برلين – قنا
أكد سعادة الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير لشؤون التعاون الدولي رئيس وفد قطر المشارك في مؤتمر برلين الخاص باللاجئين السوريين، التزام الدولة بمواصلة بذل المزيد من الجهود الحثيثة من أجل التخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين لها داخل وخارج سوريا.
وشدد في كلمته أمام المؤتمر الذي يقام تحت عنوان "تعزيز الاستقرار في المنطقة"، والذي يختتم أعماله اليوم في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة 40 دولة ، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوري والضغط بكل السبل من أجل إيقاف العنف والقتل في سوريا والعمل بصورة جدية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بناء على بيان جنيف 1 وبما يحقق للشعب السوري تطلعاته في الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية ويحافظ على وحدة واستقلال سوريا.
وأوضح سعادته أن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف إنسانية معقدة وحرجة تمر بها المنطقة حيث تلقي الأزمات الإنسانية بظلالها على المشهد الإنساني، معبرا عن الأمل في أن يؤتي نتائج إيجابية تخفف من معاناة الشعب السوري ويطمئنه بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ولن يتخلى عنه حتى يتجاوز محنته.
وأضاف سعادته أن الجميع أصبح يدرك مدى خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية المأساوية في سوريا وتفاقمها بصورة سريعة يوما بعد يوم منذ 4 سنوات وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، مشيرا إلى عمليات تشرد ونزوح ولجوء الآلاف من العائلات السورية هربا من آلة القتل والتعذيب والتدمير التي يستخدمها النظام السوري ومن الجماعات المتطرفة التي ساعدت سياسات النظام السوري على خلق الظروف المناسبة لتواجدها وانتشارها مما سبب حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة.
وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على ما حذرت منه قطر من أن الأزمة السورية من شأنها أن تثير مخاطر وتهديدات للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وقد تمتد إلى أبعد من ذلك كونها تشهد تصعيدا متواصلا موضحا أنه من أجل التخفيف من معاناة النازحين واللاجئين فيجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن خاصة التركيز على ضمان التنفيذ الكامل والمباشر للقرارات الدولية حول الشأن الإنساني في سوريا وخاصة القرارين 2139 و2165 واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة في حال فشلت أطراف الصراع وخاصة النظام السوري في الامتثال لهما.
وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي رئيس وفد قطر المشارك في مؤتمر برلين الخاص باللاجئين السوريين أنه على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول المجاورة المستضيفة للاجئين السوريين لتوفير الاحتياجات الإنسانية لهم إلا أن حجم ووتيرة توافد اللاجئين يفوق بصورة كبيرة قدرات هذه الدول مما يستوجب حشد جميع الجهود الدولية والعمل وفق مبدأ تقاسم الأعباء لضمان توفير أفضل المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين ولدعم قدرات الدول المستضيفة لهم.
وشدد على أن دولة قطر وانطلاقا من رؤيتها 2030 تولي أهمية كبرى لدعم جميع الجهود والمبادرات الكفيلة بإحلال الأمن والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع حيث بلغ حجم المساعدات القطرية الخارجية الموجهة إلى مجالات الإغاثة الطارئة خلال 2010 - 2014 ما يعادل 9 مليارات ريال قطر أي ما يقارب 2.5 مليار دولار أمريكي.
وأكد مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي على أن المساعدات القطرية إنسانية الطابع أولا وأخيرا وتنطلق من مبدأ الوقوف مع الملهوفين والضحايا والمظلومين في النزاعات والكوارث الطبيعية ويتسق هذا الموقف مع جميع المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة لا سيما القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشار إلى التزام قطر منذ بداية الأزمة السورية بتقديم جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوري للتخفيف من معاناته الإنسانية الكارثية حيث استحوذت على النصيب الأكبر من المساعدات الإنسانية القطرية الخارجية نظرا لما تمر به من مأساة لم يجد لها التاريخ مثيلا.
ولفت إلى أنه حرصا من دولة قطر على توفير التعليم الأساسي الجيد للأطفال السوريين غير الملتحقين بالمدارس فقد وقعت مؤخرا مؤسسة "التعليم فوق الجميع" التي ترأسها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وضمن برنامج "علم طفلا" مذكرة تفاهم مع "الهيئة التركية لإدارة الطوارئ والكوارث" للتعاون بشأن توفير التعليم الأساسي للأطفال السوريين اللاجئين في تركيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر