بكين _ قنا
أكد المشاركون في الدورة السادسة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين، لمنتدى التعاون المشترك بين الجانبين، التي عقدت في الدوحة، أهمية التمسك بالخيار الاستراتيجي لتفعيل الحوار الحضاري، والعمل على تعميق مفاهيم السلام والتعايش والتفاهم والحوار بين الحضارات المختلفة وزيادة الفهم المتبادل بين الشعوب، وإيلاء الاهتمام للدور الفاعل الذي تلعبه العوامل الإنسانية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم إرادة مختلف الشعوب لاختيار طرق تنموية تتناسب مع ظروف بلدانها، حتى تتحقق التنمية المستدامة والمتوازنة التي تتسم بالنهضة الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
وطالبوا بالعمل على التفعيل الكامل لدور منتدى التعاون العربي الصيني في تعزيز الحوار الحضاري، والعمل على الارتقاء به باعتباره من المهام الرئيسة لإثراء مقومات علاقات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين .
وشدد البيان الختامي للدورة السادسة التي استمرت يومين، على أهمية تكثيف تنظيم الفعاليات الثقافية والشبابية التي تعزز من التعاون الثقافي والشبابي بين الطرفين للتعرف على المشتركات بين الحضارتين العربية والصينية، وذلك من خلال تبادل الزيارات بين العاملين في المؤسسات الأكاديمية والمراكز الثقافية والشبابية في كل من جمهورية الصين الشعبية والدول العربية.
وطالب البيان بتعزيز التعاون بين الجانبين لتحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 من خلال إطلاق شراكات عربية صينية في مجال محو الأمية وتدعيم التعليم والنظم الثقافية وغيرها من المسائل التي تلعب دوراً في التأسيس لمجتمع عالمي يسوده الحوار وينبذ التعصب، ويحقق السلام والعدل.
كما طالب بإعطاء الفرصة للشباب في كلا الجانبين لزيادة وعيهم بالتنوع الثقافي والسياسي والديني والاجتماعي، وتبادل الحوار والتعاون في مختلف المجالات، بما يعزز من الفهم المشترك للحضارتين العربية والصينية ودورهما في إثراء الحضارة الإنسانية، والعمل على تأسيس أقسام للغة الصينية في الجامعات والمعاهد في الدول العربية لتخريج طلبة يجيدون اللغة الصينية، لاسيما في ظل تنامي الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين، والمتوقع أن تتزايد بوتيرة عالية في ظل الجهود المبذولة لتشكيل طريق الحرير الحديث.
ولفت البيان الى أن هناك حاجة إلى بناء دبلوماسية عامة عربية صينية متوازنة ومتكاملة من أجل تبادل الأفكار والتشاور بين الجانبين في مختلف الميادين، وفتح قنوات ثقافية وإعلامية وعلمية عربية - صينية مشتركة وتشجيع حركة الترجمة والنقل بين اللغتين العربية والصينية وتنظيم الملتقيات والندوات، وإقامة شراكات فاعلة بين جمعيات الصداقة ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، لاسيما تلك المعنية بالتقارب الثقافي، إلى جانب مواصلة العمل على توظيف المنتديات والندوات والمؤتمرات الإقليمية وشبه الإقليمية وحوار الحضارات لتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية وتضافر الجهود لصيانة التعددية الثقافية.
ووجه المشاركون رسالة شكر وعرفان وتقدير لحضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ولحكومة دولة قطر وشعبها على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما أعربوا عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي بذلتها وزارة خارجية دولة قطر واللجنة القطرية لتحالف الحضارات في استضافة هذه الفعالية، وإلى وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكافة الجهات الأخرى التي ساهمت في إنجاح أعمال هذه الدورة.
ورحب المشاركون بعقد الدورة السابعة لندوة العلاقات العربية الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية في جمهورية الصين الشعبية عام 2017م، وإدراجها في البرنامج التنفيذي للفترة 2016- 2018 والذي سيصادق عليه الاجتماع الوزاري للمنتدى المزمع عقده في دولة قطر عام 2016م. وكانت الدورة السادسة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية لمنتدى التعاون الصيني العربي قد ناقشت في جلستها الختامية محور التواصل الشعبي والدبلوماسية العامة.
وأكد الدكتور حسن المهندي، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، نائب رئيس اللجنة القطرية لحوار الحضارات، في ورقة عمل قدمها أمام الجلسة الختامية" أن العالم العربي في حاجة ماسة إلى ترويج صورة إيجابية عن منطقتنا، التي تعاني من مآس كثيرة، تجعلها للأسف غير جذابة لعامة الناس في المجتمعات الأخرى".. مشيرا إلى" أن الواقع العربي يعيش مخاضاً مستمراً منذ القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، فتاريخ العرب المعاصر هو تاريخ الثورات ضد الاستعمار، والامبريالية، والاستبداد، والظلم ".
وأوضح " أن هذه التحديات والمخاطر، تحتاج إلى التعاون بشكل أكبر مع جمهورية الصين الشعبية، التي لها تجربتها التاريخية، فهي دولة موحدة منذ عام 1949، تتعايش فيها بسلام 56 مجموعة إثنية معترفا بها من طرف الحكومة المركزية كما أن الصين في طريقها لتحتل مكانة الدولة العظمى، وتعتمد اعتماداً كبيراً على منتجات الطاقة الأحفورية من العالم العربي". وقال الدكتور المهندي" نحن بحاجة إلى بناء دبلوماسية عامة صينية- عربية متوازنة ومتكاملة، والتشاور، وتبادل الأفكار".. مرجحا أن تكون البداية من الثقافة والآداب والفنون والرياضة والإعلام، وتبادل الزيارات والبعثات والوفود، كما كان الحال منذ قرون..وأضاف " نحن بحاجة أيضاً إلى التكنولوجيا الصينية، وفتح قنوات ثقافية وإعلامية وعلمية وأكاديمية صينية - عربية مشتركة، وتشجيع حركة الترجمة والنقل من لغة إلى أخرى، وتنظيم الندوات والمؤتمرات".
من جانبه أوضح السيد كريم إبراهيم الشكر، وكيل وزارة الخارجية البحريني السابق للشؤون الدولية، وسفير البحرين السابق لدى الصين أن مشروع الحوار بين الدول العربية والصين جاء للتعارف والتعامل بين الحضارتين بغية بناء جسور التعاون في المجالات الثقافية والاجتماعية والانسانية.
وأضاف في ورقة عمل قدمها أمام الجلسة الختامية أن هذه الدورة دليل على اهتمام الجانبين العربي والصيني باستمرار هذا الحوار ونتائجه في ظل الصراعات وما تشهده الساحة الدولية والاقليمية من أحداث، متوقعا أن ترسي هذه الدورة أبعادا جديدة لتفعيل الأفكار التي تعزز من التعاون على جميع المستويات بطول امتداد طريق الحرير.
وأوضح أنه من المهم إدراج محور التواصل الشعبي لترسيخ أوجه التعاون بين العرب والصينيين، علاوة على تفعيل دور الشباب في التعاون المشترك والتواصل الانساني من خلال التقنية الحديثة بما يساهم في ربط الشباب والجماهير من ناحية، والأدوات الدبلوماسية الرسمية من ناحية أخرى. وطالب الشكر بإقامة ندوات وورش عمل تستهدف زيادة الوعي المشترك بين فئات الجماهير خاصة الشبابية منها بغرض إرساء التفاهم المشترك بين الحضارتين.
وقال إنه من الضروري إنشاء مركز عربي صيني لتحقيق آليات تعاون جديدة تستطيع تقوية القدرات والنهوض بالتعليم وزيادة الوعي بالمصالح المشتركة للجانبين، مشيرا إلى أنه من المهم إعداد أنشطة وبرامج تنظمها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني لخلق جيل واع وقادر على ابتكار آليات مختلفة وعصرية للتواصل وبناء شراكة قوية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر