خيم التوتر على زيارة وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابريل إلى الصين، على خلفية تزايد المعارضة في ألمانيا، لاستحواذ شركات صينية على شركات ألمانية في مجال التكنولوجيا المتطورة.
وألغى وزير التجارة الصيني جاو هوشنيغ مشاركته في جلسة للجنة الاقتصادية الألمانية-الصينية في بكين بصورة مفاجئة الثلاثاء، بعد محادثات مع جابريل، كما لم يحضر الأخير الاجتماع أيضاً.
وأعلن رسمياً من الجانبين أن سبب الغياب يكمن في استغراق المحادثات بين الوزيرين فترة أطول مما كان مخططاً لها.
قرار صيني
وفي المقابل، كشفت مصادر من الوفد الألماني، أن إلغاء المشاركة في الاجتماع كان قراراً صينياً.
وأثار غياب الوزيرين عن اجتماع اللجنة التي تحظى باهتمام كبير من الجانبين، اندهاش ممثلي الأوساط الاقتصادية الذين حضروا الاجتماع.
ولم تعتذر نائبة الوزير جاو يان، التي مثلت وزير التجارة الصيني في الاجتماع، لقيادات من الأوساط الاقتصادية الألمانية عن غياب هوشينج، منتقدة في خطابها الافتتاحي "الأجواء المعادية للاستثمار" في ألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن تزايد المعارضة في ألمانيا لاستحواذ شركات صينية على شركات ألمانية متخصصة في مجال التكنولوجيا المتطورة، أثار استياء بكين.
وسحبت وزارة الاقتصاد الألمانية موافقتها على صفقة بيع شركة "أيكسترون" الألمانية لصناعة أشباه الموصلات الدقيقة لمستثمرين صينيين، معلنةً بداية مراجعة جديدة للصفقة.
استدعاء قائم بالأعمال
وحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، استدعت الخارجية الصينية الإثنين القائم بأعمال السفير الألماني، لتسليمه مذكرة احتجاج على إلغاء الموافقة على استثمارات صينية في ألمانيا، بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى تقارير إعلامية سلبية عن الصين.
ورفض وكيل وزارة الاقتصاد الألماني ماتياس ماخنيش اعتبار غياب وزير التجارة الصيني عن الاجتماع "إهانةً" للجانب الألماني.
وذكر ماخنيش أن كلا الوزيرين تبادل الآراء خلال محادثاتهما بصورة جيدة ومكثفة.
وكانت مصادر ألمانية ذكرت أن المحادثات بين الوزيرين دارت حول موضوعات تتعلق بصناعة الصلب، ووضعية اقتصاد السوق، والمساواة في التعامل بين الشركات الألمانية والصينية.
وقال ماخنيش: "المهم بالنسبة لي، أن المحادثات جرت في أجواء جيدة"، مؤكداً أن رئيس الوزراء الصيني لي كه تيشانغ سيستقبل غابريل في وقت لاحق الثلاثاء، وقال "هذا هو اللقاء الحاسم".
وأكد ماخنيش، الذي مثل غابريل في اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة، في خطابه أن الاستثمارات الصينية محل ترحاب في ألمانيا، وقال في إشارة إلى مطالب الصين بتصنيفها، اقتصاد سوق: "هذا أيضا مبدأ اقتصاد السوق".
تعهد
وحصلت الصين على تعهد بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية قبل 15 عاماً باعتبارها "اقتصاد سوق" في ديسمبر (كانون الأول) هذا العام.
وإذا حصلت الصين على هذه الوضعية، سيستحيل فرض عقوبات جمركية مرتفعة عليها، إذا انتهكت قواعد منظمة التجارة العالمية في مكافحة الإغراق.
ويقصد بالإغراق طرح منتجات بأسعار متدنية في الأسواق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر