الأرجنتين وصندوق النقد الدولي على طريق التقارب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الأرجنتين وصندوق النقد الدولي على طريق التقارب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأرجنتين وصندوق النقد الدولي على طريق التقارب

رئيس الارجنتين ماوريسيو ماكري امام مجلس الشيوخ في بوينوس ايرس
واشنطن ـ أ.ف.ب

سلكت الارجنتين بعد سنوات من العزلة طريق التطبيع الاقتصادي الذي يمر بصورة خاصة من خلال التقارب مع صندوق النقد الدولي، المؤسسة التي لا تزال تثير الاحقاد في بوينوس ايرس.

وبابرامه اتفاقا الاثنين مع الصناديق الاستثمارية، فان الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري اثبت للاوساط المالية حسن نواياه، غير انه يتحتم عليه الان فتح صفحة جديدة مع صندوق النقد الدولي بعد عقود من العلاقات المتوترة.

وقالت مونيكا دي بولي الخبيرة الاقتصادية السابقة في صندوق النقد الدولي المتخصصة في شؤون اميركا اللاتينية ان "اعادة الالتزام تجاه صندوق النقد الدولي امر اساسي للتخلص من صورة الارجنتين كدولة تفتقد الى الشفافية لا تنشر اي بيانات اقتصادية ذات مصداقية".

ولفت ارنستو تالفي مدير معهد "بروكينغز ثيريس لاتين اميركا اينيشاتيف" الى ان التقرب من المؤسسة المالية من جديد سيسمح بجذب المستثمرين من جديد.

وقال هذا الخبير السابق في البنك الاميركي للتنمية ان "معرفة ان الصندوق سيكون حاضرا عند الحاجة يمكن ان يطمئن المستثمرين، وخصوصا في وقت يزدادون ترددا في الاستثمار في الاسواق الناشئة".

 

- بطاقة حمراء -

غير ان هذا التقارب لن يكون سهلا في الارجنتين حيث لا يزال البعض يحمل صندوق النقد الدولي مسؤولية تعثر البلاد في السداد عام 2001، في ذروة ازمة لم تنهض البلاد منها حتى الان.

وكان المدير العام السابق للصندوق دومينيك ستروس كان اقر بنفسه عام 2007 بانه ينظر احيانا الى الصندوق في الارجنتين على انه "الشيطان"، معتبرا ان "ثمة اسبابا لذلك".

وفي مؤشر الى هذا العداء، خفضت الحكومات الارجنتينية الى ادنى حد  في السنوات الاخيرة علاقاتها مع صندوق النقد الدولي وخصوصا في عهد الرئيسة كريستينا كيرشنر (2007-2015).

وترفض البلاد منذ 2006  الرضوخ لعمليات التدقيق المالي السنوية التي يجريها الصندوق في دوله الاعضاء الـ188 بارسال فرق اليها والكشف على حساباتها العامة.

واتسعت الهوة اكثر في مطلع 2013 حين باشر الصندوق آلية عقوبات غير مسبوقة بحق الارجنتين للتنديد بعدم موثوقية احصاءاتها حول التضخم والنمو.

وهددت المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد البلاد عندها بـ"بطاقة حمراء"، مثيرة غضب بوينوس ايريس.

 

- وصمة الماضي -

ويعتزم ماوريسيو ماكري الذي وصل الى السلطة في كانون الاول/ديسمبر، طي هذا الفصل بالالتزام بفتح اقتصاده ومضاعفة بوادر حسن النية، ومنها تبديل مسؤول المعهد الارجنتيني للاحصائيات. وهو يؤكد باستمرار "نريد ان نعود بلدا طبيعيا".

ولقي هذا التغيير في الوجهة اصداء ايجابية لدى الصندوق وقالت لاغارد في مطلع شباط/فبراير ان "تدابير الاقتصاد الكلي التي تحددها السلطات الجديدة في الارجنتين مشجعة للغاية" مشيدة خصوصا بالالتزام بـ"بيانات اقتصادية شفافة".

وقامت بوينوس ايرس ببادرة مهادنة جديدة اذ تعهدت بالقبول مجددا بعمليات التدقيق المالي السنوية التي يجريها صندوق النقد الدولي وسمحت الاثنين بنشر تقارير غير رسمية اصدرها الصندوق حول اقتصادها.

واوضح مارك جونس خبير اميركا اللاتينية في معهد "بيكر انستيتيوت فور بابليك بوليسي" لوكالة فرانس برس ان الارجنتين التي اضعفها تراجع اسعار المواد الاولية كغيرها من الدول الناشئة، "لا خيار لديها نظرا الى وضعها الاقتصادي".

غير ان هذا التقارب يخدم ايضا مصالح الصندوق اذ يسمح له بتشديد مراقبته الاقتصادية للمنطقة، والتخلص بعد فترة من صورة المؤسسة "المتصلبة واللاانسانية" كما قالت لاغارد في حزيران/يونيو 2015.

وقالت دي بول وهي اليوم خبيرة في معهد "بيترسون انستيتيوت" ان "ذلك سيستغرق وقتا، لكن ان كان صندوق النقد الدولي ياتي الى الارجنتين لتقديم مساعدة فنية ومساعدة البلاد، فستكون هذه خطوة ممتازة في مجال العلاقات العامة بالنسبة للصندوق".

في المقابل، يرى الخبراء ان تقديم مساعدة مالية مشروطة بتطبيق اصلاحات اقتصادية امر مستبعد في الوقت الحاضر، لاسيما وان ذلك سيحرك الكثير من الذكريات السيئة في هذا البلد.

وقال تالفي "المشكلة هي ان صندوق النقد الدولي ما زال يحمل وصمة الماضي" حتى لو كان من الممكن ان تقلب الظروف الجديدة الوضع برمته. وختم "احيانا يصبح ما هو مستحيل سياسيا محتوما سياسيا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرجنتين وصندوق النقد الدولي على طريق التقارب الأرجنتين وصندوق النقد الدولي على طريق التقارب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:10 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

جان دارك يمثل مصر في مهرجان الشتات الإفريقي بنيويورك

GMT 11:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب المغربي للفروسية يشارك في الدوري الملكي

GMT 21:58 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

فيديو فاضح لـ "أدومة" يثير غضب المغاربة

GMT 11:00 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

مدرب ليفربول السابق يحذر من سيناريو 2014

GMT 11:08 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

أفكار ديكور مميزة لاختيار باركيه المنازل لموسم 2019

GMT 02:11 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قائمة تضم أفضل عشرة مطاعم على مستوى العالم

GMT 09:06 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تطورات مثيرة في قضية صفع شرطي لقاض في سيدي سليمان

GMT 23:16 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أستاذ يفارق الحياة داخل الفصل في الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya