موسكو - وكالات
قدم على خشبة مسرح البولشوي التأريخية بموسكو العرض الأول لأوبرا الملحن الكسندر بورودين"الأمير إيغور" بإخراج الفنان المخضرم يوري لوبيموف الذي طرح رؤيته لموسيقى الملحن الكبير. وقاد الاوركسترا فاسيلي سينايسكي المدير الموسيقي للمسرح.وقلص لوبيموف فترة الموسيقى لهذه الاوبرا الى ساعة ونصف. ويعرف الجميع ولع لوبيموف بالتجديد في الاخراج وبضمن ذلك لدى إخراج الاوبرات في المسارح الروسية والعالمية . وركز المخرج في هذه المرة على قضايا انسانية شاملة مثل مصير الإنسان في الحرب ومشكلة العلاقة بين الشعب والسلطة وعلاقات البلاد مع جيرانها الشرقيين. وأدى المغني فاليري غيلمانوف في الاوبرا دور الخان كونتشاك الذي لا يريد الصداقة مع أسيره إيغور . علما بأن العرض خلا من المقطوعة الفردية للخان بعنوان "أنت لست أسيرا بل ضيفا عزيزا" كما هو الحال في النسخ الأخرى للأوبرا. أما الأمير إيغور الذي أدى دوره أيلتشين عزيزوف فلا يؤمن بوحدة الأمراء الروس رغم أنه يقدم مقطوعته المشهورة "أمنحوني الحرية لأطهر نفسي من المهانة". وصدم المشاهدون لدى رؤية أزياء الممثلين الشبيهة بأزياء الجنود في زماننا. ويبين المخرج نساء يتشبثن برجالهن في محاولة منعهم من الاقتتال. ذلك على خلفية رجال البدو الرحل (من قوم البولوفيتس) الهابطين من السماء، الأمر الذي يجب ان يرمز بحسب لوبيموف إلى حتمية الهزيمة. وفي ختام الأوبرا يأمر الخان كونتشاك بزواج نجل الأمير إيغور من ابنته ، وينشد مقطوعة فردية لا يقدمها المغنون إلا نادرا في هذه الأوبرا ، وهي انشودة قاسية تعبر عن البهجة لمشاهدة جثث الأعداء وممارسة العنف إزاءهم. ويريد المخرج بتقديمه نسخة حديثة لأوبرا بورودين أن يقنع المشاهد بأن الأمير إيغور هو إنسان فاشل أصلا وأن روسيا هي بلد محكوم عليه بمعاناة المآسي ثمنا لخطاياها. يذكر أن يوري لوبيموف ( 95 سنة) هو مخرج مسرحي طليعي مخضرم اضطر في العهد السوفيتي إلى مغادرة البلاد لأسباب سياسية. ثم عاد إلى روسيا في تسعينات القرن الماضي ليتولى الإدارة الفنية لمسرح "تاغانكا" المشهور. لكن فرقة المسرح قررت منذ سنتين التخلي عن خدماته فأصبح مخرجا حرا .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر