم الخاص ستاربيان الذي يجذب يوميا 120 زبونا في فيدادو بالقرب من وسط هافانا على تضامن الحي.

وعندما يطلب احد ما عمل، يعده بوظيفة... عندما يكون الامر ممكنا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأثرياء الجدد يظهرون شيئًا فشيئًا في كوبا الأثرياء الجدد يظهرون شيئًا فشيئًا في كوبا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya