مراكز التحويل المالي تدفع العجلة الاقتصادية البورمية في ظل عجز المصارف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مراكز التحويل المالي تدفع العجلة الاقتصادية البورمية في ظل عجز المصارف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مراكز التحويل المالي تدفع العجلة الاقتصادية البورمية في ظل عجز المصارف

لافتة لاحد مراكز "وايف موني" في بورما
رانغون ـ المغرب اليوم

 كانت العاملة البورمية كهين اوو تضطر الى حمل اكوام من القطع النقدية تشكل راتبها، ونقلها من المدينة الى القرية، في عملية محفوفة بالمخاطر، لكن الامور اختلفت اليوم مع نظام التحويل المالي في هذا البلد الذي ينفتح شيئا فشيئا على تسهيلات الحياة.

فكما هو الحال مع كثير من سكان هذا البلد الذي كان يعد قبل سنوات دولة معزولة اثناء حكم المجلس العسكري، اضطرت كهين الى النزوح عن قريتها الى العاصمة الاقتصادية رانغون للعثور فيها على عمل يجعلها قادرة على تأمين قوت عائتها في مقاطعة شان في شرق البلاد.

ولكنها، وعلى غرار 90 % من مواطنيها، لا تملك حسابا مصرفيا، اذ ان البلد ما زال يعاني من اثار حكم العسكر الذين امسكوا مقاليده بقبضة حديد وقلصوا الخدمات المصرفية فيه الى اقصى حدود.

وتقول كهين "الناس هنا ما زالوا يكنزون المال في صناديق في منازلهم" رغم ان الاقتصاد آخذ بالانفتاح منذ حل المجلس العسكري في حزيران/يونيو من العام 2011.

ما زال النظام المصرفي في بورما يخطو خطواته الاولى، ففي بلد يزيد عدد سكانه عن خمسين مليونا، يعمل في طول البلاد وعرضها 1500 فرع مصرفي فقط.

ولذا، كان امام كهين ومن مثلها من الذين يرغبون في تحويل المال الى الريف، ان يمشوا وقتا طويلا جدا للوصول الى اقرب فرع مصرفي، او ان يحملوا المال ويركبوا الحافلات.

في ظل هذا الواقع، قرر المسؤولون في بورما اعتماد نظام التحويل المالي لتنشيط العجلة الاقتصادية وجعل مؤسسات من غير المصارف قادرة على تأمين خدمات مصرفية، وهو من اول القرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة المنتخبة ديموقراطيا بعد توليها السلطة في اذار/مارس الماضي.

- دقائق معدودة -

ومنذ اشهر عدة، صارت كهين قادرة على تحويل اموالها من المدينة الى الريف في دقائق معدودات، مستخدمة خدمات "وايف موني" احدى اولى شركات الخدمات المصرفية في بورما.

وهذه الشركة هي ثمرة تعاون بين مشغل للاتصالات ومؤسسة مصرفية خاصة.

انشأت "وايف موني" اربعة الاف فرع لها في مختلف المناطق البورمية، يمكن فيها ان تودع الاموال وتسحب.

وتقول كهين "الان بات يمكننا في وقت قليل جدا ان نحول الاموال".

ينتشر هذا النوع من الخدمات بشكل واسع في دول افريقيا جنوب الصحراء وخصوصا في كينيا، مع شركة "ام بيزا"، التي يلجأ الى خدماتها اكثر من نصف السكان، والتي شكلت التحويلات عبرها 40 % من اجمالي الناتج المحلي في العام 2015.

وينظر المستثمرون في هذه الخدمات الى بورما على انها "سوق يتحدث الجميع عنها في المؤتمرات الكبرى، لانها سوق خام"، بحسب براد جونز المدير العام في "وايف موني".

ففي هذا البلد توسع استخدام شبكة الهاتف النقال بشكل سريع جدا، اذ بات المستخدمون يشكلون ما نسبته 60 % من اجمالي السكان، في مقابل 10 % قبل اربعة اعوام.

ويرى الخبراء انه ينبغي الانتظار بضع سنوات قبل ان يصبح في بورما شبكة لتحويل الاموال قادرة على تلبية كل السكان.

ويتعين على شركات التحويل ان تكسب ثقة البورميين الذين ما زالوا يفضلون ان يشتروا الذهب او الاحجار الثمينة بدل ان يودعوا اموالهم في مؤسسات مصرفية، بحسب الخبير الاقتصادي الاسترالي شون تورنل.

- الخروج من الفقر -

لا تقتصر فوائد استخدام الخدمات المصرفية على من يقدمونها، بل انها تساهم في تنشيط حركة الاقتصاد، وهو امر الضروري لاخراج هذا البلد من دوامة الفقر.

اضافة الى ذلك، فإن المدخرات الثمينة مثل الذهب لا يمكن ان تسيل سريعا في حال الحاجة الى المال، لذا يلجأ اصحابها الى الاستدانة من المرابين.

في المقابل، تشكل التحويلات المالية الوسيلة الفضلى للفقراء في بورما للحصول على خدمات مالية آمنة، اذ ان انتشار المصارف يستغرق وقتا.

في ضاحية دالا، على الجانب الآخر من نهر رانغون، حيث لا مصرف ولا صراف آلي، ما زال الكثيرون يدفنون مدخراتهم في بيوتهم.

لكن متاجر عدة دخلت في شبكة تحويل المال، مثل البقال زاو زاو الذي يقول "حين يصبح هذا النظام شائع الاستخدام، سيكون اكثر فائدة من المصارف، الناس يمكن ان يودعوا المال او يسحبوه في اي وقت".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراكز التحويل المالي تدفع العجلة الاقتصادية البورمية في ظل عجز المصارف مراكز التحويل المالي تدفع العجلة الاقتصادية البورمية في ظل عجز المصارف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:10 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

جان دارك يمثل مصر في مهرجان الشتات الإفريقي بنيويورك

GMT 11:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب المغربي للفروسية يشارك في الدوري الملكي

GMT 21:58 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

فيديو فاضح لـ "أدومة" يثير غضب المغاربة

GMT 11:00 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

مدرب ليفربول السابق يحذر من سيناريو 2014

GMT 11:08 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

أفكار ديكور مميزة لاختيار باركيه المنازل لموسم 2019

GMT 02:11 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قائمة تضم أفضل عشرة مطاعم على مستوى العالم

GMT 09:06 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تطورات مثيرة في قضية صفع شرطي لقاض في سيدي سليمان

GMT 23:16 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أستاذ يفارق الحياة داخل الفصل في الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya