طرابلس - المغرب اليوم
يسعى الاتحاد الأوروبي بتنسيق مع بعض الدول الأفريقية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحقوقية، إلى التدخل من أجل تحرير وحماية آلاف المهاجرين واللاجئين، من بينهم مغاربة، يعانون في ظروف لا إنسانية في مراكز احتجاز في ليبيا، تابعة لمافيات إجرامية متخصصة في تهريب البشر، كما يتوجه الاتحاد الأوروبي باقتراح من سويسرا في لفتة إنسانية، إلى نقل المهاجرين المحتجزين إلى مراكز اللجوء في أوروبا، حسبما كشفت صحيفة “لاغازيتا” الأوروبية الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة أن وزراء داخلية مجموعة من البلدان الأوروبية والأفريقية، يجتمعون الأربعاء بمدينة بيرني السويسرية، من أجل مناقشة إمكانية التدخل بغية حماية المهاجرين واللاجئين في ليبيا، حيث آلاف الأشخاص يعانون من ظروف “لا إنسانية” في مراكز احتجاز تابعة لمافيا تهريب البشر، وهذه القمة ذات الطابع الدولي يشارك فيها ديميتريس آبراموبولوس، المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة، وويليام لاسي سوينغ، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، وفيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإيف أكورود، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر.
يُذكر أن 260 مهاجرا مغربيا يعيشون في ظروف لا إنسانية في مركز احتجاز بمدينة زوارة الليبية، فيما لازال مصير مئات المغاربة الذين وصلوا إلى ليبيا في السنوات الأخيرة مجهولا، بعض منهم محتجز لدى مافيات تهريب البشر، حسب مصادر مغربية وأوروبية.
من جانبها أوضحت وزيرة الداخلية السويسرية، سونتاغس زيتونغ، أن هذه القمة الأوروبية المتوسطية ذات الطابع الدولي، تهدف إلى “حماية المهاجرين العالقين في ليبيا”، ووفقا لصحيفة “لاغازيت”، فإن سونتاغس اقترحت نقل المهاجرين الذين يتواجدون في أوضاع مزرية إلى مراكز الإيواء في أوروبا، مضيفة أن الأمم المتحدة أعلنت وجود 20500 مهاجر في مختلف مراكز الاحتجاز في ليبيا، وتم تحرير 14500، فيما لازال 6000 مهاجر محتجزا إلى حدود اليوم. وأغلب الذين تم تحريرهم كشفوا أنهم تعرضوا لجميع أنواع الإهانات، بما في ذلك الاغتصاب والاستغلال الجنسي.
على صعيد متصل، كشفت مصادر حقوقية من جهة بني ملال خنيفرة، أن عدد الشباب العاطلين الذين يخرجون من المنطقة، خاصة من قلعة السراغنة، انخفض بشكل واضح مقارنة مع السنتين الماضيتين، مبرزة أن سقوط مجموعة من شباب المنطقة في أيدي المافيا في ليبيا، وإخبارهم ذويهم بالصعوبات التي يواجهونها هناك، دفع الكثيرين في من يفكرون في الهجرة عبر ليبيا، إلى تغيير الوجهة صوب السواحل الشمالية للمملكة، بالضبط مدينة الحسيمة.
وبدورها، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن مصالح الإنقاذ في البحرية الملكية المغربية، أنقذت يوم الأحد الماضي حياة 53 مهاجرا مغربيا في ساحل الحسيمة، على متن قارب موت في طريقهم صوب إسبانيا، موضحة أن أغلب المهاجرين الذين تم إنقاذهم ينحدرون من منقطة قلعة السراغنة التي تبعد عن مدينة الرباط بـ300 كيلومتر، في إشارة واضحة إلى تحول شمال المملكة إلى جهة مفضلة لأبناء جهة بني ملال- خنيفرة الراغبين في معانقة الفردوس الأوربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر