العنّاب يتأخر في منطقة عاليه والإنتاج تدنى 70 بالمئة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

العنّاب يتأخر في منطقة عاليه والإنتاج تدنى 70 بالمئة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العنّاب يتأخر في منطقة عاليه والإنتاج تدنى 70 بالمئة

بيروت - المغرب اليوم

يعتبر موسم العناب في قرى وبلدات جرد عاليه ووادي بحمدون من المواسم الزراعية الرئيسية، وإنتاجه مرتبط بلقمة عيش شريحة كبيرة من المواطنين، فأشجار العناب المعمرة طالما رفدت ودعمت اقتصاد هذه القرى النائية وأمنت موردَ رزقٍ ثابتاً لأبنائها، إلا أن الموسم هذا العام تدنى إلى أكثر من 70 بالمئة، وهذا ما يفسر ارتفاع سعر الكيلو الواحد مع بداية الموسم إلى 25 ألف ليرة لبنانية، واستقراره الآن على أكثر من عشرة آلاف ليرة.ومن يتفقد بساتين أشجار العناب يتأكد أن ليس ثمة موسم، فالثمار قليلة ومتباعدة، حتى الأوراق يميل لونها إلى الأصفر وليست نضرة كما في المواسم العادية عندما يتدلى العناب من الأغصان كعناقيد عنب في دالية.المزارع وليد عجيب من بلدة المشرفة – قضاء عاليه يعزو السبب إلى الطقس، فيقول "ترافق بداية إزهار العناب مع موجة برد وتدنٍ في درجات الحرارة ما أدى إلى (احتراق) الأزهار وتساقطها"، ويضيف "قبل اربع سنوات واجهنا المشكلة نفسها ولكن ليس بهذا الحجم فهذا العام الموسم شبه معدوم".أما المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد فأشارت إلى أنه "ليس بالضرورة أن يكون الأمر مرتبطاً بالتغير المناخي"، ولفتت إلى أن "المواسم الزراعية تتأثر في العادة بتغيرات الطقس وعلينا أن ننتظر مواسم عدة لتحديد ما اذا كانت مشكلة تراجع انتاج العناب مرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري وما ينجم عنها من مناخ متطرف، كما هو الحال في العديد من دول العالم".ويشير عجيب إلى أن "انتاجي السنوي يقدر بنحو ثلاثة أطنان فيما لن يتعدى هذا الموسم الـ 350 كيلوغراما كحد أقصى ولكم أن تقدروا حجم هذه المشكلة وهي في الواقع كارثة تطاول من يعتمدون العناب كموسم زراعي أساسي أو داعم لانواع اخرى من الزراعات الصيفية كالفاكهة والخضر".لكن من جهة ثانية، رأى بيار الهبر أن هناك سبباً آخر يعزوه إلى "تراجع أعداد النحل"، وأشار الى أن "تربية النحل كانت قائمة على نطاق واسع في جرد عاليه"، لافتاً الى أن "المزارعين خسروا أعدادا كبيرة من القفران من جراء الحرائق ونتيجة الامراض التي تسببت في موت النحل لعدم القدرة على مكافحتها خصوصا ان ثمة آفات جديدة لا عهد لنا بها من قبل".وقال: "لم يكن ثمة بيت واحد لا يربي اصحابه النحل، وكل مزارع كان لديه على الاقل خمسة قفران موضوعة قرب منزله وبساتينه، لكن وجدنا أن النحل يتأثر بالمبيدات الزراعية التي تقضي عليه وتقضي ايضا على الحشرات المفيدة".وأشار الهبر إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الانتاج "فالعناب شجرة برية لا تحب المياه، وهناك أشجار موجودة بين أشجار الدراق التي يتم ريها باستمرار ما يؤثر على حجم الثمار ونوعيتها، فضلاً عن أنه يصبح عرضة لأمراض كثيرة"، لافتاً الى ان "العناب يحب المياه عندما تبدأ مرحلة نضوج الثمر ويمكن ريه في هذه الفترة ولمرة واحدة فقط"، مشيراً إلى أن "حراثة الارض تقضي على جذور العناب لانها مكشوفة ولا تمتد عميقاً في الارض فهي الى حد ما جذور سطحية، وعندما نحرث الارض بجرارات زراعية نقضي على الكتل الجذرية للعناب ما يؤثر على قوتها ونموها وتاليا انتاجها".  هذه المشكلة في قضاء عاليه والمتن الأعلى ساحلا ووسطا وجبلاً، وتبين أن المناطق التي يقل ارتفاعها عن الخمسمئة متر، لم يتأثر موسم العناب فيها، ففي وادي بلدة الغابون حيث يصل ارتفاع الوادي الى خمسمئة متر وما دون فإن "الموسم جيد وكذلك الأسعار" يقول سميح عامر، ويضيف "ينضج العناب باكرا في هذه المنطقة وسوقنا كميات قليلة بأسعار تعدت العشرين الف للكيلو الواحد مع بداية الموسم إلى ان استقرت الاسعار كمعدل وسطي على عشرة آلاف ليرة"، لكنه أشار إلى أن "موسم العناب ليس أساسيا بالنسبة إلينا لان هذه الشجرة جبلية تتحمل ظروف المناخ القاسية". من هنا تبدو المشكلة أكثر حضورا في جرد عاليه، ففي بلدة المشرفة "لا يقل الانتاج عن الثلاثين طنا" يقول يونس عجيب، ويضيف "المنطقة الممتدة من بلدة المشرفة إلى عين الحلزون والقرى المجاورة تعرف بـ (وادي العناب)"، ويشير إلى "اننا لم نستفد من الاسعار المرتفعة التي تخطت الـ 25 الف ليرة لأن إنتاجنا يتأخر، فضلا عن أن الموسم (مضروب)"، ويقول أن "المشكلة هي في كلفة قطف العناب وتقدر بألفي ليرة للكيلو الواحد وهي كلفة العامل الذي يقوم بقطف الموسم، ومع تراجع الانتاج لا بل ندرته فالامر ترتبت عليه خسائر، لان هناك التوضيب والنقل وعمولة "تجار الحسبة" في بيروت".في بلدة عين الحلزون المجاورة، وهي بلدة زراعية، 90 بالمئة من ابنائها يعملون في الارض، تمتاز تاريخيا بموسم العناب، فهذه الشجرة مستوطنة البلدة وليست طارئة عليها، بمعنى ان عين الحلزون تمثل مع القرى المجاورة بيئتها الطبيعية، وهذا ما يفسر وجود اشجار يربو عمرها على الالف سنة، حتى انها تعرف بانها "عاصمة العناب" في لبنان."كان انتاج عين الحلزون من العناب يصل الى نحو مئتي طن"، يقول المزارع سامي الهبر، لافتاً إلى أن "الانتاج تراجع إلى أكثر من النصف"، وقال: "ان كثيرين من المزارعين استغنوا عن استخدام عمال لقطف الموسم، بحيث يضطر المزارع إلى الاستعاضة عن العمال بأفراد العائلة التي تجتمع وتتولى عملية القطاف وبذلك نربح قيمة التعب وليس قيمة الثمار"، ونوه إلى أن "العناب من الزراعات البعلية التي لا تحتاج إلى مياه ولا الى رش مبيدات باستثناء مكافحة نوع من (السوسة) ونكافحها برش الاشجار مرة واحدة قبل نضوج الثمار"، ولفت الهبر إلى "وجود نوع من العناب الأجنبي يمتاز بكبر حجم الثمار وهو نوع منافس تجارياً ولكنه دون جودة العناب اللبناني طعماً ومذاقاً وفائدة".وأشار الهبر إلى أن "الموسم ماحل هذه السنة والانتاج لن يتعدى في احسن الاحوال الـ 20 بالمئة، ما يعني اننا سنواجه مشكلة اقتصادية".وتساءل سليم الحكيم: "أين هي الدولة ووزارة الزراعة والتعاونيات الزراعية والنواب والمسؤولين حيال ما نواجه من صعوبات وآخرها كارثة موسم العناب؟". وأضاف: "لا نملك إلا أن نرفع صوتنا علنا نلقى الرعاية الإرشادية على الاقل لمواجهة الأضرار، مع إصرارنا المسبق على أن المزارع لا يستجدي المساعدة من أحد". 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنّاب يتأخر في منطقة عاليه والإنتاج تدنى 70 بالمئة العنّاب يتأخر في منطقة عاليه والإنتاج تدنى 70 بالمئة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya