دعا السيد إيفو موراليس أيما، الرئيس الحالي لمجموعة "77" ورئيس دولة بوليفيا ، خلال زيارة الى منظمة الأغذية والزراعة اتلعالمية (فاو) امس ، الي استعراض موسّع للواجبات الواقعة على عاتق دول العالم ضماناً لتوفير الغذاء، والأرض، واستخدام المياه لجميع مواطنيها.
وقال، أن "الأمن الغذائي والتغذية لا غنى عنها"، مضيفاً "ونحن نؤيد فكرة أن كل شخص لديه حق الوصول إلى الغذاء الصحي وألا يعاني من الجوع".
وتحدث الرئيس البوليفي أيضاً من التدابير الأخيرة في بلاده لتمكين الدولة من توفير السلع والخدمات الأساسية مثل المياه، ومعارضتها للمحاصيل المحورة وراثياً، واعتماد حكومته لتقديم القروض المدعومة والمنح لصغار المزارعين وأصحاب الحيازات، ومخطط شراء المنتجات الفائضة حين يأتي الحصاد وافراً. وقال، "نحن نعمل من أجل السيادة الغذائية".
وكان موراليس يتحدث في غضون "الحوار حول التغذية"، وهو الحدث الثالث المخصص للإدلاء بوجهات النظر من جانب كتلة G-77 إستباقاً لانعقاد المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية (ICN2)، المقرر أن يبدأ في 19 نوفمبر. وشارك في الحوارات السابقة في هذه السلسلة مسؤولون من الولايات المتحدة، وعمّا يسمى ببلدان "البريكس" أو دول الاقتصادات الصاعدة وتشمل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا.
وقال جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، أن "التغذية هي قضية عمومية الطابع"، مضيفاً "وهذا يعني أمراً غاية في البساطة، أي أن الحكومات مسؤولة في قيادة الجهود الرامية إلى ضمان التغذية الكافية لجميع مواطنيها".
وأشار إلى "الاتجاهات المعارِضة" التي أدت إلى تراجع في عدد من يعانون الجوع المزمن، حتى وإن كانت صفوف أولئك الذين يعانون من البدانة تتجه أيضاً إلى الارتفاع.
وأكد غرازيانو دا سيلفا، أن "المؤتمر الدولي الثاني للتغذية، في حين سيفضي إلى اتفاقيات طوعية فمن الأهمية بمكان أن تضع البلدان مخططات للتغذية ذات موارد وأهداف ومؤشرات".
وتطرق متحدثون آخرون في الحوار إلى دور صغار المزارعين والفلاحين الفقراء في خدمة قضيتي التغذية والأمن الغذائي، مشددين على أهمية السياسات والبرامج التي توضع خصيصاً للنهوض بمساهماتهم.
وقالت سفيرة جمهورية السودان الدكتورة أميرة داوود حسن قرناص، متحدثة نيابة عن "مجموعة 77" للبلدان إقليم الشرق الأدنى الأعضاء، أن صغار المزارعين والرعاة في السودان يلعبون دوراً كبيراً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، في حين أن الأسر الزراعية الأفقر من أن تستطيع شراء أو استخدام الأسمدة تعتمد في نهاية المطاف على "معارفها وتراثها" على النحو الذي يمكن أن يعزز مرونتها في الاستجابة.
وأشارت الممثل الدائم لدى المنظمة لجمهورية موزمبيق السيدة كارلا إليسا موكافي، إلى أن الحيازات الأسرية الصغرى، غالباً ما تزرع على أيدي النساء، وتوفر الجزء الأكبر من الغذاء في بلادها. وقالت أن الحكومات الأفريقية الممثل الدائم لدى المنظمة لجمهورية موزامبيق بإنفاق 10 بالمائة من ميزانياتها على التنمية الزراعية، وينبغي تركيز هذه الموارد بحيث يتمكن صغار المزارعين من الوصول إلى خدمات الأسواق والائتمان الأعلى كفاءة.
وأضافت، أن "التغييرات التي تبنى على جهود صغار المزارعين تميل إلى أن تصبح أكثر فعالية من التغييرات التي تستورد بالجملة من أمكنة أخرى".
وقالت سفيرة باكستان السيدة تهمينا جانجوا، متحدثة نيابة عن "مجموعة 77" لبلدان إقليم آسيا والمحيط الهادي الأعضاء: "يجب علينا أن نجعل صور الأطفال الجوعى على شاشات التلفزيون شيئاً عفا عليه الزمن".
وأضافت أن معدلات سوء التغذية لا تزال مرتفعة باستمرار في جنوب آسيا، مما يجعل المؤتمر الدولي الثاني للتغذية حدثاً ضرورياً عاجلاً.
وأكدت أن إقليم آسيا والمحيط الهادي لا تزال عرضة بوجه خاص لتغير المناخ، مما سيؤثر حتماً على إنتاج الغذاء والأمن الغذائي ويجعل تحقيق التنمية المستدامة أصعب مراساً في حالة العديد من بلدانه.
وقالت السيدة دومينك أونو إساما سفيرة الكاميرون لدى إيطاليا، ورئيسة تكتل "مجموعة 77" في العاصمة الإيطالية أن الحوار سمح بمناقشة نسق واسع من القضايا، بما في ذلك دور أصحاب الحيازات الصغرى، وأهمية التنوع البيولوجي الوراثي المستدام، بل وحتى إمكانية التخطيط لضمان الدخل، وهي جميعاً قضايا رئيسية سوف تطرح على بساط البحث في غضون مؤتمر التغذية الثاني المقبل على الأبواب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر