دمشق - سانا
إستطاعت مسرحية أبواب المجد التي بدأت عروضها صباح السبت في مجمع دمر الثقافي وتستمر ثلاثة أيام أن تدخل إلى عالم أمنيات الطفل السوري في زمن الأزمة لتفصح على لسان طفلة صغيرة عن أحلام بسيطة لا يمكن لها أن تتحقق إلا إذا عم الأمن والاستقرار سورية.
وامتاز العرض الراقص الذي قدمته فرقة أجيال بإدخال تكنيكات مسرحية جديدة لم تكن موجودة في العروض السابقة تعتمد على تقديم الحركة المسرحية باستخدام تقنيات ضوئية تقوم على فن الإبهار.
وكان من الملفت التنوع الذي اعتمده المخرجان مجد احمد وباسل حمدان في تقديم لوحات راقصة متتالية تستند إلى التراث العربي والهندي والشعبي السوري من خلال الدمج بين عفوية الصغار ومهنية الكبار للوصول إلى مشهد استعراضي مميز.
ومن أبرز ما تميز به العرض الذي ألفه فادي منصور الحيوية التي استطاعت جذب المشاهد الصغير بخفة الراقصين في التحرك على الخشبة والانتقال بين المشاهد المسرحية المتتالية بالاستناد إلى إضاءة جاءت منسجمة مع الموسيقا المتميزة التي أثبتت حضورها خلال العرض.
وحاول المخرجان في مسرحية أبواب المجد أن يبتعدا عن المباشرة والنمطية في تقديم الفكرة بل خلقوا حالة جديدة من التواصل مع الأطفال فمرروا فكرة الأزمة السورية للطفل بطريقة فنية مبتكرة تلامس براءتهم وتعكس أمانيهم بالخلاص.
وكان العرض الجديد لأجيال متطورا عن العروض السابقة في استخدام التقنيات الجديدة لكنه مشابه لها في الانسجام بين التصور الفني للمخرجين للخروج بعمل مميز على مستوى الشكل الاستعراضي الجميل والمضمون القيم.
ويروي مجد أحمد مخرج المسرحية قصة العرض في تصريح لـ سانا فيشير إلى أنه عبارة عن تلخيص مجموعة أمنيات لأطفال سورية بطريقة استعراضية حيث الافتتاح بدأ بلوحة تمثل طفلة تحلم حلما بشعا جدا وتتوارد في الأحلام أمور مخيفة وكوابيس واشباح ومن بشاعة الحلم يغمى على الفتاة الصغيرة ثم تدخل بنات على شكل ملائكة كي يوقظوها لتجسد كل بنت أمنية وتحققها للبطلة.
وتتمنى الطفلة التي تحمل اسم سيريانا أن تكون عازفة كمان وراقصة باليه كما تحلم أن تذهب إلى تاج محل في الهند أو إلى الفضاء ولكن كل الأمنيات لن تتحقق في الواقع إلا إذا عاد الأمن والاستقرار إلى سورية.
ولفت أحمد إلى أن ظاهرة التدريب على المسرحية استغرقت ستة أشهر مشيرا إلى نية الفرقة الذهاب بالعرض إلى محافظات اللاذقية وطرطوس والسويداء إضافة إلى عرضه بدار الأوبرا بدمشق.
وعن ظاهرة الإخراج المشترك قال أحمد إنها ظاهرة جديدة وغريبة في نفس الوقت وأن وجود أكثر من رأي في إخراج العمل يكسبه أشياء جميلة ويغني الموضوع مشيرا إلى أنه يتفق وحمدان في كل الأعمال ويتفقان على النقاط التي تكون في مصلحة العمل.
وعن اختيار النصوص قال: نختار النصوص التي تجذب الطفل العصري المنفتح الذي يجلس أمام الانترنت ويشاهد ما يريد مشاهدته للارتقاء إلى وعي الطفل حتى نكون مسرحا للعائلة.
وكان للموسيقا حضورها المميز في مسرحية أبواب المجد وتحدث عن ذلك المؤلف الموسيقي نزيه أسعد مشيرا إلى أن الموسيقا تعتبر من الأعمدة الداعمة للعمل المسرحي وتعطي بناء متكاملا ومزخرفا وهي تتبع للشعر أو للفكرة.
ولفت إلى أن الانسجام بين التأليف والتلحين يعطي كتلة متكاملة تكسب العمل المسرحي أهمية فهناك تضافر جهود بين الإخراج والموسيقا والإضاءة لتعطي نتاجا متكاملا لا يمكن أن يستغنى فيه أي جزء.
يذكر أن فرقة أجيال تأسست عام 2007 وتضم اكثر من 60 طفلا و40 راقصا وراقصة من الشباب المحترفين في الأداء المسرحي الراقص تهتم بتقديم الأعمال المسرحية الراقصة وإحياء الفلكلور والموروث الشعبي الذي تتمتع به سورية... قدمت الفرقة مجموعة من الأعمال المسرحية من أبرزها زمن الانتصارات ....طيور الحرية ... سحر المحبة ...رحلة الفراشة ... مدينة الأحلام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر