يؤكد موقع فونتانكا الروسي ان بعض الألبان والأجبان المباعة في سوق سانت بطرسبرغ لا تحتوي على اثر للحليب ولا تصلح سوى لملء قنديل من الكاز، بعد عرضه تجربة لجبنة مشتعلة.
وفي التجربة التي عرضها الموقع تحدث الجبنة فرقعة مثل الفشار وينبعث منها دخان رمادي ثم تحترق طيلة عشر دقائق وكأنها شعلة مغمسة بالزيت.
ورغم اغلاق السلطات مصنعا لانتاج هذه الجبنة القابلة للاشتعال، فان مشكلة الالبان الخالية من الحليب والنقانق الخالية من اللحم وغيرها من المنتجات المغشوشة تثير القلق لدى الهيئات الحكومية والمستهلكين الروس في حين تعيش البلاد حالة ركود وتفرض السلطات حظرا على استيراد الاغذية من دول الغرب.
وقالت مراسلة موقع فونتانكا فينيرا غالييفا التي تعمل على الكشف عن المنتجات المغشوشة بعد ان لقي شريط فيديو الجبنة المحترقة رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي "قررنا ان نثبت انها مشكلة عامة. الامر لا يتعلق بمنتج محدد. المشكلة عموما هي ان روسيا ليس لديها ما يكفي من الحليب".
فرضت روسيا الحظر على المنتجات الغربية في اب/اغسطس 2014 ردا على عقوبات اميركية واوروبية لاتهامها بالتورط في النزاع في اوكرانيا. والجمعة قرر رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف تمديد الحظر حتى نهاية 2017.
وادى اغلاق سوق استيراد جبنة بارميزان وبري الى ظهور مصانع محلية ولكن لم يرتفع انتاج البلاد من الحليب، لجأ بعض المنتجين الى الحيلة.
ويقول فاديم سيميكين من معهد دراسات السوق الزراعية "هناك نقص في الحليب" مقدرا الكمية بنحو ثمانية ملايين طن السنة الماضية.
وقال انه في الوقت نفسه ارتفع استيراد زيت النخيل بنسبة 25% في 2015 والشركات تستخدمه كبديل عن الحليب.
- تدهور النوعية -
اعلنت روسيا ان الحظر هو فرصة لدعم القطاع الزراعي. والثلاثاء قال مدفيديف ان تمديد الحظر لثمانية عشر شهرا اضافية تم بناء على "الحاجة الى ايجاد ظروف مريحة ومتوقعة لمزارعينا".
ولكن معهد الدراسات الزراعية الحكومي قال في نيسان/ابريل ان المستهلك الروسي هو الخاسر مشيرا الى "تدهور نوعية" المنتجات وظهور "اجبان مغشوشة في السوق".
وفي مؤشر على اتساع المشكلة، بدأ معهد الدراسات الزراعية هذه السنة نشر قائمة بالشركات النزيهة التي تستخدم الحليب والكريما لصنع منتجاتها من الاجبان والالبان.
اما الشركات الاخرى فتستخدم الماء والنشاء والكلس والصابون وبيكربونات الصودا وحتى الجبس لتخفيف الحليب وحفظه، وفق ما نشره معهد الدراسات الزراعية الاسبوع الماضي في تقرير فضح ممارسات مصانع الالبان والاجبان.
وقالت المتحدثة باسم جمعية "روسكونترول" لحماية المستهلك ايرينا تيخميانوفا ان معظم "المنتجين المحليين يستفيدون من غياب المنافسة في السوق فلا يكترثون لتوفير منتجات جيدة".
واضافت ان 60 بالمئة من 46 من منتجات الاجبان والالبان المحلية التي قامت بفحصها قبل فترة قصيرة كانت تحتوي على مواد بديلة. حتى ان النسبة كانت اكبر بالنسبة لمنتجات اللحوم.
ورغم ان الناس يلاحظون تردي نوعية المنتجات وفق استطلاعات الرأي، لا يزال الروس يؤيدون الحظر.
وفي استطلاع اجراه معهد ليفادا المستقل في حزيران/يونيو قال 40% من المستطلعين انهم يعارضون استيراد منتجات اوروبية، بزيادة 31% عن اذار/مارس 2015.
وقالت غالييفا من فونتانكا ان ارتفاع الاسعار لا يترك لذوي الدخل المحدود من خيار سوى شراء الجبن المغشوش.
واضافت "ليس امامك خيار، عندما لا يكون لديك سوى 300 روبل (4,7 دولارات) لاطعام عائلتك طيلة اسبوع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر